الفيفا يفرض وصايته على إفريقيا.. "مسرحيّة" في انتخابات الكاف

2021-06-08 09:01
إنفانتينو رفقة المرشحين لرئاسة الكاف (من اليمين إلى اليسار) أوغستين سنغور وباتريس موتسيبي وأحمد يحي (facebook/Mauritanie)
الجزائر winwin
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

حسم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جاني إنفانتينو، انتخابات رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف"، المقررة يوم 12 آذار/ مارس المقبل، باختيار رجل الأعمال الجنوب إفريقي القوي، باتريس موتسيبي، رئيسا بالتزكية، عقب اتفاق جماعي تضمن انسحاب منافسيه الثلاثة الآخرين مقابل مناصب في الكاف، تبعا لتوافق هندسه وفرضه إنفانتينو.


وأثبت الاتحاد الدولي لكرة القدم مرة أخرى وصايته على الكرة الإفريقية، من خلال تدخله المباشر في انتخابات الكاف خلال آخر جمعيتين عموميتين، فبعد أن كان قد نصب الملغاشي أحمد أحمد، سنة 2017 قبل أن ينقلب عليه، عاد مرة أخرى لينصب، باتريس موتسيبي، خليفة له سنة 2021، ليكون أول رئيس من الدول الناطقة بالإنجليزية بالقارة السمراء، وهو الأمر الذي كان مستبعدا جدا إلى وقت قريب.


إنفانتينو كان الرجل الذي وزع الأدوار الجديدة في الاتحاد الإفريقي، بعد أن أشرف على إعداد الخطوط العريضة لـ"بروتوكول الرباط"، وبوساطة من رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، والمصري، هاني أبوريدة، ونفذه رئيس دائرة الاتحادات الأعضاء فيرون موسينغو أومبا، ومساعد إنفانتينو، السويدي ماتياس غرافشتروم، عند لقائهم بالمترشحين الثلاثة لرئاسة الكاف (غاب الموريتاني أحمد يحيى لانشغاله بتنظيم كأس أمم إفريقيا تحت 20 عاما).

وقضى "بروتوكول الرباط" تعيين موتسيبي مرشحا وحيدا لرئاسة الكاف، ومنح منصبي نائبي الرئيس الأول والثاني لكل من، الموريتاني أحمد يحيى والسنغالي أوغستين سنغور، في حين سيتولي الإيفواري جاك أنوما، منصب مستشار رئيس الكاف المقبل.

جاك أنوما تردد.. احتجاج ثم موافقة


وكان المترشح الإيفواري جاك أنوما، الوحيد على الأقل ظاهريا الذي تردد في تزكية "بروتوكول الرباط"، حيث كان آخر من أعلن عن موقفه النهائي، السبت، مقارنة بالسنغالي سينغور والموريتاني يحيى، على اعتبار أنه احتج على تدخل الفيفا، وصنفه ضمن خانة "ضرب الديموقراطية وتوجيه الانتخابات وتغليب المصالح الشخصية"، مشيرا إلى أن إفريقيا "رجعت خطوة إلى الخلف" بعد هذه المسرحية، لكنه رضخ في الأخير بعد أن اقتنع بإحكام إنفانتينو لقبضته على الكاف.

قصة الانقلاب على أحمد أحمد.. لا توجد "صداقة دائمة"


أول عقبة في طريق إنفانتينو لتغيير وجه الكاف، كان الرئيس السابق الملغاشي، أحمد أحمد، فبعد أن عين لجنة مشتركة لإدارة شؤون الكرة الإفريقية من خلال الأمينة العامة للفيفا السنغالية فاطمة سامورا، صيف 2019، لمدة 6 أشهر، جاءت عقوبة الإيقاف لمدة 5 سنوات بحق الملغاشي لمزاعم فساد، وحرمانه من الترشح لخلافة نفسه، وحتى بعد أن رفعت "كاس" هذه العقوبة في نهاية شهر يناير الماضي بشكل مؤقت، رفض ملفه من لجنة ترشيحات الكاف، على اعتبار أنه خرج من حسابات إنفانتينو، الذي تعامل بالمنطق الدبلوماسي المعروف "لا توجد صداقة دائمة ولا عداوة دائمة بل هناك مصالح دائمة".

Ahmad Ahmad Gianni Infantino
جاني إنفانتيو رفقة رئيس الاتحاد الإفريقي أحمد أحمد (Getty)


  
انفانتينو يشيد بالتوافق الإفريقي لخدمة "ماما أفريكا"


ولم يتردد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جاك إنفانتينو، بالإشادة بهذا الاتفاق "الصالونات المغلقة"، رغم الانتقادات التي طالته بخصوص التدخل الذي تجهضه قوانين الفيفا، وقال السبت، بموريتانيا وأمام المترشحين الأربعة، على هامش حضوره لنهائي "كان تحت 20 عاما": "توصلت إلى أصعب ما يمكن التوصل إليه بين متنافسين"، وتابع: "لقد برهنتم على أنه بإمكان الأفارقة التفاهم وتجاوز الانقسام حول موعد هو الأهم بالنسبة لكرة القدم الإفريقية وتطويرها".

نصيب العرب من "كعكة الكاف"


وإذا كان "بروتوكول الرباط" حسم المناصب المهمة في هرم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، فإن نصيب عرب إفريقيا من كعكة الكاف كان هو الآخر "تفضيليا"، خاصة في ظل الجهود الكبيرة التي بذلها الثنائي فوزي لقجع وهاني أبوريدة، في كواليس الاتحاد الإفريقي، حيث ضمن الرجلان منصبين في المجلس التنفيذي للفيفا، في حين ضمن رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم، وديع الجرئ، منصبا في المجلس التنفيذي للكاف، وكان الموريتاني، أحمد ولد يحيى، بالطبع أكبر مستفيد بحصوله على منصب نائب الرئيس الثاني لموتسيبي.

في المقابل، يبدو رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، الغائب الوحيد عن "مسرحية" توزيع المناصب في الكاف، وهو الذي رفض الفيفا ملف ترشحه لعضوية مجلسه التنفيذي في وقت سابق، قبل أن تنصفه محكمة التحكيم الرياضي الدولي "كاس" قبل يومين بمنحه أهلية الترشح بعد أن حسم السباق، ويتوقع متابعون أن يحصل زطشي على منصب شرفي في الهيئة القارية، مادام أن هدف الفيفا الأول هو استرضاء كل الأطراف، خاصة زطشي الذي قد يقوم إنفانتينو بإرضائه بمنصب رمزي تعويضا للضرر الذي لحق به بسبب قرار عدم قبول ترشحه في المرة الأولى.

وعاء الكاف الانتخابي يغري إنفانتينو قبل 2023


وأرجع متابعون التدخل المباشر لجياني إنفانتينو في انتخابات الكاف، إلى تحضيره لانتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم المقررة عام 2023، لأن ضمان سيطرته على الوعاء الانتخابي للاتحاد الإفريقي المتضمن لـ54 صوتا، وتتفوق أوروبا عليه بصوت واحد فقط، سيمهد له بنسبة كبيرة جدا خلافة نفسه على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم، في نفس السيناريو الذي هندسه عندما نصب، أحمد أحمد، رئيسا للكاف قبل انتخابات عهدته الثانية على رأس الفيفا عام 2019.

شارك: