الحسين يكشف العجب العجاب.. ماذا يحدث في الوحدات الأردني؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-08-30
لاعبو الحسين إربد وفرحتهم بالهدف الثالث في شباك الوحدات (Facebook/ Al Hussein SC)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تعرضت جماهير نادي الوحدات الأردني لصدمة كبيرة، عشية خسارة فريقها 1-3 أمام الحسين إربد، في مستهل مشوارهما في بطولة درع الاتحاد بكرة القدم، ومنها لم يتذوق طعم النوم، فما حدث فيه العجب العجاب.

وكانت جماهير النادي تمني النفس بأن يحقق فريقها الفوز على "حامل لقب الدوري الأردني"، ولا سيما أنه يعاني من غياب 11 لاعبًا يوجدون بتدريبات منتخب النشامى، الذي يستعد لمواجهة الكويت في تصفيات الدور الحاسم والمؤهل لكأس العالم 2026.

ويشخّص winwin الأسباب التي قادت النادي العريق لهذه الخسارة القاسية، وكشفت وهن ما يمر به مع بداية مشواره، في بطولة يعد الأكثر فوزًا بلقبها، وذلك وفقًا للتالي:

 الوحدات في الدوري غير مقنع أصلًا

لم يكن الوحدات مقنعًا في الجولات الأولى التي خاضها في بطولة الدوري الأردني للمحترفين، فهو واجه ثلاثة فرق تصارع من أجل البقاء، ولذلك لم يخض أي اختبار حقيقي ليقيّم قدراته الفنية والتكتيكية جيدًا.

وفي أول مباراة في بطولة الدوري، فاز على الصريح 4-1، لكن هذا الفوز لم يكن يعني أن الفريق في أفضل حالاته بقدر ما أن المنافس نفسه لم يكن موفقًا على الإطلاق في هذه المباراة، بدليل تصريحات رئيسه عمر العجلوني الذي أكد أن هذه المباراة ستكون للنسيان.

وفي المباراة الثانية، وقع الفريق بفخ التعادل أمام مغير السرحان 1-1، بعد أن ظل متمسكًا بهدف وحيد قبل أن يباغته المنافس بهدف التعادل في الوقت بدل الضائع، وبعدها فاز على معان 2-1، والأخير يخوض الموسم حتى الآن بـ 14 لاعبًا، ولم يستقطب محترفين أجانب بعد.

المتأمل لتلك النتائج في الجولات الثلاث من بطولة الدوري، يجد أن النادي استنزف نقطتين مهمتين، وأن شباكه تعرضت للأهداف في جميع المباريات، ما يكشف عن وجود مشكلة كبيرة في منطقة دائرة نصف الملعب والمنظومة الدفاعية ككل.

 الحسين إربد يكشف قدرات الوحدات

افتتح فريق الوحدات أمس مشواره في بطولة الدرع، حيث استقر في المجموعة الأولى التي وضعته بمواجهة مبكرة مع الحسين إربد.

وتعد هذه المواجهة مهمة للوحدات رغم الخسارة، فهي كشفت أن الفريق يعاني من سلبيات عديدة تفقده مقومات الفريق المأمول، وحدثت بتوقيت مناسب يمكن من خلاله إجراء التعديلات المستعجلة، سواء على صعيد اللاعبين أو حتى الجهاز الفني، أملًا بتصويب الأمور قدر الإمكان.

كيف أحرز الحسين إربد الأهداف الثلاثة، مجدي عطار يتقدم خطوة للأمام داخل منطقة الجزاء على مرأى من المالي ديارا ويسدد الكرة في المرمى، وأحمد ثائر يرتقي للكرة بمفرده داخل منطقة الجزاء ويضع الكرة بأقصى الزاوية اليمنى للجعيدي، وأحمد صبرة يتحصل على الكرة من أمام دانيال عفانة ويسبقه ويسدد على الطريقة الأوروبية.. وهنا نتساءل أين فريق الوحدات؟

ورغم أن الحسين إربد يغيب عنه 11 لاعبًا مقابل 5 لاعبين من الوحدات، حيث يوجدون بتجمع منتخب النشامى، إلا أن الأخير لم يستثمر فرصة الغيابات المؤثرة بصفوف منافسه.

ولم يقدم النادي شيئًا يشفع له في المباراة، وبخاصة في الشوط الأول وظهر تائهًا، فهو يفتقد للاعبين المؤثرين القادرين على صنع الفارق، وبخاصة في الجانب الهجومي، في حين لم يستطع أي محترف أحنبي من المحترفين الأجانب إثبات نفسه، بل إن المحترف المغربي مروان املاح كان الأسوأ في المباراة، وزاد "الطين بلة" مع الفريق عندما خرج بالبطاقة الحمراء قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة.

ورغم أن الحسين إربد لم يكن بكامل قوته فالغيابات كبيرة ومؤثرة، إلا أنه أكد امتلاكه لدكة بدلاء تتفوق على منافسه، سواء بتشكيلته المعتادة أو مع غياب لاعبيه الدوليين، وهنا تتضح حقيقة الفوارق الفنية والبدنية بين لاعبي الفريقين.

ولعل اللافت أن خطوط الوحدات كاملة تعاني من ضعف الترابط، فالمنظومة الدفاعية مفككة ولا يوجد أدنى انسجام بين قلبي الدفاع دانيال عفانة والمالي ديارا، ووسط الدائرة يخلو من لاعب قادر على الوقوف على كرته وهدم وبناء هجمات الخصم.

وعلى أطراف الفريق التي كانت تشكل مصدر القوة بالفريق الموسم الماضي، يعاني الفريق كثيرًا من غياب الحلول، واللاعب القادر على صناعة الفارق بالسرعة والمهارة والرؤية، فمهند سمرين يعد الأبرز لكن يد واحدة لن تصفق.

الوحدات أمام الحسين إربد، خاض الاختبار الحقيقي الأول له في الموسم، فتكشفت حقيقة الفريق، حيث برهنت هذه المباراة أنه بحاجة ماسة لمراجعة الحسابات على صعيد اللاعبين وحتى الجهاز الفني، قبل وقوع "الفأس بالرأس".

 ماذا يحدث في الوحدات؟

النادي شكل لجنة للتعاقدات لا نعرف مقدار الخبرة الفنية لأعضائها أو حتى أسس تشكيلها، وتم التعاقد مع 4 محترفين، لم يثبت أي منهم نفسه في المواجهات الأربع، وكذلك لم يستطع أي منهم أن يقنع الجماهير الخضراء بأدائه أو حتى بلمساته على الكرة، فالمهاجم الكاميروني أكانو ظهر تائهًا وذا إمكانات بدنية وفنية متواضعة.

والغريب أن هناك نقصًا واضحًا في اللاعبين المحليين المميزين، ذلك أن الحسين إربد استقطب معظمهم، وفي خضم ذلك، تجد الوحدات قد فسخ عقد لاعبه الدولي أحمد سمير، ومن ثم أعار المهاجم الدولي محمد أبو زريق "بوغبا" للسلط، ودفع بوجوه لا تمتلك الخبرة في خط الهجوم على حساب المهاجم المخضرم بهاء فيصل، وهذه الحالات كانت كافية لتؤكد أن هناك شيئًا ما يدور في الخفاء.

وعلاوة على ما سبق، فإن الوحدات الذي يعتمد منذ موسمين على دانيال عفانة وعرفات الحاج، فإن بنيتهما الجسدية وحدها، وبصرف النظر عن إمكاناتهما الفنية، لا تؤهلهما لتمثيل فريق بهذا الحجم، فالفريق لا يزال يفتقد لمدافعين يمتلكون البنية والرؤية تمامًا كالمدافع السابق طارق خطاب، الذي كانت جماهير الوحدات تشعر بالأمان بوجوده، على عكس ما يحدث اليوم.

كان الأفضل للوحدات العمل قبل بداية الموسم على تعزيز خياراته الدفاعية، من خلال استقطاب اللاعب حجازي ماهر وحسام أبو سعدة، ومنح شوقي القزعة الذي استقطبه من شباب الأردن الموسم الماضي فرصة الانخراط بالفريق، والدفع به تدريجيًّا ليصبح أحد الأعمدة الرئيسة، فما فائدة استقطابه إذا كان لن يشارك.

والعشوائية التي يعيشها الفريق، هي نتاج تعاقداته المحلية والأجنبية "المضروبة"، فالفريق تعاقد منذ موسمين مع محمد موالي وإحسان زحراوي، ولم يقدم أي منهما شيئًا يشفع له بالاستمرار مع الفريق، وصالح راتب لم يراجع حساباته، فهو يلعب مباراة ويغيب مباريات.

وما قصم ظهر الوحدات أكثر، أنه كان شبه متأكد من أن مهند أبو طه ومحمد أبو زريق "شرارة" وأنس العوضات سيجددون عقودهم، فبقي ينتظرهم حتى اللحظات الأخيرة من دون نتيجة، فوجد نفسه يخوض الموسم بلا لاعبين مؤثرين، ولم يضع في فكره خيارات بديلة لهؤلاء في حال فشل في تجديد عقودهم.

وانشغل الوحدات كثيرًا بالمفاوضات مع الجزيرة للحصول على خدمات عامر أبو جاموس، والأخير ظهر بمستوى عادي مع الفريق، وكان الأفضل البحث عن خيارات أكثر فاعلية.

ومن حق جماهير نادي الوحدات أن تغضب من آلية إدارة ملف فريق كرة القدم، فثمة نحو 10 لاعبين لا يصلحون للعب بفريق جماهيري بهذا الحجم وهذا التاريخ، لا يرضى إلا بحصد الألقاب المحلية والمشاركة المميزة في دوري أبطال آسيا 2.

ومن حق جماهير الوحدات أن تغضب أكثر، فإحداث الإصلاح بصفوف الفريق قبل إغلاق فترة القيد منتصف الشهر المقبل، يتطلب عملاً حقيقيًّا، وفسخًا لعقود عدد من اللاعبين، وهذا سيرفع من مديونية النادي، فمن سيتحمل المسؤولية، ومن سيدفع الفاتورة؟

هل يغادر رأفت علي موقعه؟


طالبت جماهير نادي الوحدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مجلس الإدارة بضرورة فسخ عقد المدير الفني رأفت علي والبحث عن بديل بأسرع وقت ممكن، ولا سيما بعدما استنتجت أن المدرب ليس على وفاق مع بعض اللاعبين منذ الموسم الماضي.

رأفت علي لاعب له تاريخه الكبير الذي يحترمه الجميع، لكن ليس كل لاعب يصلح أن يكون مدربًا إذا ما اجتهد وعرف كيف يتعادل مع اللاعبين ويديرهم، ونهل الخبرة وتتلمذ على أيد مدربين أكفاء، فمارادونا بعظمته وبتاريخه لم ينجح أن يكون مدربًا ناجحًا.

فريق الوحدات بقيادة رأفت علي يعيش فوضى تكتيكية، فلا أسلوب للعب واضحًا ولا طريقة واضحة، ولم يتغيير شكل الفريق هجوميًّا، إلا بعد الزج ببهاء فيصل، فلم الاحتفاظ بهذه الورقة طويلًا على مقاعد البدلاء؟ هل من شيء بين المدرب واللاعب؟.. هذا سؤال تطرحه الجماهير باستمرار، وليس نحن.

وفريق جماهيري بحجم الوحدات يجب ألا يخضع لأي أهواء أو مصالح، فهو ناد ملك للجماهير وليس لأشخاص بأعينهم، وأي قرار يتخذ ينبغي أن يكون قائمًا على تغليب المصلحة العامة على الخاصة، وكذلك يجب إبعاد اللاعبين وحتى المدربين عن أي مصالح انتخابية.

فريقان كالوحدات والفيصلي على وجه التحديد، واللذان يحظيان بقاعدة جماهيرية هي الأكبر في الأردن، يجب أن يقودهما مدربون أجانب على مستوى عال من الكفاءة وليس محليين، فالمحلي يتعرض في معظم الأحيان لضغوطات إدارية أو حتى جماهيرية، تجعله يفتقد صلاحياته، ويخرجه عن المسار الصحيح للعمل، فتكون النتيجة "مصيبة".

شارك: