الجزيري لـwinwin :لا نملك خليفة للخزري والساحلي يعيش الفوضى!

زياد الجزيري، لاعب تألق في النجم الساحلي التونسي ومع منتخب بلاده، وواحد من ألمع نجومه، واحترف في تركيا لعدة مواسم وكذلك في فرنسا، قبل أن يختتم مسيرته في الدوري الكويتي، وأحرز مع نسور قرطاج بطولة إفريقيا للأمم 2004، وهي الوحيدة في رصيد التونسيين، وبعد اعتزاله الكرة، دخل الجزيري عالم التحليل الرياضي وكذلك التسيير وعمل مديرا رياضيا في النجم الساحلي. 

وتحدث الجزيري في حوار حصري لـ winwin عن عدة مسائل تتعلق بالمنتخب التونسي والدوري المحلي، بالإضافة إلى فريقه السابق النجم الساحلي.

ولم يخف النجم السابق للمنتخب التونسي وفريق النجم الساحلي خوفه من أن تطول مرحلة الاختبارات والتجارب التي يقوم بها الجهاز الفني للمنتخب التونسي الذي قطع أشواطا عملاقة نحو نهائيات كأس أمم إفريقيا 2022 بالكامرون، بعد فوزه ذهابا على المنتخب التنزاني السبت الماضي.

لماذا قاطعت  التحليل الرياضي في قناة التاسعة التونسية بعد  خلافك منذ أشهر  في إحدى الحصص مع الحارس الدولي السابق شكري الواعر؟

لا يوجد أي إشكال بيني وبين شكري الواعر فهو زميلي وفي مرتبة الأخ لكنني أبقى وفيا لعاداتي ومبادئي  ولا أحد بمقدوره مصادرة  رأيي أو دفعي إلى قول ما يحب الآخرون سماعه.
 لا ننسى أيضا أن البطولة توقفت في مارس الماضي بسبب كورونا وكان هناك حظر تجول وحجر صحي..علما وأنني حتى في التحليل أفضل أن أكون محترفا في عملي ولا يمكنني تلوين الحقائق لأنني أعمل بالتحليل وليس أي مهنة أو حرفة بل فنّ، وقد وجدت أن البعض لديه صعوبة في قبول الرأي المخالف فاخترت الركون للراحة ..

فوز كبير للمغرب وتونس تحقق العلامة الكاملة

اقرأ المزيد

ظهورك في وسائل  الإعلام  قليل رغم أنك محبوب الجماهير على اختلاف ألوان أنديتهم فهل هو اختيار أم أن هناك أسبابا أخرى؟
لا أريد أن أقول إن الأمر مدروس ولكن قناعتي راسخة بأن الظهور المكثف  في وسائل الإعلام مضر بالواحد منا، فحتى يحافظ  الوجه الرياضي على  شعبيته يجب أن يكون ظهوره متوازنا حتى لا يصبح وجها مألوفا ويصبح  ما يقدمه عديم الجدوى لأن الجمهور لا يحب الظهور المكثف لهذا أو ذاك بما يمكنه من المحافظة على مصداقيته ..

انتظر الجميع عودتك إلى التسيير الرياضي في ناديك الأول النجم الرياضي الساحلي مع هيئة تسييرية خاصة بكرة القدم تضم عددا من الوجوه المعروفة على غرار زبير بية وكريم حقي .. لكن لا شيء تحقق على أرض الواقع، لماذا ؟

الحديث عن هيئة تسييرية كلام سياسة وسياسيين.. في المقابل لدي مشروع رياضي يحتاج للمال لكن الموارد غير متوفرة مما يحد من طموحي.. انظروا مثلا فريق باريس سان جيرمان كيف أصبح بعدما ضخت فيه الأموال واهتمت به شركة قطرية أحسنت الاستثمار فيه.. نعم الكرة أصبحت تقوم على المال لأن الموهبة في تراجع متواصل ولا بد من حسن الاستثمار في كرة القدم لصنع النجوم ..

من جهة أخرى، أؤكد بخصوص الهيئة التسييرية التي تحدث عنها البعض أنه لم يتصل بي أي  كان ليعرض علي الأمر.. كما أنه حتى لو تم الاتصال بي وعرض علي الأمر للعودة فإنه لدي شروط لأنني أؤمن بأن كل عمل أنجزه لابد أن يحقق النجاح وكنت سأطرح المشروع الذي أشرت إليه في البداية..

قيل إن كل شيء متوقف على قبول أو رفض رئيس النجم الساحلي رضا شرف الدين الذي تختلف معه بعودتك للعمل مجددا في النجم.. أين الحقيقة ؟

أولا ليس لدي أي شيء ضد رئيس النجم الساحلي  لكنني أسأل  من يكون شرف الدين حتى يقبل بي أو حتى  يرفضني؟  لماذا لا نقول إن عودتي تتوقف على قبولي أنا؟ لا تنسوا أنه هو من يحتاجنا وليس نحن.. ولماذا تتم "شخصنة" الأمور بهذه الطريقة؟ فنحن نريد تقديم المساعدة والعون لنادينا وليس للأشخاص وحتى إن كان شرف الدين رئيس النجم من قال إني سأقبل بالعودة معه أو بأفكاره..

هل من العادي أن يبقى الفريق الأول لناد كبير مثل النجم الساحلي دون مدرب حيث يتكفل  المدرب المساعد محمد علي نفخة لوحده بكل المهام؟

غير عادي ما يحدث بل إنه أمر مؤسف.. فلا يوجد من الفنيين من بمقدوره ضبط قائمة اللاعبين التي ستشارك في منافسات كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم..

على ذكر القائمة الإفريقية.. كيف تراها بعد أن خرج منها محمد أمين بن عمر وزياد بوغطاس اللذين تحولا للعب في  الدوري المصري؟

لا أعرف حقا على من سيعول النجم الساحلي في الموسم المقبل بعد مغادرة عدد من الركائز على غرار بن عمر وبوغطاس!..كيف سيكون وضع الفريق.. فعلى سبيل المثال عندما غادر اللاعب ماكيليلي ريال مدريد بقي الفريق الإسباني دون ألقاب لمدة مواسم رغم قيمة اللاعبين الموجودين وقتها، وهذا لأن ماكيليلي قيمة ثابتة بنيت عليه استراتيجية كاملة فما بالنا بالنجم الساحلي الذي فرط في 3 أو 4 ركائز.. تذكروا كلامي جيدا والذي سيكون خير إجابة على ما يحدث في النجم الساحلي، إنه يوم يغادر مثلا اللاعب مبابي باريس سان جرمان لا شيء سيبقى على حاله فالتوازن أهم شيء في كل فريق..

هل تريد أن تقول إن النجم الساحلي يعيش ما يشبه الفوضى ..؟

بل قل إنها الفوضى بعينها..هل يعقل أن نجد في فريق أكابر كرة القدم 70 عقد احتراف وجلها عقود مبالغ في قيمتها.. وهل من المنطقي أن يتم انتداب لاعب مصاب بأربعة ملايين دينار ( 1.4 مليون دولار)؟.. وكيف سيتحسن حال فريق كرة القدم بعد أن تناوب عليه 10 مدربين خلال العامين الأخيرين..أليست هذه الفوضى؟

من هو اللاعب المصاب الذي وقع انتدابه بأموال كبيرة.. هل تقصد سليمان كوليبالي ؟

نعم إنه سليمان كوليبالي انتدب مصابا وخضع لعملية جراحية في الرباط الصليبي، وتكفل النجم الساحلي بذلك وهذا غير معقول.. كيف ننتدب لاعبا بمثل هذه الإصابة؟.. من يشتغلون بفرع كرة القدم والمحيطون به لم يلعب أي منهم كرة القدم ولا علاقة له بها لذلك التسيير والاختيارات فاشلة ولهذه الأسباب بلغ النجم الساحلي هذا الوضع المرتبك..

كيف تقرأ الخلاف بين الاتحاد التونسي لكرة القدم وفريق هلال الشابة بعد اتخاذ الاتحاد قرار تجميد نشاط هذا الفريق ؟

المطلوب التوصل إلى اتفاق بين الطرفين لأن الأمور تسيّست والضحية فريق هلال الشابة.. ما دخل كرة القدم في مشاكل المسؤولين ولماذا يدفع اللاعبون ثمن هذا الصراع؟.. المطلوب الحوار لحل كل المشاكل فمن حق الاتحاد التونسي تطبيق القانون ومطلوب من إدارة الهلال مراعاة مصلحة النادي..

ألا ترى أن الغموض يخيم على أجواء الدوري  التونسي فلا شيء مؤكد من حيث استئناف الموسم الجديد وحتى موعد 22 نوفمبر الحالي أصبح  غير مؤكد؟

انتشار فيروس كورونا قلب المعطيات في كل المجالات وليس في كرة القدم فقط.. الأجواء مختلطة.. كرة القدم تشكو عديد المشاكل على مستوى البنية التحتية والنشاط متوقف لذلك عندما لا أرى عددا من اللاعبين المنتمين للدوري أساسيين في المنتخب الوطني تترسخ لدي القناعة بأن هناك عديدة المسائل في كرة القدم تستدعي المراجعة ..

هل تعتبر أن ذلك مبرر لتعويل مدرب المنتخب التونسي المنذر الكبير على اللاعبين الناشطين في دوريات أجنبية بما في ذلك غير الأساسيين في  فرقهم..؟ 

شخصيا لا أرفض هذا التفكير الذي ينتهجه الجهاز الفني للمنتخب.. ولكن علينا أيضا أن نفهم أن اللعب في المنتخب يقوم على الإحساس بالانتماء وحب الوطن وعلى منتخب تونس أن يكون مجموعة متجانسة ومتكاملة لأن النتائج الإيجابية والألقاب لا تتحقق بالفرديات بل بالمجموعة.. الفريق المثالي الذي يلعب كمجموعة لم نره إلى اليوم فالجهاز الفني للمنتخب ما يزال في مرحلة التجربة والاختبار لعديد العناصر..

*ماذا تقصد بالضبط..؟

لدينا عديد اللاعبين الممتازين لكن المدرب لا يزال في مرحلة اختبار بعض العناصر على غرار ياسين مرياح ودراغر وكشريدة في بعض المراكز.. أي الجهاز الفني غير حاسم في اختياراته بالإضافة إلى ذلك فإن الفرجاني ساسي لم يظهر في وسط الميدان بالوجه الممتاز الذي عهدناه به في الزمالك فهو نجم في فريقه.. وأما على مستوى خط الهجوم فالخزري يحاول القيام بدوره لكن المنتخب التونسي لا يملك معوّضا له.. ومما زاد تأثيرا على مردود المنتخب التونسي هو أن يوسف المساكني ليس في أفضل حالاته . .ليس يوسف الذي نعرفه ولكن رغم ذلك المنتخب قادر على التحسن لو تصبح لديه مجموعة بمثابة النواة الصلبة لكن علينا في هذه الحال أن نملك الجرأة من خلال منح الفرصة لمن يستحقها دون خوف من الأسماء ..