التحدي الصعب.. هل يتفوق الدوري السعودي على الدوريات الكبرى؟

تحديثات مباشرة
Off
2024-07-22 17:13
كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما من الأسماء العملاقة التي انخرطت في مشروع الدوري السعودي (Getty)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

شهد الدوري السعودي لكرة القدم في آخر موسمين طفرة لافتة على جميع المستويات، بفضل سياسة جديدة هدفها  تسليط الضوء على إشعاع المملكة، من خلال النهوض بالرياضة عمومًا وكرة القدم على وجه الخصوص، باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى في العالم.

وتضمن المخطط سياسة شاملة وميزانيات مفتوحة سمحت لـدوري روشن بمفاجأة العالم، من خلال القدرة على استقطاب "جحافل" من نجوم الصف الأول عالميًّا، عبر صفقات فلكية طوّعت "المستحيل" لتجعله ممكنًا بل وواقعًا ملموسًا.

بدأ الحلم يكبر بقدوم البرتغالي كريستيانو رونالدو وتقمّصه ألوان النصر، ثمّ جاء الموسم الماضي ليزلزل الميركاتو الأوروبي، الذي شهد هجرة لافتة من القارة العجوز إلى المملكة، لأسماء من العيار الثقيل، على غرار نيمار جونيور وكريم بنزيما وساديو ماني وروبيرتو فيرمينو ورياض محرز ونغولو كانتي والقائمة تطول.

ولكن بعد تجربة الموسمين الأخيرين وضخّ كل هذه الأموال الخيالية، هل بالإمكان القول إنّ الدوري السعودي حقّق ما يهدف إليه، أم ما يزال أمامه تحدّيات أكثر صعوبة؟ وهل بات يستطيع منافسة الدوريات الأوروبية الكبرى، فضلًا عن التفوق عليها؟

الدوري السعودي مميز.. ولكن!؟

بشهادة الكثير من الملاحظين، يعدّ دوري روشن بنسخته الحالية، أقوى دوري في المنطقة العربية كاملة، من شمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط، وحتى إذا ما شملت المقارنة قارتي أفريقيا وآسيا كاملتين، فستكون الكلمة العليا للدوري السعودي، الذي حقق قفزات نوعية عملاقة، مقارنة بجيرانه أو ممّن هم في نفس تصنيفه.

أفضلية الكرة السعودية على مستوى حدة التنافس محلّيًّا والجماهيرية الكاسحة للأندية، ليست حديثة العهد أو مرتبطة بـ"النهضة الجديدة"، فلطالما حظي الدوري بشعبية جارفة على المستوى الإقليمي.

إيجابيات الدوري السعودي العديدة قد تمنحه نقاطًا إيجابية مهمة في محيطه القاري والإقليمي، ولكنّه حتمًا ما يزال بعيدًا عن المقارنة بكبرى البطولات العالمية، وهي حصرًا الأوروبية المحترفة على غرار "البريميرليغ" أو "لا ليغا" أو "الكالتشيو" وبدرجة أقل "البوندسليغا" و"ليغ 1"، وذلك لاعتبار أساسي يُقاس بمعيار العراقة.

هوية النجوم المستقطبة والاستنتاج المُحبط

من "الدّون رونالدو" مرورًا بـ"الفلتة نيمار" ووصولًا إلى "الحكومة بنزيما" وغيرهم.. تعد النجوم التي تمّ استقطابها إلى الدوري السعودي في آخر موسمين، هي نجوم "فرز أول"، بخصائص عالمية لا يرتقي إليها الشك.

ولكنّ الاستنتاج المحبط عند فرز النجوم الذين قرّروا الالتحاق بهذه الرقعة من العالم، يتعلّق أساسًا بعامل السّن المتقدّم، وهو العامل المشترك الذي يتقاسمه أغلب الأسماء العملاقة التي حضرت، والذي تجاوز أغلبها حاجز الثلاثين، وهو ما يعني أنّهم في وضع الاستعداد لإنهاء مسيرتهم.

ويدعّم هذا التوجّه، أنّ قائمة اللاعبين المستهدفين لم تتضمّن أيًا من نجوم الصف الأول "صغار السّن" أو الواعدين على سبيل الذكر لا الحصر، مثل كيليان مبابي (25 عامًا) المنتقل حديثًا من باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد، أو زميليه الجديدين جود بيلينغهام (21 عامًا) وفينيسيوس جونيور (24 عامًا)، أو مهاجم مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند (24 عامًا)، أو حتى نجم اليورو الأخير وجناح برشلونة لامين يامال (17 عامًا) وغيرهم من ألمع النجوم الشباب.

دليل آخر من "رجال الخط"

دليل إضافي يعزّز فكرة أنّ الدوري السعودي لا يستهوي أولئك الذين يمتلكون وضعًا مريحًا في أوروبا على المستويين الرياضي والمادي، وليس من اللاعبين فقط وإنما أيضًا من المدربين.

العروض المغرية الذي تُغدق بها الأندية السعودية على أبرز نجوم الكرة الأوروبية، لم تشهد رفضًا من قبل "النجوم الشباب فقط" وإنّما أيضًا من عدد كبير من "رجال الخط"، الذين لم يهضموا فكرة الالتحاق بالمشروع السعودي، ومن هؤلاء الإيطاليون كارلو أنشيلوتي وأنطونيو كونتي وسيموني إنزاغي وماسيميليانو أليغري والبرتغالي جوزيه مورينيو والبرازيلي تيتي.

هذا الدليل، يملك بعض الاستثناءات التي جدّفت عكس التيار، على غرار الفرنسي لوران بلان مدرب الاتحاد الجديد وأولمبيك ليون السابق، والإنجليزي ستيفن جيرارد مدرب الاتفاق، الذي فشل في وضع بصمته مع أستون فيلا.

المنافسة وهاجس التفوق 

على جانب آخر، يبدو وضع منافسة الدوري السعودي لكبرى الدوريات العالمية كهدف أساسي كما جاء على لسان البرتغالي رونالدو قبل سنوات، فكرة وهاجسًا غير واقعي بالمرة، لأنّ ذلك صعب الحدوث على المدى القريب، على اعتبار الأسبقية التاريخية الكبيرة، التي تحظى بها الكرة في القارة العجوز مقارنة بنظيرتها العربية.

الإرث الكروي والعراقة وفخامة الاسم.. عوامل تدفع نجوم كرة القدم للتوجه إلى مهد اللعبة: أوروبا، وهي حقيقة لا يستطيع حتى عمالقة أمريكا الجنوبية تغييرها، وعلى هذا الأساس، يكفي أن يحافظ الدوري السعودي على سعيه الدؤوب للتطور من خلال الاستفادة من النجوم الحاضرين، على جميع المستويات، وهو ما سيعود بالنفع على الكرة في البلاد وإشعاع دوريّها الذي بات معروفًا حول العالم، بفضل الأسماء التي انخرطت فيه حتى الآن، وهو الهدف الأسمى غير المعلن.

شارك: