البرازيل تنجب النجوم وتعجز عن إنجاب مدرب

تاريخ النشر:
2022-12-10 02:14
-
آخر تعديل:
2022-12-10 03:36
تيتي يستقيل من تدريب البرازيل بعد الخروج المخيب من مونديال 2022 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

كان المنتخب البرازيلي المرشح الأوفر حظًا للتتويج بلقب كأس العالم قطر 2022، ولكنه وقف مجدداً عند عتبة الدور ربع النهائي الذي بات عقدة ملازمة للسيليساو في النسخ الأخيرة من المونديال.

وفاز منتخب كرواتيا على منتخب البرازيل، بركلات الترجيح (4-2)، بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، فيما انتهى الوقت الإضافي بالتعادل الإيجابي 1-1، في اللقاء الذي أقيم على استاد المدينة التعليمية، ضمن مباريات الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم 2022.

تيتي لم يتعلم من درس بلجيكا

عند النظر إلى تجربة تيتي خلال بطولة كأس العالم في نسختي 2018 و2022، نجد أنه سيطر وهيمن وانتصر فقط على منتخبات تنقصها الجودة فنياً وتكتيكيا.

ففي مونديال روسيا 2018 استطاع المنتخب البرازيلي تسيّد مجموعته ثم تفوق على المنتخب المكسيكي في الدور ثمن النهائي، ولكنه اصطدم بالمنتخب البلجيكي في ربع النهائي وغادر البطولة بعد تفوق البلجيكيين 1-2 إثر سيطرة تكتيكية وفنية.

جدد الاتحاد البرازيلي الثقة في المدرب تيتي من أجل المحاولة مرة أخرى في مونديال قطر، ولكن السيليساو حافظ على عاداته السيئة وظهر قوياً لا يقهر في دور المجموعات ثم استعرض عضلاته أمام كوريا الجنوبية واكتسحها برباعية بثت الرعب في نفوس المنافسين بالأدوار المتقدمة.

وفي الدور ربع النهائي واجه تيتي وسحرته المنتخب الكرواتي العنيد بإصرار شبابه وخبرة قائده لوكا مودريتش ودهاء مدربه زلاتكو داليتش الذي قلص فكره التدريبي المسافات المهارية بين المنتخبين وجعل المواجهة ندية إلى أبعد الحدود.

قام داليتش ولاعبوه بتحجيم مهارات زملاء نيمار من خلال تضييق المساحات التي يبحث عنها فينيسيوس السريع وريتشارليسون القناص، ونجحوا في إجبار البرازيل على خوض الوقت الإضافي.

خلال الحصة الأولى تمكن نيمار من خطف هدف ثمين للبرازيليين، ولكن ردة فعل مدربه تيتي لم تكن بالقدر الذي يقتضيه موقف التقدم في وقت قاتل، فاستطاعت كرواتيا بسبب ذلك العودة والتعديل وأخذت البرازيل إلى حيث تريد، إلى ركلات الترجيح التي لا تخسرها في كأس العالم.

بطولتان وفشل في الدور ذاته، ولدغة من الجحر ذاته، مايستنتج منه أن البرازيل على كثرة مواهبها إلا أنها مازالت تبحث عند مدرب يعيد لها الهيبة المونديالية ويبدو أن العصفور النادر لم يظهر حتى الآن في سماء المنتخب الأكثر تتويجاً باللقب المونديالي.

البرازيل تنجب مواهب من اللاعبين ولكنها لم تنجب مدربًا

أنجبت البرازيل الكثير من المواهب البارزة في العالم، فتشكيلتها في مونديال 2006 عرفت أفضل نجوم العالم، ولكن كان مصيرهم الفشل، وتكرر الأمر في مونديال 2010، حيث خسروا على أرضهم وبين جماهيرهم بنتيجة ثقيلة في مونديال 2014 أمام ألمانيا في الدور نصف النهائي ثم أمام هولندا في مباراة تحديد المركز الثالث.

وعند التعمق أكثر نجد أن البرازيل لم تعد تنجب مدربين أكفاء، والسبب ربما إلى التطور الكبير الذي عرفه عالم التدريب في أوروبا على وجه الخصوص، بينما يستمر البرازيليون في اعتماد أساليب تدريبية قديمة تمنح المتعة ولا تجلب الألقاب.

منذ تتويجهم بلقب مونديال 2002، بجيلهم الذي لايقهر بقيادة رونالدو "الظاهرة"، نجح البرازيليون في الوصول إلى المربع الذهبي في مناسبة واحدة وكانت عندما استضافوا البطولة عام 2014، بينما اكتفوا بالدور ربع النهائي في نسخ 2006 و2010 و2018 وأخيراً في 2022.

حل اللغز في عدم قدرة البرازيل على استعادة هيبتها المونديالية، بعيد كل البعد عن جودة اللاعبين وقدراتهم الفنية والبدنية فهم يصنعون الفارق مع أنديتهم ويظهرون علو كعبهم في مناسبات كثيرة، ويبدو أن الداء في العارضة الفنية التي لا ترقى إلى مستوى نظيراتها في أوروبا.

ربما على الكرة البرازيلية أن تبدأ بتصدير المدربين إلى أوروبا بنفس درجة تصديرها للاعبين، أو ربما عليها أن تستعين بمدرب أوروبي يفرض أساليب تدريبية جديدة وصارمة تنهي "الرقص" وتبحث عن الألقاب والهيبة الضائعة.

شارك: