احترافيّة إدارة المنتخب

تحديثات مباشرة
Off
2023-06-25 15:36
المنتخب العراقي يواصل استعداداته للمشاركة في كأس آسيا 2023 (Iraq F.A)
إياد الصالحي
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

غدا منتخب قطر لكرة القدم، بطل قارة آسيا للنسخة الأخيرة، مُمثّلها العالمي في واحدة من أهم البطولات التي يرعاها اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) حينما يُدشِّن مشواره النسخة 17 من بطولة الكأس الذهبية 2023 فجر يوم غد الإثنين بلقاء منتخب هايتي في ملعب NRG بهيوستون ضمن المجموعة الثانية التي تضمُّ المكسيك وهندوراس أيضًا.

الاتحاد القطري لكرة القدم وفَّرَ للمدرب البرتغالي كارلوس كيروش أفضل فرص الاحتكاك والتجريب ضمن برنامج الإعداد للدفاع عن كأس آسيا في ملعبه يناير/ كانون الثاني العام المُقبل، ثم السعي لبلوغ نهائيّات كأس العالم 2026 لأوّل مرّة عبر التصفيات القاريّة بعدما مُنح مقعدًا شرفيًّا في نُسخة المونديال الماضية باعتباره صاحب البلد المُنظّم.

ومن دون شكٍّ سيقف المدرب المُخضرم على أبرز نقاط الضعف والقوّة للاعبيه، وهو العارِف بأسرار التأهّل إلى المونديال بعد نجاحه في اصطحاب منتخبات كبيرة إلى النهائيّات، ولن يقف حائلًا أمام طموحه الشخصي سوى كيفية منح الثقة الكاملة للاعبي قطر وتعزيز المعنويّات التي تُعينهم على تحديد الهدف القريب قبل البعيد حسب ما أعلَنَ مؤخَّرًا.

إن الرؤية الفكريّة الإداريّة لدى الاتحاد القطري لكرة القدم قُبيل استضافة بلاده مونديال القرن في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 بشأن زجّ المنتخب الوطني في بطولات كبيرة، ومُقارعة كبار اللعبة في ودّيات دوليّة تمنح اللاعبين التمرُّس الاحترافي الواقعي، قد أفرَدَتْ لكرة "العنابي" سياسة فنيّة نموذجيّة، حريّ أن تتأمل الاتحادات العربيّة في ذلك، وأن تفكِّر ألف مرّة قبل أن تحْرِقَ فرص إعداد منتخباتها في مُلتقيات رُباعيّة ضمن مساحات تنافسيّة ضيّقة مع منتخبات متشابهة في المستوى الفني.

ما يُثير اهتمامنا نحو إدارة منتخب قطر فنيًّا، أن قائمة كيروش التي تضمُّ 23 لاعبًا خلتْ من أسماء كبيرة لها مكانتها وتأثيرها المحلّي والخليجي والقارّي والدولي مثل حسن الهيدوس وأكرم عفيف وحارس المرمى سعد الشيب وخوخي بوعلام.

ويرغب المدرب البرتغالي لمنح الفرصة لدماء جديدة تتدفّقُ حيويّة، ولم يواجه أيّ معارضة من وسائل الإعلام أو اللاعبين المُبعدين، ولم تتحرّك جيوش المواقع الإلكترونيّة لتلقي بحُمَمِ نقدها الموجِع بل احترم الجميع القرار الفني بانتظار النتائج في الكأس الذهبية التي يتحمّل المدير الفني البرتغالي مسؤوليّتها.

لا نودُّ عقد مقارنة بين ما يجري من عمل احترافي كبير في الاتحاد القطري وبين العمل الروتيني "المُثير للجدل" الذي انتهجهُ نظيره العراقي منذ تسلم المدرب الإسباني خيسوس كاساس منصب المدرّب الأول لمنتخب أسود الرافدين في 14 نوفمبر 2022، بعد يومين من خوض المنتخب مباراتين دوليّتين ودّيتين كبيرتين أمام المكسيك والإكوادور أُسنِدَت مهمّة الطوارئ فيهما للمدرب راضي شنيشل؛ إذ تحَتَّمَ على كاساس بعدها الدخول في منافسات كأس الخليج 25 في البصرة ضمن فترة إعداد شهر تقريبًا بقائمة ليست من خياره، وأسهم المستوى الفني المُتذبذب لأغلب المنتخبات مع الحضور الجماهيري الداعم للأسود في حصولهم على اللقب، وها هي الأشهر الستة من عام 2023 تنقضي ولمّا يزل المدرب يتفحّص قيمة اللاعبين تحت مجهر قناعتهِ، ولم يستقرّ على التشكيل النهائي. 

إن اتحاد كرة القدم رسم هدف التأهّل إلى مونديال 2026 منذ فوزه في انتخابات سبتمبر/ أيلول 2021، ويعرف رئيسه عدنان درجال، أن مشروعًا وطنيًا كهذا لا يتحقّق بالشعارات والوعود لكسب الجماهير، ويعي تمامًا من خلال مُراقبته واقع اللعبة من مقرّ إقامته في الدوحة لأكثر من 25 عامًا أن واحدة من أهم مشاكلها هي استمرار منافسات دوري كرة القدم الممتاز بفرقهِ العشرين حتى بداية شهر أغسطس/ آب من كلّ عام، ما يضرُّ بأجندة المنتخب الأوّل، كما يحصل اليوم عقب سلسلة من تأجيلات أدواره، فضلًا عن عدم جدوى استمرار نظام المنافسة بـ 20 فريقًا كونه يستنزف الأندية الجهود والأموال، فماذا نفّذ الاتحاد الجديد من ورقته الانتخابيّة خلال موسمين وتحديدًا آلية الدوري؟ لا شيء.

بإرادتنا منحنا كاساس ومَنْ سبقهُ، الحُجّة بصعوبة العمل مع العراق في ضوء الارتباك واللامبالاة في إدارة اللعبة، وبهرجة التخطيط الاحترافي إعلاميًّا، بانتظار نهاية الجولات الخمسة المتبقية من منافسات الممتاز ليبدأ المدرب بانتقاء عناصر جديدة لصفوف الأسود، مُراعيًا التوازن بين اللاعبين المحلّيين والمحترفين كالعادة، ويُلهب صراع الجماهير في منصّاتهم الاجتماعيّة، علاوة على تأجيج بعض البرامج الرياضيّة لذلك عبر حلقات بعيدة عن المهنيّة، تُسهم بشكل مُغرِض في زعزعة عمل الاتحاد والملاك التدريبي نتيجة عدم الاستقرار على القائمة النهائيّة وديمومة عمليّات التجريب غير الناجعة البتّة.

شارك: