إنريكي وركلات الترجيح.. المقدمات لم تؤدِّ إلى النتائج

تاريخ النشر:
2022-12-07 15:43
-
آخر تعديل:
2022-12-07 15:48
لويس إنريكي مدرب المنتخب الإسباني (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

بدا منتخب إسبانيا سعيداً باحتلاله المركز الثاني في المجموعة الخامسة من كأس العالم قطر 2022، اعتقاداً بأن الحظ أسعفهم بالابتعاد عن الأرجنتين والبرازيل وكرواتيا في الأدوار الإقصائية، لكن ما انتظرهم كان مخيباً على يد المغرب بالخسارة أمامه عبر ركلات الترجيح، عقب انتهاء مباراة الدور ثمن النهائي بالتعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي.

زعم مدرب "لاروخا" لويس إنريكي أنه لم يكن يتابع نتيجة المباراة الثانية في الجولة الأخيرة بين ألمانيا وكوستاريكا التي تقدمت لثلاث دقائق على أبطال العالم أربع مرات، تزامناً مع تخلف إسبانيا أمام اليابان، ما كان يعني خروج أبطال 2010 و"المانشافت" معاً من دور المجموعات.

أجاب إنريكي عن سؤال بشأن تلك اللحظة من المباراتين قائلاً: "هل كنا خارج البطولة في هذه الدقائق الثلاث؟ لماذا تُعلِموني بذلك؟ لم أكن أعلم... كنت مركزاً على مباراتنا ولو علمت بذلك لأصبت بأزمة قلبية!".

في النهاية، خسرت إسبانيا أمام اليابان 1-2 وتأهلت بصحبة "الساموراي الأزرق" كوصيفة للمجموعة لتواجه المغرب الذي كان قد حسم صدارته للمجموعة السادسة، عوضاً عن لقاء كرواتيا ثانية المجموعة، فيما دفع الألمان ثمن خسارة الجارة الأوروبية وودعوا النهائيات من الدور الأول للمرة الثانية توالياً.

شكك كثر بجدية إسبانيا أمام اليابان واشتبهت تقارير بأن إنريكي درس مسار القرعة وكان يفضل أن يحل في وصافة المجموعة، على أن يكون المغرب بوابة عبور "لاروخا" إلى ربع النهائي، لكن الصاعقة المغربية حلت الثلاثاء في ملعب المدينة التعليمية وانتهى مشوار أبطال جنوب أفريقيا 2010 عند ثمن النهائي للنسخة الثانية توالياً.

عقدة ركلات الترجيح

قد يكون إنريكي مدركاً لتاريخ إسبانيا السيئ في ركلات الترجيح؛ ولذلك طلب من كل لاعب أن ينفذ ألف ركلة ترجيحية قبل الوصول إلى قطر، لكن المقدمات التي تمثلت في الإعداد الجيد لم تؤدٍّ إلى تحقيق الفوز، لتواصل لعنة ركلات "الحظ" مطاردة منتخب "لاروخا" لذي سقط في اختبارها للمرة الرابعة من أصل خمس، بعد ربع نهائي مونديال 1986 ضد بلجيكا، ربع نهائي مونديال 2002 ضد كوريا الجنوبية، وثمن نهائي مونديال 2018 ضد روسيا والآن ضد المغرب.

هذه الهزيمة مؤلمة جداً لفريق بدأ مشواره القطري بانتصار تاريخي على كوستاريكا 7-صفر جعل الجميع يرشحونه ليكون رقماً صعباً في النسخة الثانية والعشرين، فهزيمة من هذا النوع قد تدفع أكبر المدربين إلى التخلي عن منصبهم، لكن إنريكي يود البقاء مدرباً لإسبانيا طيلة حياته، لكن يتوجب عليه التفكير بالأمر، وفق ما أفاد به هو بعد صدمة خروج كتبيته الشابة بقيادة غافي وبيدري ومساندة من المخضرم سيرخيو بوسكيتس.

ورداً على سؤال بشأن مستقبله، قال إنريكي: "لا يمكنني الإجابة لأني لا أعلم. أمام المنتخب الوطني المتسع من الوقت. أنا سعيد (في تعامله) مع الاتحاد الإسباني، الرئيس"، مضيفاً: "لو كان الأمر يعود لي، لبقيت طيلة حياتي، لكن الأمر ليس كذلك، يجب أن أفكر بهدوء بما هو الأفضل لي وللماتادور. كل الأوضاع سيكون لها تأثيرات".

جاء إنريكي إلى المنتخب من أجل محاولة إخراجه من خيبة الخروج من ثمن نهائي مونديال روسيا 2018، حين سقط أمام البلد المضيف بركلات الترجيح، لكنه اضطر إلى ترك منصبه بعدما عجز عن إكمال مهمته بسبب مرض ابنته شانا التي توفيت في اأاخر آب/ أغسطس 2019 عن تسعة أعوام بعد صراع مع مرض سرطان العظام، فناب عنه مساعده روبرت مورينو ونجح في قيادة "لا روخا" إلى نهائيات كأس أوروبا 2020 قبل أن يعود ويترك المهمة للاعب الوسط السابق في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.

محاباة لاعبي برشلونة

انتُقد في بعض الأحيان للتحيز ضد لاعبي ريال مدريد ومحاباته لبرشلونة، ولم يكن الأمر مختلفاً في مونديال قطر بضمه ثمانية لاعبين من النادي الكتالوني ولاعبين فقط من غريمه الملكي، ما سيعطي صحافة العاصمة سبباً إضافياً لانتقاده غداة هذا الخروج المخيب الناجم عن اختياره من سينفذ أولاً ركلات الترجيح وفق ما أفاد، قائلاً: "أنا اخترت من سينفذ، اعتقدت أنهم الأفضل من بين الموجودين على أرضية الملعب"، مضيفاً أنه لو منح خيار تبديل شيء ما: "كنت سأخرج بونو (من المرمى المغربي) وأضع مكانه حارساً آخر"، في إشارة إلى تألق حارس مرمى إشبيلية الأندلسي.

بالنسبة لإنريكي الذي خرج وفريقه بعد الفشل في ترجمة أي من الركلات الترجيحية الأولى بعدما أصاب بابلو سارابيا القائم في الأولى وصد بونو الثانية والثالثة لكارلوس سولير وبوسكيتس، فإن ركلات الترجيح: "ليست يانصيب بالنسبة لي. يجب أن تسيطر على نفسك، أن تعرف كيف تسيطر على نفسك. كنت لاختار اللاعبين نفسهم (لو خُيّرَ مجدداً)".

شارك: