إنجلترا تتعثر بأفكار ساوثغيت وبيلينغهام سيرفض هذا الوصف!

تحديثات مباشرة
Off
2024-06-20 23:06
إنجلترا تكتفي بالتعادل أمام الدنمارك في ثاني ظهور لها في يورو 2024 (X/EURO2024)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

سقطت إنجلترا فريسة للتعادل الإيجابي أمام الدنمارك في المباراة التي جمعت بين الفريقين ضمن مباريات الجولة الثانية من المجموعة الثالثة من يورو 2024، وذلك بعدما تقدم منتخب "الأسود الثلاثة" بهدف هاري كين، قبل أن يعادل الدنماركيون النتيجة بعدها بربع ساعة بصاروخ هيولماند.

في الحقيقة فإن من سقط فريسة للتعادل هم الدنماركيون الذين قدموا مباراة أفضل كثيرًا من منتخب غاريث ساوثغيت، الذي سيتعرض للمزيد من الانتقادات فوق التي نالها عقب الفوز الهزيل على صربيا بهدف نظيف في الجولة الافتتاحية.

إنجلترا.. ممّ تخشى؟

بدأ المنتخب الإنجليزي المباراة بشكل جيد ولم تمضِ 20 دقيقة حتى تقدم في النتيجة بهدف هاري كين، بعد مجهود كبير من كايل ووكر الذي لم ييأس وقاتل على كرة شبه منتهية.

لكن مع تقدم إنجلترا عاد ساوثغيت لنفس عاداته بالمبالغة في التراجع ليعيث الدنماركيون فسادًا في أول 80 ياردة من الملعب على الأقل ويسيطرون على المباراة طولًا وعرضًا.. صحيح أنهم لم يصلوا للمرمى كثيرًا قبل تسجيل الهدف لكن كل شيء كان يوحي بأنهم أحكموا السيطرة على اللقاء بل ومنعوا حتى أي إمكانية للإنجليز في شن هجمات مرتدة مؤثرة في ظل التراجع الكبير لبوكايو ساكا وهاري كين وفيل فودين إلى مناطقهم، بل إن من مرر التمريرة الخاطئة في الثلث الأول من ملعب الإنجليز التي أدت لهدف كان هاري كين نفسه.

والحقيقة أنه ليس مفهومًا ما يفعله ساوثغيت، فالمدير الفني الإنجليزي بات على شفا أن يجعل جمهور إنجلترا يتمنى عدم التقدم في النتيجة، حتى لا يظل لما تبقى من المباراة يلعب كمنتخب صغير لا يرسم مستقبله خلال المباراة بنفسه، وينتظر ألا يقع أي لاعب منه في أخطاء، فالقاعدة تقول أنه كلما كانت الأخطاء أبعد عن مرماك، يكون التأثر بها أقل، لكن مع لعب ساوثغيت بـ9 أو 10 لاعبين في ثلث ملعبه أثناء هجمة المنافس يكون أي خطأ قادرًا على إقلاق الدفاع، ومع موهبة استثنائية في التسديد كالتي تمتع بها هيولماند كان العقاب محتومًا.

ورغم التوفيق الكبير للدنمارك في لقطة الهدف، إلا أن أحداث الشوط الثاني أوضحت بشكل قاطع أنه لو لم تسجل الدنمارك من تلك التسديدة، فلربما سجلت من فرص أسهل كالتي أتيحت في الشوط الثاني، كما أن بداية هذا الشوط أظهرت أن الإنجليز بيدهم منع هذا الوضع من الاستمرار ولديهم القدرة على التقدم للأمام إن أرادوا، وكما حدث في أول 10 دقائق لكن ساوثغيت له رأي آخر.

منتخب مفكّك

الرأي الآخر ليس فقط أن تصر على أن يتحفظ لاعبوك داخل الملعب، بل قد يقتصر فقط على أن تلعب بخطط لا تساعد فريقك على الخروج بالكرة بشكل معقول، أو أن يستمر في الملعب لاعبون غير قادرين على استرداد الكرة سريعًا خاصة على مستوى خط الوسط، ففكرة أليكساندر أرنولد فشلت من المباراة الماضية ومع ذلك حضر مجددًا في المباراة دون حتى اللجوء لفكرة تحوله لجناح أيمن أحيانًا، وحتى بديله غالاغير لم يتمكن من تقديم الإضافة.حتى على مستوى الأطراف تبدو تحركات اللاعبين مكشوفة جدًا بالإضافة لحالة التحفظ الكبيرة للظهيرين فيما عدا بعض اللقطات النادرة، لينتظر ساوثغيت حلول ساكا وفودين الفردية التي قد تُجدي أحيانًا، لكنه لو فكر بشكل أفضل لأدرك أن تمهيد الأمور لهم لاستغلال قدراتهم الفردية ضمن منظومة جماعية أفضل سيصنع منهم وحوشًا.

هل يمكن الجزم بأن إنجلترا ستستمر بهذا الشكل وستغادر البطولة مبكرًا؟ في الحقيقة لا، فقد بدأت البطولة الماضية بشكل بطيء ولو أن الفارق أن إنجلترا كانت متماسكة جدًا دفاعيًا في البطولة الماضية لذلك كان استمرارها للنهايات أمرًا منطقيًا مع تطورها هجوميًا، بينما سيكون على ساوثغيت تعديل الكثير من الأمور لضمان تكرار "الأسود الثلاثة" لما فعلوه في البطولة الماضية.

بيلينغهام: شكرًا لا أريد هذا الوصف!

عقب المباراة الماضية التي فاز بها المنتخب الإنجليزي بهدف جود بيلينغهام، خرجت بعض الأصوات تصف نجم ريال مدريد باللاعب الذي يتمحور حوله منتخب بلاده، وهو أمر كان فيه مبالغة كبيرة، فلا بيلينغهام يستطيع تقديم هذا الدور ولا هو مطالب بذلك، ولا خطة ساوثغيت أصلًا تحتمل أن يتم وضع هذا الثقل على اللاعب.

والحقيقة أنه لو سألت بيلينغهام عن رأيه في هذا الوصف فسيرفضه بالتأكيد. ليس فقط لرغبته في عدم تلقي المديح وحده بل لأن مثل هذا الوصف سيدينه إن كان حقيقيًا (وهو غير حقيقي بالمرة) لأن الحقيقة الواضحة للجميع أن مستوى إنجلترا في هذه البطولة مُزرٍ حتى الآن، وكونه مزريًا مع تمحور اللعب حول بيلينغهام يجعلكم تتوقعون نتيجة مثل هذا الوصف!

بيلينغهام اختفى اليوم ولم يكن موجودًا، حاله كحال كثير من لاعبي إنجلترا وهو أمر متوقع مع الأسلوب الذي يلعب به ساوثغيت، لكن ربما ما يمكن لوم بيلينغهام عليه هو انخفاض مردوده البدني وعدم أدائه لأدوار دفاعية منطقية لمركزه، الذي لم يعد هناك من يقدم أدوار دفاعية به، بينما قد يصنع هذا الأمر بعض القلق لدى ريال مدريد من مسألة إرجاعه لخط الوسط الموسم المقبل بعد وصول كيليان مبابي، إلا لو اخترع كارلو أنشيلوتي طريقة عبقرية جديدة لمنحه نفس حرية الموسم الماضي!

شارك: