إصابة أراوخو تقحم تشافي في دوّامة من الخيارات الصعبة
فرضت إصابة الدولي الأوروغواياني، رونالد أراوخو، مدافع نادي برشلونة الإسباني، في بداية الموسم الجديد، واقعًا معقّدًا على مدربه تشافي هيرنانديز، الذي يعتبره حجر الأساس، والرجل الذي يحظى بثقته المطلقة في الخط الخلفي، على عكس باقي المدافعين، الذين يتفاوتون من حيث الإقناع أمام مدرب النادي الكتالوني.
إصابة أراوخو في مواجهة توتنهام الودية في كأس خوان غامبر، ومن ثم تأكّد معاناته من أوجاعٍ بعد مواجهة خيتافي الافتتاحية في الليغا، أجبرت تشافي على النظر في الخيارات البديلة، والتي تتّسم بالشحّ في الأساس، في وقتٍ كان من المفترض أن يركّز فيه المدرب على تحقيق بداية مميّزة تزيد رصيد الفريق من الثقة في مستهل طريقه للحفاظ على لقب الدوري الإسباني، الذي تُوّج به الموسم الماضي للمرة الـ27 في تاريخه.
ومن خلال هذا التقرير، يستعرض لكم "winwin" المشكلات الدفاعية التي سيواجهها برشلونة في ظل غياب مدافعه الأساسي أراوخو بسبب نقص الخيارات "النوعية".
أراوخو.. تأثير ضخم وأهمية تتعاظم
رغم أن البيان الرسمي لنادي برشلونة بخصوص إصابة أراوخو لم يحدّد -على وجه الدقة- المدة التي سيغيب فيها اللاعب عن الفريق، مكتفيًا بترك عودته للنشاط إلى فرضية تفاعله مع العلاج وعملية التأهيل، فإنّ التقارير الصحفية تُجمِع على أنّ الإصابة التي حلّت به على مستوى العضلة ذات الرأسين في فخذه اليسرى ليست خطيرة، بل أكد "راديو ماركا" أنّ عودة اللاعب لن تتعدى إلى ما بعد نهاية شهر سبتمبر/أيلول القادم.
ومع كثرة توارد هذه الأنباء الإيجابية، تلتزم إدارة برشلونة أسلوب الحذر الشديد تجاه إصابات اللاعب، الذي غاب الموسم الماضي عن فترات مهمة لذات السبب (لعب 22 مباراة من أصل 38 في الدوري)، وعليه فإنّ المدرب تشافي، يفضّل ركون نجمه لراحة إجبارية تحسّبًا لتجدد الإصابة أو تفاقمها، وهو سيناريو لا يريد النادي معايشته، نظرًا لصعوبة تعويض لاعب بمكانة أراوخو في الفريق، وهو الذي أسهم الموسم الماضي بوجوده في 12 مباراة بشباك خالية (كلين شيت) من أصل 22 خاضها، أي أكثر من نصف المباريات.
ولا غرابة أن يحظى دوليّ "لا سيليستي" بهذه المكانة المهمة في منظومة تشافي ولدى مسؤولي برشلونة، وهم الذين يرونه الوريث الشرعي للصخرة المعتزل، كيرليس بويول، وقد أثبتت أرقامه ذلك من حلوله بقلعة "كامب نو" في صيف 2018 قادمًا من مواطنه بوستون ريفر، حيث وقّع مع رديف الـ"بارسا"، الذي لعب معه 44 مباراة وسجّل 6 أهداف، قبل أن يلتحق بصفوف الفريق الأول في 2019، والذي خاض معه 125 مباراة موقّعًا خلالها 7 أهداف حتى الآن.
الإقرار بتعاظم وزن المدافع الأوروغواياني والاعتراف بدوره الإستراتيجي في الفريق جاء في صورة مكافأة من المدرب تشافي، الذي نصّبه في المركز الثالث ضمن ترتيب قادة الفريق، حيث يأتي خلف القائد الأول سيرجي روبرتو، والثاني الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن، في حين يسبق نجم الوسط الهولندي فرينكي دي يونغ، الرابع.
أزمة التسجيل تحرم تشافي من البديل الأمثل
إصابة أراوخو رغم قصر مدّتها -حسب التوقعات- ستسبّب لتشافي صداعًا مبكّرًا يتعلق في الأساس بقناعاته الراسخة، والمتمثلة في صعوبة تعويض مدافعه بأحد الموجودين، باستثناء اسم واحد فقط، أصرّ مدرب البلوغرانا على استقدامه هذا الصيف، وهو إينيغو مارتينيز، القادم من أتلتيك بيلباو بعقدٍ حتى يونيو/ حزيران 2025 وبشرط جزائي بلغ 400 مليون يورو.
برشلونة لن يستفيد من مارتينيز لعدم تمكّنه من تسجيله حتى الآن
مارتينيز، الذي يمتلك خبرة كبيرة في منافسات الدوري الإسباني، حيث خاض مع بيلباو 177 مباراة بمُختلف المُسابقات، أحرز خلالها 8 أهداف وقدّم 7 تمريرات حاسمة، وتوجّ بكأس السوبر الإسباني لموسم 2021-20، لن يكون قادرًا على تعزيز كتيبة تشافي حاليًا، والسبب عجز النادي عن تسجيله في لوائح الليغا.
لم يشفع له تعافيه من إصابة سابقة وجاهزيته بدنيًا، إذ سينتظر مدافع برشلونة الجديد تطوّر ملف المغادرين للنادي لإيجاد مكان في قائمة المسجّلين، على غرار ما حدث مع الألماني إيلكاي غوندوغان، الذي استفاد من رحيل الفرنسي عثمان ديمبيلي صوب باريس سان جيرمان، ليتمكّن النادي من تسجيله.
بدائل لا تحظى بالثقة
بغياب أراوخو وعدم قانونية التعويل على مارتينيز في الوقت الراهن، يجد تشافي نفسه أمام حتمية التقليب في أوراقه القديمة، المليئة بالخيارات غير المرغوب فيها، على غرار إيريك غارسيا وماركوس ألونسو وجول كوندي.
لكن الواقع يقول إنّ تشافي يجب عليه الإسراع في تحديد هوية مَن سيرافق الدنماركي، أندرياس كريستنسن، في محور الدفاع قبل صدام الجولة الثانية من "لا ليغا"، حين يستقبل، الأحد المقبل، ضيفه قادش، وذلك بعد تعادله في الجولة الافتتاحية على ميدان خيتافي (0-0).
تابع آخر أخبار winwin عبر Google News أخبار ذات صلة
