إشادة كبيرة بالجيش الملكي بعد إنجاز المغرب بمونديال السيدات
تلقى نادي الجيش الملكي لكرة القدم إشادة واسعة من الجماهير والمحللين المغاربة، عقب تألق سيدات المغرب في نهائيات كأس العالم المُقامة حاليًا بأستراليا ونيوزيلندا، بعبورهن إلى ثمن نهائي البطولة، في أول مشاركة مونديالية بتاريخ الكرة المغربية والعربية.
وتأهل المنتخب المغربي، اليوم الخميس، إلى الدور الثاني من كأس العالم لكرة القدم للسيدات، بعد فوزه على منتخب كولومبيا بهدف دون رد (1-0)، في المباراة التي جمعت الفريقين ضمن منافسات المجموعة الثامنة على ملعب "نيب" في أستراليا، واستفاد المغرب من تعادل ألمانيا مع كوريا الجنوبية في المباراة الأخرى بالمجموعة، والتي أقيمت في التوقيت ذاته، ليودع المنتخبان الأوروبي والآسيوي منافسات البطولة، تاركَين بطاقتي التأهل لكولومبيا والمغرب.
ويضم المنتخب المغربي 7 لاعبات من الجيش الملكي، فضلًا عن ابتسام الجرايدي، التي انتقلت ديسمبر/ كانون الأول الماضي إلى الدوري السعودي بعدما قضت حوالي 6 سنوات في صفوف النادي المغربي، فيما كان يضم منتخب "لبؤات الأطلس" في نهائيات كأس الأمم الأفريقية، التي جرت بالمغرب الصيف الماضي، 15 لاعبة من الجيش الملكي، أسهمن في بلوغ النهائي، وحجز مقعد للمغرب في نهائيات مونديال 2023.
"شكرًا الجيش الملكي"
ووجّه نقاد ومحللون -إلى جانب صفحات جماهيرية على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيسبوك" الأكثر انتشارًا بين الرواد في المغرب- الشكر إلى نادي الجيش الملكي، الذي كان أول نادٍ في المغرب يطبق الاحتراف على فريقه النسائي، عبر توقيع عقود احترافية مع لاعباته، مع تخصيصه منحًا مالية ورواتب شهرية محترمة لهن، منذ عام 2012، في حين ظلّت الأندية الأخرى بعيدة عن هذا المستوى، ما يفسر سيطرة الجيش الملكي على المسابقات المحلية في السنوات الماضية.
واستطاع الجيش الفوز بأول لقب مغربي وعربي في دوري أبطال أفريقيا للسيدات، عبر تتويجه بالنسخة الثانية تاريخيًّا من البطولة، والتي جرت بالرباط العام الماضي، علمًا أن الجيش احتل المركز الثالث في الترتيب النهائي لأولى نسخ البطولة.
الفريق العسكري سهّل المهمة
بدوره، قال المدير الفني للجيش الملكي لكرة القدم النسائية، أمين عليوة، إن الاتحاد المغربي قام بجهود كبيرة لتطوير كرة القدم لدى السيدات، وطبّق الاحتراف في الدوري منذ عام 2019.
وأضاف عليوة في تصريحات خاصة لـ"winwin": "الاتحاد المغربي حينما فكّر في تطبيق الاحتراف، وجد أمامه أساسًا صلبًا بنى عليه مشروعه، هذا الأساس هو نادي الجيش الملكي، الذي كان يُشكّل أكثر من 90% من المنتخب المغربي قبل سنوات قليلة فقط، قبل الاستعانة باللاعبات المحترفات في أوروبا".
وتابع عليوة: "الفريق العسكري بدأ الاحتراف قبل الاتحاد المغربي بحوالي 7 سنوات، في خطوة استباقية من النادي المرجعي الذي يُعَدّ قاطرةً لكرة القدم المغربية للرجال أيضًا، حيث أسهم بقسط وافر في تأهل منتخب المغرب للرجال إلى الدور الثاني من مونديال المكسيك 1986، بوجود 6 لاعبين وإشراف طاقمه الفني والطبي على الأسود في تلك المرحلة، التي شكّلت الانطلاقة الحقيقية للكرة المغربية على الساحة الدولية".
سبق الاحتراف
واعتبر عليوة -الذي قاد الجيش الملكي للفوز بألقاب الدوري والكأس ودوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي- أن الشارع الرياضي المغربي لم يُعرِ كرة القدم النسائية اهتمامه إلا بالصيف الماضي، تزامنًا مع تنظيم نهائيات كأس أمم أفريقيا بالبلاد، وتألق المغربيات بلوغهن نهائي البطولة.
وزاد عليوة: "الجيش الملكي بدأ مشروعه في عام 2012، ووضع حجر الأساس لممارسةٍ احترافيةٍ، وظل لسنوات وحده يصول ويجول في الساحة".
وأكمل: "للفريق العسكري دور كبير في الطفرة التي تعيشها الكرة النسائية المغربية، وسهّل النادي مأمورية الاتحاد المغربي في بناء منتخب قوي، وبفضله أيضًا، قد نشاهد فريقَين مغربيَين يشاركان معًا في دوري الأبطال الموسم المقبل، لأول مرة في التاريخ، بالنظر للوائح الكونفيدرالية الأفريقية، التي تسمح بمشاركة الفريق الثاني في ترتيب الدوري المحلي في حال كان البطل حاملًا للقب دوري الأبطال في آخر نسخة".
واعترف عليوة بتطور بقية الأندية المغربية بكرة القدم النسائية في السنوات القليلة الماضية، قائلًا: "تطور بقية الأندية سيجعل المنافسة محتدمةً بينها، وسيحدّ من سيطرة العسكريات على البطولات المحلية، وهذا في صالح الكرة النسائية المغربية والمنتخبات الوطنية".