إسبانيا 1982.. إيطاليا تقتنص اللقب والتلاعب يقصي الجزائر

تاريخ النشر:
2022-11-14 10:56
-
آخر تعديل:
2022-11-14 12:31
منتخب إيطاليا المتوج بلقب مونديال 1982 (Getty)
Source
المصدر
أ.ف.ب
+ الخط -

استعرضت البرازيل وأمتعت إلى ما لا نهاية، لكن واقعية إيطاليا وباولو روسّي العائد من الإيقاف بتهمة التلاعب بنتائج المباريات المحلية، منحتها لقب مونديال إسبانيا 1982 للمرة الثالثة في تاريخها، على حساب ألمانيا الغربية بينما أُقصيت الجزائر بمؤامرة "العار" بين الألمان والنمسا.

سَحَرَ الأداء الرائع للبرازيل القلوب معوّضاً عدم تأهل هولندا وصيفة 1974، حيث لم تخسر البرازيل في 19 مباراة قبل المونديال، ففازت على إنجلترا في لندن، وفرنسا في باريس وألمانيا الغربية في شتوتغارت في غضون أسبوع.

وللمرة الأولى تقوم البرازيل باستدعاء محترفين من الخارج، فبرز فالكاو من روما الإيطالي، لكن قبل ثلاثة أيام مُنيت بنكسة هجومية إثر إصابة المهاجم الصاعد كاريكا.

وأسلمت اللعبة الروح

تلاعبت البرازيل بخصومها وصولاً إلى مباراة الحسم في الدور الثاني المؤهل إلى نصف النهائي، المعتمد للمرّة الأولى منذ عام 1970، وكان التعادل يكفيها أمام إيطاليا، لكن مواجهة تاريخية في برشلونة انتهت بفوز الطليان 3-2، بثلاثية من روسّي، فوصف بعضهم خسارة البرازيل بـ"اليوم الذي أسلمت كرة القدم روحها".

أرشيفية - من لقاء إنجلترا والمجر في مونيال 1982 (Getty)
من لقاء إنجلترا والمجر في مونيال 1982 (Getty)

وخلافاً للبرازيل، كانت إيطاليا تقدم أداء مخيباً في الدور الأول وتخطته بشق النفس، بعد ثلاثة تعادلات مع بولندا 0-0، البيرو والكاميرون بنتيجة واحدة 1-1.

في ذلك الوقت، واجه اللاعبون انتقادات إعلامية لاذعة؛ بسبب أسلوبهم وحياتهم الخاصة وتركيزهم على المكافآت المالية، فصوّتوا (18 مقابل 4) لعدم الإدلاء بتصريحات إعلامية ردًّا على هذه الانتقادات فانقلبت الآية، ولكن تشبّث المدرّب انتسو بيرزوت بتشكيلته المفضّلة التي ضمّت 6 لاعبين من يوفنتوس، مجدِّداً الثقة في روسّي الغائب قرابة عامين، بعد إيقافه لتورطه بفضيحة المراهنات والتلاعب بالنتائج "توتونيرو".

كبش فداء

أحدثت مشاركة بابليتو مع إيطاليا تشاؤماً، خصوصاً إثر عودته إلى الملاعب قبل شهر من المونديال، ليصوم عن التهديف في أوّل أربع مباريات، لكنه ضرب أمام البرازيل بثلاثية وضعت فريقه في نصف النهائي، وأضاف ثنائية أمام بولندا، ثم افتتح التسجيل في النهائي ضد ألمانيا الغربية (3-1).

تُوّج الجناح المتحوّل إلى رأس حربة هدافاً للبطولة وأحرزت بلاده لقباً ثالثاً بعد 1934 و1938، لتقلب إيطاليا الطاولة على المشككين، فقال لاعب وسطها برونو كونتي: "أخطأ زيكو عندما قال إن أسلوبنا يعتمد على هدم وتكسير خطط المنتخبات المنافسة".

وشكلت الرقابة العنيفة لكلاوديو جنتيلي على الأرجنتيني الصاعد بقوّة آنذاك دييغو مارادونا، وتمزيق قميص البرازيلي زيكو، بصمة دفاعية لا تنسى في تاريخ تلك الحقبة الإيطالية التي ظلت محفورة أبد الدهر.

فليذهب الوزراء إلى المطعم

المثير للأمر أن حراسة مرمى إيطاليا تكفل بها الحارس الأربعيني دينو زوف، أكبر لاعب يحرز كأس العالم. رغم تلقيه أهدافاً بعيدة المدى من هولندا والبرازيل في 1978، لكن بيرزوت بقي واثقاً به.

دينو زوف يملك حكاية لا تنسى حيث رفضه إنتر ويوفنتوس بعمر الـ 14 عاماً لقصر قامته، لقد حاول والده إقناعه بأن يعمل ميكانيكياً، لكن جدته كان لها رأي مختلف، لقد أطعمته 8 بيضات نيئة يوميًا من مزرعتها في محاولة لزيادة طوله الذي بلغ في النهاية (1.82 م).

ملخص وأهداف نهائي مونديال 1982

أصبح زوف رمزاً لـ"سكوادرا أتزورا"، فقال عنه روسي: "دينو كان أهم لاعب في تشكيلة إيطاليا 1982، كان قدوة حقيقية، واللاعب الوحيد الذي يجسّد صورة الفريق".

في نهائي مدريد، سيطرت إيطاليا على ألمانيا الغربية، وأضاع لها أنتونيو كابريني ركلة جزاء مطلع المباراة، لكنها خرجت فائزة 3-1، مع احتفالية تاريخية لماركو تارديلي.

في طريق العودة من إسبانيا، لعب زوف الورق مع رئيس البلاد ساندرو برتيني في طائرته الخاصة، والتي دعا إليها أبطال العالم لتناول العشاء عبر مائدته الخاصة، وهي اللحظات التي علّق عليها الرئيس الإيطالي ساندرو برتيني بالقول: "أجلسُ وإلى جانبي بيرزوت وزوف مع رفاقه، إذا بقي مكان للوزراء والنواب فهذا جيّد، وإذا لم يتوفر لهم مقاعد فليذهبوا إلى المطعم".

مؤامرة العار

بعد 6 سنوات من وفاة فرانكو وصحوة الديموقراطية في إسبانيا، حصل تخوّف لعدم الاستعداد الكافي، فوصفت صحيفة "إل باييس" البطولة قبل أسبوع من افتتاحها بأنها "أعظم كارثة وطنية"، بموازاة تهديدات الانفصاليين الباسك.

في ذلك الوقت، رفع الاتحاد الدولي (فيفا) عدد المشاركين من 16 إلى 24، فسجّلت المجر أكبر عدد من الأهداف في تاريخ المسابقة بمرمى السلفادور (10-1).

من جانبها، بلغت الجزائر النهائيات للمرّة الأولى وكانت الكويت أول سفيرة للكرة الخليجية وعرب آسيا، حيث شهدت مباراتها مع فرنسا حادثة فريدة تمثلت بنزول الشيخ فهد الأحمد الصباح إلى أرض الملعب مطالباً بإلغاء هدف للفرنسيين بحجة إطلاق صافرة من المدرجات توقف على إثرها اللاعبون.

في تلك النسخة، فجّرت الجزائر مفاجأة من العيار الثقيل ملحقة بألمانيا الغربية خسارة 2-1 تردّد صداها في أنحاء العالم أجمع، بهدفي رابح ماجر ولخضر بلّومي مقابل هدف لكارل-هاينتس رومينيغه، لكن محاربي الصحراء لم يتأهلوا إلى دور المجموعات الثاني بعد مؤامرة ألمانية-نمساوية.

لقد كان فوز ألمانيا على النمسا 1-0 يؤهلهما سوياً بفارق الأهداف عن الجزائر، وبعد تقدّم مبكّر بهدف هورست هروبيش، اكتفى المنتخبان بتبادل فاضح ومخجل للكرات في منتصف الملعب، دون أي مخاطرة بالهجوم.

غضبت جماهير خيخون وهتفت ساخرة "كي سي بيسين" (فليقبّلوا بعضهم بعضًا)، فيما طالب معلّق المباراة في النمسا المشاهدين بإغلاق التلفاز.

سرعان ما تقدمت الجزائر باعتراضٍ رسمي لكن فيفا رفض ذلك، وكانت "مباراة العار" شرارة تغيير النظام، بإقامة آخر مباراتين في دور المجموعات في توقيت واحد.

بعد سنوات، اعتذر المدافع الألماني هانس-بيتر بريغل عن هذه الحادثة بالقول: "كانت النمسا تعرف جيدًا أننا قادرون على الفوز، وبعد تسجيلنا الهدف المبكّر كانوا أمام خيارين: إما الاكتفاء بالنتيجة والتأهل سوياً أو المخاطرة بإكمال اللعب وتلقي هدفين آخرين، فاختاروا الأوّل".

شوماخر يحطّم وجه باتيستون

في نصف نهائي تاريخي في إشبيلية، كان البديل الفرنسي باتريك باتيستون على بعد خطوة من تسجيل هدف التقدّم على ألمانيا الغربية، لكن الحارس توني شوماخر ركله بعنفٍ لا مثيل له على رأسه.

وقع باتيستون أرضاً مغمياً عليه فظنّ زملاؤه بأنه توفي، ليصرخ زميله ميشال بلاتيني طالباً النجدة، فيما نهض شوماخر دون أن يكترث بما فعل، مكملاً لعب الكرة.

الفحوصات الطبية كشفت تعرّض باتيستون لكسر في فقرته العنقية وتحطّم اثنين من أسنانه، دون أن يُطرد شوماخر أو تُحتسب ركلة جزاء من الحكم الهولندي تشارلز كورفر، الذي اعترف لاحقاً بعدم رؤية الحادثة، فيما قدم شوماخر اعتذاره إلى باتيستون بعد أشهر في متز، عشية زواجه!

في تلك المواجهة، مُدّد الوقت فتقدّمت فرنسا 3-1، لكن الألمان عادلوا 3-3، قبل أن يحسموا لصالحهم أول ركلات ترجيحية في تاريخ المونديال 5-4، بتصديين من شوماخر.



رغم الخسارة و"الإحساس العميق بالظلم"، يروي بلاتيني، أفضل لاعب في أوروبا ثلاث مرات، تلك الذكريات المؤلمة بالقول: "لا يمكن لأي كتاب أو فيلم استعادة ما خالجنا من مشاعر، خضنا واحدة من أروع المباريات على امتداد مسيرتنا، لكننا خسرنا في النهاية".

النتائج الكاملة من كأس العالم إسبانيا 1982

الدور الأول
المجموعة الأولى

  • إيطاليا - بولندا 0-0
  • البيرو - الكاميرون 0-0
  • إيطاليا - البيرو 1-1
  • بولندا - الكاميرون 0-0
  • بولندا - البيرو 5-1
  • إيطاليا - الكاميرون 1-1

المجموعة الثانية

  • ألمانيا الغربية - الجزائر 1-2
  • تشيلي - النمسا 0-1
  • ألمانيا الغربية - تشيلي 4-1
  • الجزائر - النمسا 0-2
  • الجزائر - تشيلي 3-2
  • ألمانيا الغربية - النمسا 1-0

المجموعة الثالثة

  • الأرجنتين - بلجيكا 0-1
  • المجر - السلفادور 10-1
  • الأرجنتين - المجر 4-1
  • بلجيكا - السلفادور 1-0
  • بلجيكا - المجر 1-1
  • الأرجنتين - السلفادور 2-0

المجموعة الرابعة

  • إنجلترا - فرنسا 3-1
  • تشيكوسلوفاكيا - الكويت 1-1
  • إنجلترا - تشيكوسلوفاكيا 2-0
  • فرنسا - الكويت 4-1
  • فرنسا - تشيكوسلوفاكيا 1-1
  • إنجلترا - الكويت 1-0

المجموعة الخامسة

  • إسبانيا - هندوراس 1-1
  • يوغوسلافيا - أيرلندا الشمالية 0-0
  • إسبانيا - يوغوسلافيا 2-1
  • هندوراس - أيرلندا الشمالية 1-1
  • هندوراس - يوغوسلافيا 0-1
  • إسبانيا - أيرلندا الشمالية 0-1

المجموعة السادسة

  • البرازيل - الاتحاد السوفيتي 2-1
  • اسكتلندا - نيوزيلندا 5-2
  • البرازيل - اسكتلندا 4-1
  • الاتحاد السوفيتي - نيوزيلندا 3-0
  • الاتحاد السوفيتي - اسكتلندا 2-2
  • البرازيل - نيوزيلندا 4-0

الدور الثاني
المجموعة الأولى

  • بولندا - بلجيكا 3-0
  • بلجيكا - الاتحاد السوفيتي 0-1
  • الاتحاد السوفيتي - بولندا 0-0

المجموعة الثانية

  • ألمانيا الغربية - إنجلترا 0-0
  • ألمانيا الغربية - إسبانيا 2-1
  • إسبانيا - إنجلترا 0-0

المجموعة الثالثة

  • إيطاليا - الأرجنتين 2-1
  • الأرجنتين - البرازيل 1-3
  • إيطاليا - البرازيل 3-2

المجموعة الرابعة

  • النمسا - فرنسا 0-1
  • النمسا - أيرلندا الشمالية 2-2
  • فرنسا - أيرلندا الشمالية 4-1

الأدوار الإقصائية
نصف النهائي

  • بولندا - إيطاليا 0-2
  • ألمانيا الغربية - فرنسا 3-3 (5-4 بركلات الترجيح)

تحديد المركز الثالث

  • بولندا - فرنسا 3-2

النهائي

  • إيطاليا - ألمانيا الغربية 3-1
شارك: