متى بدأ العمل بنظام التصنيف الدولي وما الحاجة إليه؟

قبل عام 1992 كانت بطولة كأس العالم هي المعيار الوحيد بالنسبة لجماهير الساحرة المستديرة من أجل تحديد الترتيب النظري للمنتخبات الوطنية وذلك بموجب نتائجها في البطولة التي تقام مرة كل أربعة أعوام، دون وجود ما يعرف اليوم بمسمى التصنيف الدولي.

لكن الأمر لم يكن منطقياً نظراً لأن المونديال كان يضم آنذاك 24 منتخباً فقط، ما يعني أن أكثر من 170 منتخبًا على الأقل لم يخضعوا لأي تقييم حقيقي، ولم يكن بالإمكان تصنيفهم بشكل صحيح على مستوى العالم.

وبينما لم يكن معيار التصنيف واضحًا ودقيقًا عند سحب قرعة البطولات القارية والدولية، ما أسفر في أحيان عديدة عن وقوع عدد من المنتخبات القوية في المجموعة ذاتها، وفرض مواجهات كبيرة بشكل مبكر للغاية، ما أفقد هذه البطولات عددًا من المنتخبات التي كان بإمكانها أن تلعب أدوارًا متقدمة وفق تصنيف مختلف.

في ديسمبر/ كانون الأول من عام 1992، نشر "فيفا" قائمة بالمنتخبات المنضوية تحت مظلته، وفق تصنيف يقارن بينها معتمداً على نظام بسيط للغاية يعتمد على النتائج التي حققتها هذه المنتخبات في آخر ثماني سنوات، مانحًا المنتخبات ثلاث نقاط عن كل انتصار مقابل نقطة واحدة للتعادل ولا شيء للمباريات التي خسرتها.

وانتظر الاتحاد الدولي حتى شهر أغسطس/ آب من العام التالي، من أجل إصدار لائحته مجددًا، لكن التصنيف عرف الكثير من الانتقادات ما أجبر "فيفا" على تغيير المعايير التي يعتمدها، إضافة إلى تقليل المدة الفاصلة بين المرات التي ينشر فيها هذا التصنيف.

وعلى مر السنوات تم تعديل نظام تصنيف المنتخبات مرات عدة حتى وصل إلى شكله الحالي المعتمد بصورة رسمية منذ العام 2021.

ما هي المنتخبات التي تصدرت لائحة التصنيف الدولي ؟

منذ عام 1992 تمكنت ثمانية منتخبات فقط من اعتلاء قمة التصنيف الدولي للفيفا، وهي البرازيل، الأرجنتين من أمريكا الجنوبية، إضافة إلى ستة منتخبات أوروبية هي: إيطاليا، فرنسا، بلجيكا، هولندا، ألمانيا وإسبانيا.

كان "المانشافت" أول منتخب يتصدر قائمة ترتيب المنتخبات العالمية وذلك بفضل نتائجه في العقد الأخير والذي تضمن بلوغه نهائي ثلاثة كؤوس عالمية على التوالي وتتويجه باللقب عام 1990، لكن البرازيل سرعان ما انتزعت صدارة التصنيف الدولي قبل انطلاق منافسات كأس العالم في الولايات المتحدة 1994، بعد أن خسرت مباراة واحدة من المباريات التسعة في التصفيات التأهيلية، وسط تسجيل عشرين هدفاً وتلقي أربعة أهداف فقط في شباكها، لتتصدر إيطاليا بعدها التصنيف لفترة قصيرة ومن ثم تستعيد ألمانيا الصدارة مجدداً.

ومع تتويج منتخب السيليساو باللقب المونديالي في أمريكا، وبلوغ نهائي كأس العالم في فرنسا 1998، تمكن البرازيليون من الاحتفاظ بصدارة التصنيف الدولي قرابة سبع سنوات، قبل أن يتنازلوا عنه إثر تتويج فرنسا بلقب يورو 2000، الذي تبع تتويجها بلقب المونديال الذي استضافته.

وتناوبت بعدها عدة منتخبات على صدارة التصنيف الدولي ولفترات متفاوتة، لكن البرازيل تبقى حتى يومنا هذا أكثر المنتخبات التي تربعت على عرش التصنيف الدولي وذلك لمدة (5070 يوماً) فيما تحتل إسبانيا المركز الثاني بـ1959 يوماً وبلجيكا بـ1442 يوماً، ثم الأرجنتين المتصدر الحالي بـ1321 يوماً، وألمانيا 1148 يوماً، وفرنسا بـ488 يوماً ثم إيطاليا 188 يوماً وأخيراً هولندا بـ28 يوماً فقط.

ما هو أعلى ترتيب بلغته المنتخبات العربية في تصنيف فيفا الدولي؟

عربيًا نجح منتخبان فقط في اقتحام قائمة العشرة الأوائل في التصنيف الدولي، كان أولهما منتخب المغرب الذي احتل المرتبة العاشرة في الترتيب وذلك في شهر أبريل من عام 1998، أي قبل انطلاق منافسات المونديال الفرنسي بنحو شهرين، وعاد منتخب "أسود الأطلس" ليحتل المركز الحادي عشر في شهر أبريل من العام الماضي 2023.

تصنيف الفيفا | تقدم منتخبات المغرب والجزائر ومصر والأردن

اقرأ المزيد

لكن يبقى المركز الأفضل تاريخيًا للمنتخبات العربية بحوزة المنتخب المصري الذي احتل المركز التاسع في شهري يوليو وأغسطس من عام 2010.

بشكل عام تفوقت المنتخبات العربية في الشطر الأفريقي على نظيرتها الآسيوية، حيث احتل منتخب تونس المركز الرابع عشر عالمياً في شهري أبريل ومايو 2018، فيما وصل منتخب الجزائر إلى المركز الخامس عشر بعد نهاية كأس العالم 2014 والتي تمكن من خلالها "محاربو الصحراء" من اجتياز دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخهم.

أما آسيوياً فيعتبر المنتخب السعودي الأفضل بين المنتخبات العربية؛ إذ وصل إلى المركز الحادي والعشرين في يوليو من العام 2004، ويحتل المنتخب القطري المرتبة الثانية بأعلى درجات سلم الترتيب من خلال احتلال المركز 34 في أبريل ويوليو من العام 2024، أما منتخب الأردن فيأتي بالمركز الثالث بوصوله للمرتبة 37 في صيف عام 2004، يليه المنتخب العراقي الذي بلغ المركز 39 عالمياً في صيف العام ذاته.