أوجه الشبه والاختلاف بين إصابة لاعب المجر وحادثة إريكسن
شهدت منافسات كأس أمم أوروبا (يورو 2024)، حادثة مرعبة بعد إصابة لاعب المجر بارناباس فارغا في الوجه خلال مواجهة إسكتلندا، ضمن المجموعة الأولى من البطولة، وهي الإصابة التي أعادت للأذهان ما حدث مع الدنماركي كريستيان إريكسن في النسخة السابقة.
جماهير كأس أمم أوروبا باتت على موعد في كل نسخة مع إصابة مروعة تثير خوف الجميع، وهو ما تكرر هذه النسخة مع مهاجم المجر البالغ من العمر 29 عامًا، بعد الذي حدث لنجم الدنمارك.
موقع winwin يعيد رصد تفاصيل الحالتين، من أجل تحديد أوجه الشبه والاختلاف بين السقوط المرعب للنجم الدنماركي كريستيان إريكسن، والسقوط المخيف للمهاجم المجري بارناباس فارغا.
أوجه التشابه بين إصابة لاعب المجر وأزمة إريكسن
يتمثل أول أوجه الشبه في وقوع الحادثتين ضمن إطار منافسات كأس أمم أوروبا، حيث تفصل بينهما 3 سنوات فقط، فالدنماركي كريستيان إريكسن سقط بصورةٍ مرعبة في يورو 2020، أما المجري بارناباس فارغا فكان ضحية الإصابة في يورو 2024، علمًا أن النسخة الماضية تأجلت عامًا كاملًا بسبب جائحة كورونا.
وكان شهر يونيو/ حزيران شاهدًا على الحادثتين المؤلمتين، فسقوط إريكسن في مواجهة الدنمارك وفنلندا جاء في الثاني عشر من هذا الشهر للعام 2021، أما سقوط بارناباس فارغا فجاء في الثالث والعشرين من يونيو للعام الجاري 2024.
كما يمكن القول إن كلا الإصابتين وصفت بالخطيرة، ولم تكن الإسعافات الأولية كافية لتجاوز الأزمة رغم دورها المهم في المرحلة الأولى من العلاج، حيث تطلب الأمر نقل إريكسن وفارغا على وجه السرعة إلى المستشفى من أجل استكمال العلاج.
ومن أوجه التشابه أن كلا اللاعبين فقدا الوعي بفعل الإصابة وخطورتها، كما إن كلا النجمين في الدنمارك والمجر واستعادا وعيهما في وقت لاحق بعد أن تمت عملية نقلهما إلى المستشفى.
كما أن كلا اللاعبين أظهرا حاجة ماسة للخضوع لعملية جراحية عاجلة، حيث جاء التدخل الجراحي مع إريكسن بسبب الحاجة الماسة إلى زراعة جهاز تنظيم ضربات القلب، أما " فارغا" فكان التدخل الجراحي هامًّا للتعافي من الكسور التي تعرض لها في الوجه.
كما أن مشهد إخفاء الإصابة تكرر بين الحادثتين، وهو ما يمكن أن ينسب فيه الفضل إلى قائد الدنمارك في يورو 2020، سيمون كاير الذي تعامل بطريقة احترافية في ذلك الوقت، ليسرع في توجيه الأوامر للاعبي الدنمارك من أجل إحاطة إريكسن الساقط على أرضية الملعب، ومنع وسائل الإعلام من التقاط صور مرعبة للحادث، كما قام بتهدئة زوجة إريكسن والجماهير، وهي جوانب هامة استفاد منها المجريون في حادثة "فارغا"، فيما وصف مختصون أن تدخله المباشر لإسعاف إريكسن كان سببًا هامًّا في إنقاذ حياته.
أوجه الاختلاف بين الحالتين
جاء سقوط إريكسن في الجولة الأولى من دور المجموعات وتحديدًا في الدقيقة (42)، أما إصابة لاعب المجر فارغا فصدمت العالم في الدقيقة (70) من الجولة الثالثة والأخيرة في دور المجموعات من يورو 2024.
وتعد طبيعة الإصابة من أبرز أوجه الاختلاف بين الحادثتين، إذ سقط كريستيان إريكسن وحده من دون أي تدخل عنيف من قبل لاعبي الفريق المنافس، نتيجة تعرضه لأزمة صحية، أما إصابة لاعب المجر فارغا فجاءت بعد اصطدام عنيف مع حارس مرمى المنتخب الإسكتلندي.
وأظهرت الفحوص الطبية، أن إصابة إريكسن جاءت بفعل مشكلات سابقة في القلب، تضاعفت من الإجهاد أثناء المباراة، أما إصابة مهاجم المجر بارناباس فارغا فكانت لحظية، بعد اصطدام عنيف أدى إلى كسور عديدة في الوجه.
ومن ملامح الاختلاف في الحادثتين، ما ترتب على ذلك من نتائج، فالمنتخب الدنماركي لم يتجاوز الصدمة وخسر ذلك اللقاء بهدف من دون رد، لكنه انتفض في النهاية وصعد للدور المقبل، أما المجر فتمكنت من تحقيق الانتصار في الوقت القاتل رغم إصابة "فارغا" لكنها أنهت المجموعة في المركز الثالث برصيد 3 نقاط، وقد تتأهل إلى الدور المقبل ضمن أفضل الحاصلين على هذا المركز في البطولة.
أما من حيث تأثير كل حادثة، فقد كانت أزمة إريكسن أكثر خطورة، وكان مهددًا بالموت الحقيقي، وواجه بعد الحادثة شبح الاعتزال، واستمر غيابه عن ملاعب كرة القدم بعد تلك الحادثة 7 أشهر كاملة، في حين أن مدة الغياب المتوقعة بعد إصابة مهاجم المجر فارغا ستكون أقل بكثير، خاصة أن أقنعة الحماية باتت أكثر تطورًا في الوقت الراهن.