أسرار انتفاضة ليفاندوفسكي مع برشلونة في الموسم الحالي ودور فليك

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-09-26
البولندي روبرت ليفاندوفسكي يواصل انتفاضته مع برشلونة في بداية الموسم الحالي (Getty)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

عاد روبرت ليفاندوفسكي مهاجم نادي برشلونة الإسباني إلى الواجهة مجددًا، لافتًا الانتباه إليه في بداية الموسم الكروي الحالي، بعد أن سجّل بداية رائعة وكان حاسمًا في الانطلاقة الجارفة للكتالان في الدوري الإسباني، وبمساهمة محورية من المدرب الألماني هانز فليك، الذي يعرف "الصياد البولندي" أكثر من أي شخص آخر.

وبعد موسم ماض كان خاليًا من مظاهر الاحتفال، خرج الفريق منه بخُفّي حنين، عاد برشلونة بقوة إلى تصدّر العناوين، من خلال الإعلان عن نفسه بوجه جديد وتحت إدارة فنية ألمانية يمثّلها هانز فليك، الذي خلف تشافي هيرنانديز على مقعد بدلاء العملاق الكتالوني.

لفياندوفسكي وبعد صيف متأرجح بين البقاء من جهة، ومغريات الرحيل من جهة أخرى، لا سيما نحو دوريات توفّر رواتب فلكية وعدد مباريات أقل، قرّر رفع سقف التحدي ورفض المغادرة على الأقل إلى حين نهاية عقده.. قرار شجاع في سن الـ36، كوفئ عليه "ليفا" من طرف المدرب فليك، الذي أعاد إلباس المهاجم الفتّاك "عباءته" البافارية المرعبة.

بداية رائعة

في بداية رائعة، ضرب "سفّاح كتالونيا" كل التوقعات عرض الحائط، ولا سيما تلك التي كانت تنادي بضرورة التخلي عنه وحتى قطع عقده الذي سيستمر مفعوله حتى 30 يونيو/ حزيران 2026، وذلك بسبب تراجع مردوده في الموسم الماضي.ولئن كان تسجيل ليفاندوفسكي لـ26 هدفًا مع منح 9 تمريرات حاسمة "أسيست" في مجموع 49 مباراة كامل الموسم ليس إنجازًا عاديًا أو أرقامًا في متناول الجميع، غير أنّها لا تفي بالحاجة إذا ما قارنّاها بأقوى المستويات التي ظهر بها مهاجم منتخب بولندا في محطاته السابقة، أو حتى موسمه الأول مع "البارسا" الذي بصم فيه على 41 مساهمة بواقع 33 هدفًا و8 أسيست.

بداية الموسم الحالي كانت بمثابة موسم الرّد -لـ"ليفا"- على كل المشككين في قدرته على الاستمرار، بعد أن بصم على 9 مساهمات في 8 مباريات بواقع 7 أهداف وتمريرتين حاسمتين، كانت جميعها لحساب الليغا، الذي انطلق فيها برشلونة بسرعة الصاروخ محققًا حتى الآن العلامة الكاملة (7/7) أي برصيد 21 نقطة، ومع فارق بينه وبين أقرب ملاحقيه ريال مدريد حامل اللقب، بلغ 4 نقاط. 

ليفاندوفسكي "البافاري" يعود إلى برشلونة بفضل فليك

انطلاقة ليفاندوفسكي القوية في الموسم الجاري آخرها بصمته بهدف الحسم الوحيد ضد خيتافي أمس الأربعاء، الذي أمّن سابع انتصارات البارسا، أعادت إلى الأذهان مستوى البولندي "المرعب" مع نادي بايرن ميونخ الذي لعب في صفوفه بين عامي 2014 و2022 وسجّل بألوانه 238 هدفًا في 253 مباراة، في إحدى أزهى فترات المهاجم خلال مسيرته التي انطلقت مع ليجيا وارسو منذ 2005.

وفي نظر الكثيرين، فإنّ المهاجم البولندي بصدد محاكاة بدايته الخيالية في موسم السداسية التاريخي 2019-2020 مع النادي البافاري، والذي حصد فيه الأخضر واليابس تحت إدارة هانز فليك بالذات، حيث أسهم بـ65 هدفًا في المجمل، بواقع 55 تسجيلًا و10 صناعة في 47 مباراة، قبل أن يضيف في موسميه المواليين، اللذين سبقا انتقاله إلى عاصمة الإقليم، 48 هدفًا مع 9 أسيست في 40 مباراة (2020-2021) و50 هدفًا مع 7 أسيست في 46 مباراة (2021-2022).أرقام مرعبة وبداية تبشّر بالكثير من التفاؤل لمستقبل ليفاندوفسكي مع "البلوغرانا"، الذي انتقل وبطريقة دراماتيكية من أحد الموضوعين على قوائم المغادرين إلى قطعة أساسية لا  بديل عنها، والفضل في ذلك لكلمة سر وحيدة، هي: فليك.

تغيّر استراتيجية الإدارة مُعطى حاسم

برحيل تشافي عن الفريق الكتالوني، فكّرت إدارة الرئيس خوان لابورتا جديًّا في تصريف مهاجمها الأول، بسبب معطيات لها صلة وثيقة بمردوده التهديفي في الموسم الماضي الذي شهد تراجعًا عمّا كان يسجّله سابقًا، علاوة على حضور البولندي بقوة ضمن اهتمامات الأندية الأخرى، ولا سيما المنتمية إلى الدوري السعودي، التي حاولت استمالة اللاعب بمختلف الإغراءات.

الربح المادي المُجزي للاعب في عمر ليفاندوفسكي ومع تراجع ألقه، كان محفزًا لبرشلونة لبيعه هذا الصيف، غير أنّ كل هذه الاستراتيجيات توقفت فجأة مع خبر تعيين هانز فليك مدربًا جديدًا في القلعة الكتالونية، والذي دفع في أولى قراراته بترحيل البرازيلي فيتور روكي نحو ريال بيتيس بعقد إعارة، في مقابل تكريس دور "ليفا" كورقة أساسية في الخط الأمامي.. خيار استراتيجي شجاع وثقة مطلقة كان لهما وقع السحر على قائد بولندا، الذي كافأ مدربه مباشرة بإجابة فورية على الميدان.

ما الذي نجح به فليك وفشل فيه تشافي؟

ليس في ذلك سرّ كبير كما قد يتوقّع البعض من خلال هذا التساؤل، ولكن ببساطة تشافي حمّل ليفاندوفسكي في عمر هذا من الأمر ما لايطيق، بل واختبأ أحيانًا خلف فترات الشك التي مرّ بها، وعلى الرغم من تكريس دوره كمهاجم فذ في التشكيلة وخيار أساسي في أغلب المباريات، فإنّ تشافي كان يجبر لاعبه على القيام بأدوار هجومية مختلفة، قد لا تناسب سنّه، وهو ما تسبّب في أحيان عدة في تصدير اللاعب بصورة غير معهودة ألّبت عليه بعض الجماهير.

فليك قلب الأمور رأسًا على عقب مستندًا إلى معرفته الدقيقة بـ"ليفا"، حيث أعاد له دوره القيادي في الفريق ككل وليس في المنظومة الهجومية فحسب، فعاد قائدًا بلا شارة، وتكتيكيًا هيّأ له كل الظروف المواتية ليلعب دوره الحاسم في المربع الأخير كـ"مترجم خارق" لمجهودات الزملاء.

وبرغم كم الإصابات الهائل الذي ضرب برشلونة وما يزال حتى الآن، فإنّ آلة ليفاندوفسكي مرشّحة لمواصلة عملها، في ظل انسجام متناه مع "نجم الشُبّاك" حاليًّا في "البلوغرانا" لامين يامال، مع ثقة لا حدود لها من لدن ربّان السفينة، هانز فليك.

شارك: