أرقام كيليان مبابي.. إحباط غير مسبوق ينذر بشؤم في ريال مدريد

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-08-30
أرقام كيليان مبابي وبدايته الصعبة مع ريال مدريد في الليغا تثير الشكوك (Getty)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

قدّمت أرقام كيليان مبابي المنتقل إلى صفوف ريال مدريد في فترة الانتقالات الصيفية الحالية عن نفسها صورة أولية "محبطة"، وذلك تمامًا على عكس المتوقع من النجم الفرنسي في موسمه الأول بين أسوار "قلعة البيرنابيو".

وجاء هذا الانطباع المبدئي السلبي، بعد بداية مثالية لـ"قائد الديوك" مع ناديه الجديد، سجّل خلالها أول هدف في أول مباراة له، والتي تزامنت مع نهائي كأس السوبر الأوروبي الذي حسمه "الملكي" على حساب أتالانتا الإيطالي بثنائية نظيفة على أرضية ملعب وارسو الوطني ببولندا، في الـ14 من شهر آب/ أغسطس الجاري.

أرقام كيليان مبابي وانطلاقته المميزة لم تتبعها أخرى مماثلة، مع مرور ثلاث جولات على انطلاق منافسات الدوري الإسباني، الذي شهد عثرتين للريال خارج أرضه أمام كل من مايوركا ولاس بالماس بالنتيجة ذاتها (1-1)، مقابل فوز يتيم داخل قواعده على حساب بلد الوليد بثلاثية نظيفة، غير أنّ اللافت في كل هذا، غياب النجم الفرنسي عن المساهمة في أي هدف من الخمسة التي حققها فريقه حتى الآن.

أرقام كيليان مبابي.. إحباط غير مسبوق

"جمود" كيليان مبابي فيما بعد "انتفاضة" السوبر القاري، أثار الكثير من الجدل وطرح كمًا كبيرًا من التساؤلات، خصوصًا أنّ اللاعب لم يتعوّد على التأخر في وضع بصمته على المواجهات الأولى ضمن منافسات الدوري طيلة مشواره، حتى عندما كان لاعبًا في صفوف باريس سان جيرمان وموناكو قبل ذلك.

أرقام كيليان مبابي "غير الاعتيادية"، أثبتها موقع الإحصائيات الفرنسي المعروف "Stats Foot" الذي ذكر بأنّ هذه هي المرة الأولى، التي عجز فيها ابن "ضاحية بوندي" عن المساهمة بأي هدف في أول ثلاث جولات من الموسم في مشواره، كما أضاف موقع "أوبتا" بدوره إحصائية أخرى تؤكد "شرعية التساؤلات" حول مردوده، مفادها أنّ نجم الـ"بي.أس.جي" السابق فشل في زيارة الشباك في الليغا حتى الآن، على الرغم من أنه الأكثر تسديدًا على المرمى بواقع 17 تسديدة، وبإجمالي أهداف متوقعة وصل إلى 1.8 هدف (أي ما يقرب من هدفين في المباراة الواحدة)، ولكنّ الحصيلة ما تزال "صفرية".

والمفاجئ حقيقة، هو أنّ هذه الإحصائيات السلبية الخاصة ببداية مبابي في الليغا، ليست وليدة بداية هذا الموسم فقط، وإنما هي مخلفات لفترة أخيرة لم يكن فيها "الغزال الأسمر" في أحسن أحواله حتى في "اليورو" الأخير، ويكفي أن نذكر بأنه لم يدوّن سوى 4 أهداف مع منح تمريرتين حاسمتين "Assist" في آخر 16 مباراة مع النوادي والمنتخب، باحتساب جميع المسابقات، منها هدف وتمريرتان حاسمتان أمام لوكسمبورغ في مواجهة ودية حسمها "الزرق" بثلاثية نظيفة في يونيو/ حزيران الماضي.

بداية تؤكد شكوكًا مبدئية وتضع أنشيلوتي في مأزق

تحليلًا لسلبية أرقام كيليان مبابي في بدايته المدريدية، عاد عدد من الملاحظين والفنيين، لنقطة تكتيكية سابقة تخصّ توظيف النجم الفرنسي في مركز رأس الحربة، والتي أثارت العديد من الشكوك والجدل.

ويشير الملاحظون أنّ الشكوك تأكدت بشأن عدم تكيّف مبابي مع خطة "المهاجم الصريح"، التي كان يشغلها سابقًا لاعبون بمواصفات معينة، على غرار كريم بنزيما أو حتى خوسيلو، وليس ذلك لقصور فني في إمكانات "الطوربيد الفرنسي"، وإنّما لضياع إحداثياته كلاعب يحذق أساسًا الاختراق من الجناح، وهو مركزه المفضّل والأمثل، الذي كان السبب الرئيسي في الوصول إلى ما وصل إليه من نجومية.

نقطة تكتيكية حاسمة، وضعت المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في مأزق، وهو الذي أصرّ سابقًا على أنّ توظيف مبابي كرأس حربة لن يسبّب مشكلًا، ولكن يبدو أنّ المستجدات المتعلقة بمردودية نجمه، ستدفعه لتغيير قناعاته، وربّما اتخاذ قرار صعب قبل نهاية الميركاتو الحالي، وهو على سبيل المثال بيع رودريغو غوس الذي يشغل هو الآخر خطة جناح، وذلك بهدف إفساح المجال لـ"انفجار" الفرنسي مجددًا. 

نقطة الجزاء والكرة الذهبية.. بداية المشاكل

من ناحية أخرى، اتّجه البعض في تفسير أرقام كيليان مبابي المتواضعة في بداية الموسم الحالي، إلى تأويلات أعمق، مستندين في ذلك إلى "التنافس غير المعلن" بين نجمي الفريق، مبابي وفينيسيوس جونيور، والذي يمسّ كل الأدوار داخل الملعب، بما في ذلك تنفيذ ركلات الجزاء، ووظائف أخرى أربكت الفريق بشكل كان أوضح من أي وقت مضى في مواجهة ريال مايوركا.

ولئن حسم ربّان سفينة "البلانكوس" أنشيلوتي في وقت سابق هذه المسألة، بتحديد هوية منفذ ركلات الجزاء والتي أسندها لـ"نجم السيليساو"، ومسدّد الركلات الحرة التي عيّن لها مبابي، غير أنّ هذا القرار قد يثير حفيظة الأخير أكثر فأكثر، لا سيما إذا ما بقي عدّاد أهدافه "جامدًا" أو "بطيئًا".

أرقام كيليان مبابي في حاجة إلى تحسين متواصل والبقاء في القمة، ليس فقط من أجل صورته وصيته كنجم عالمي، وإنّما أيضًا لأهدافه وطموحاته الشخصية فرديًّا (الكرة الذهبية)، وجماعيًا (دوري أبطال أوروبا)، والتي من أجلها غيّر الألوان الباريسية وقدم إلى عملاق القارة العجوز.

جدل متواصل ونقاط مثيرة وإنذار ببداية المشاكل في الأفق القريب، على "الداهية" أنشيلوتي معالجتها بشكل عاجل، حتى لا ينقلب سحر كيليان مبابي على الساحر ريال مدريد.

شارك: