أحداث مباراة كولومبيا وأوروغواي.. وهن تنظيمي وعقوبات منتظرة

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-07-12 00:05
أحداث مباراة كولومبيا وأوروغواي المؤسفة تخلّف مخاوف عديدة (Getty)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

فتحت أحداث مباراة كولومبيا وأوروغواي المؤسفة وغير المسبوقة في منافسات كوبا أمريكا 2024 التي تحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية حتى تاريخ 14 يوليو/تموز الجاري، ملفاً شائكًا يحتوي على محاور متعددة، تصبّ مجملها في المخاوف، التي بدأت تنتاب المجتمع الدولي الكروي عن مدى جاهزية بلاد "العم سام" للحدث المونديالي الكبير بعد حوالي سنتين من الآن.

المشهد الدرامي الذي عرفته نهاية مباراة المنتخبين لحساب الدور نصف النهائي على أرضية ملعب "بنك أوف أمريكا" في مدينة شارلوت، والتي انتهت بفوز كولومبيا بهدف يتيم وبلوغها نهائي الكوبا التي ستواجه فيه الأرجنتين، حمل معه تساؤلات عديدة زادت حدّتها، بسبب ما عرفته هذه النسخة الأمريكية من أحداث خارجة عن المألوف.

حقيقة مهزلة مباراة كولومبيا وأوروغواي والتأويلات المتضاربة

لم تكن مباراة كولومبيا وأوروغواي مباراة هادئة على الإطلاق، حيث عرفت العديد من مشاهد التوتر والاندفاع الزائد عن الحد بين اللاعبين داخل رقعة الميدان، وهو ما دفع الحكم المكسيكي سيزار راموس إلى استعمال بطاقاته الملونة في 9 مناسبات كاملة، بواقع 8 بطاقات صفراء (5 لكولومبيا و3 لأوروغواي) علاوة على بطاقة حمراء أُشهرت في وجه الظهير الأيمن لمنتخب "لوس كافيتيروس" دانييل مونيوز في الدقيقة (45+1).

ولكن رغم من طابع اللعب الخشن الذي عرفته المواجهة، فإنها لم تشهد أحداثًا خارجة عن المألوف، حتى إعلان صافرة نهايتها، التي تزامنت مع مشهد غريب ومخيف، صوّر توجّه بعض نجوم "لاسيليستي" وأبرزهم داروين نونيز ولويس سواريز وخوسيه ماريا خيمينيز ورونالد أراوخو ومانويل أوغارتي، نحو الجماهير الكولومبية الموجودة في المدرجات، ليتمّ تبادل اللكمات والمقذوفات بين الجانبين في مشهد مخزٍ يندر حدوثه في ملاعب كرة القدم، لا سيما في بطولات ضخمة من حجم كوبا أمريكا.

وفي أول ردود الفعل المتعلقة بتحديد المسؤوليات، تضاربت الرؤى والمواقف بخصوص حقيقة الواقعة، حيث أقرّ الطرف الأوروغواياني بـ"تلقائية رد فعل لاعبيه" الذين أجبروا في غياب الحماية الأمنية الكافية على الدفاع عن عائلاتهم المتكونة من زوجاتهم وأطفالهم الصغار (منهم حديثو الولادة) وأمهاتهم، الذين كانوا حاضرين في المدرجات وتعرضوا للاعتداء من فئة من الجماهير الكولومبية، الذين كانوا تحت تأثير الكحول حسبما تمّ تسريبه، في حين تبنّى الموقف المقابل رفضًا قطعيًا لدخول اللاعبين في عنف مماثل مع الجماهير، معتبرين ذلك سابقة خطيرة وجب التصدي لها بحزم من خلال قرارات صارمة، حتى لا تتكرّر مستقبلًا. 

عقوبات في الطريق

ومع اختلاف التأويلات إزاء ما حدث من مشاهد صادمة في مباراة كولومبيا وأوروغواي.. اتخذ اتحاد أمريكا الجنوبية "كونميبول" أولى الخطوات من خلال إصدار بيان رسمي يلمّح لموقفه من الحادثة.

وجاء في البيان: "ندين بشدة أحداث العنف المؤثرة على كرة القدم، يرتكز عملنا على الاقتناع بأن اللعبة توحّدنا من خلال القيم الإيجابية"، مضيفًا "لا مكان للعنف داخل الملعب أو خارجه".

بيان كونميبول بعد مباراة شارلوت، يشير إلى أنّ الاتحاد القاري في طريقه إلى إصدار عقوبات بحق كل المتورطين في هذه الأحداث المشينة التي أساءت إلى صورة البطولة الأعرق عالميًا، وهي التي تعيش نسختها الثامنة والأربعين منذ نشأتها في 1916 (منذ 108 أعوام).

أخطاء تنظيمية فادحة

على جانب آخر، لم يغفل الملاحظون عمّا خلّفته أحداث مباراة كولومبيا وأوروغواي من انطباعات سلبية، تنحصر أساسًا في مكامن الوهن العديدة التي ظهرت في التنظيم الأمريكي لهذه النسخة، والتي لم يتم وضع حلول لتذليلها حتى بصفة مؤقتة.

بداية بالحالة المزرية لبعض أرضيات الملاعب مرورًا بالحرارة القياسية التي تعرفها البلاد في مثل هذا الوقت من السنة والتي أثرت في عطاءات اللاعبين ومردودهم، ونهاية بغياب التأمين اللازم، سجّلت الضيافة الأمريكية للكوبا نقاطًا سلبية بالجملة بشهادة الجميع.

سلبيات وجب تداركها في القريب العاجل لطمأنة محبي الكرة حول العالم، قبل الحدث الأهم الذي ينتظره الجميع، ألا وهو مونديال 2026، الذي سيلعب وللمرة الأولى في التاريخ بـ48 منتخبًا، وهو ما يعني ضرورة وجود جاهزية قصوى على جميع الأصعدة.

شارك: