مونديال قطر.. عندما تتلاشى المسافات

منذ أن أعلن الإتحاد الدولي "فيفا" عن منح قطر شرف استضافة كأس العالم 2022، عكفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث التي تولت زمام الأمور من أجل ترجمة ملف الاستضافة على أرض الواقع، ولعل أكثر ما راهنت عليه، قطر هو جعل هذه النسخة من النهائيات العالمية واحدة من أكثر البطولات تفرداً عبر التاريخ. 

ولعل تحدي استحداث وتطوير الملاعب المحددة من أجل استضافة الحدث الكبير، كان نقطة الارتكاز الأكبر التي تعول عليها قطر من أجل "إبهار" العالم أجمع، الذي لم يتعود أبداً على مشاهدة مونديال في منطقة جغرافية واحدة وفي دولة تعتبر صغيرة قياسا بالنسخ الماضية من البطولة، التي تجاوزت فيها حدود السفر بين المدن قرابة ثلاث ساعات على الاقل كجنوب إفريقيا 2010، والبرازيل 2014 وروسيا 2018.  

وأعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث أن المساحة الكلية للاستادات وملاعب التدريب المطلوبة لكأس العالم 2022 ستكون محصورة ضمن 235 ميلا مربعا فقط، كما حددت المسافات الكلية والزمن المطلوب للتنقل بين الملاعب، إذ تبلغ أطول مسافة بين استادي البيت في مدينة الخور شمالي قطر واستاد الوكرة في الجنوب، 35 ميلاً، أما أقصر مسافة فهي بين استاد خليفة الدولي واستاد المدينة التعليمية يبلغ 3.5 أميال فقط. 

فرناندو هييرو: مونديال قطر سيحمل نكهة خاصة

اقرأ المزيد

ويمكن للجماهير أن تقطع هذه المسافات بما لا يزيد عن ساعة، بين ملعبي الخور في الشمال والوكرة في الجنوب، بينما يمكن الوصول إلى بقية الملاعب بوقت يتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة في حال وجدت الجماهير في قلب الدوحة، وذلك باستخدام "قطارات المترو" التي تربط كل الملاعب بالعديد من المحطات، في مختلف مناطق الدوحة والمدن المجاورة لها. 

ويعطي هذا القرب الجغرافي الفريد الفرصة أمام الجماهير لحضور مباراتين وأكثر للمرة الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم، وذلك في أيام مرحلة المجموعات التي حدد برنامجها بإقامة 4 مباريات يوميا. وهنا نبين نبذة عن الاستادات والمسافة التي يتعين فيها على الجماهير الموجودة في قلب الدوحة قطعها لتصل إلى الملاعب. 

استاد خليفة

يقع في منطقة الريان، وهو أقدم الملاعب وأعيد تطويره عدة مرات، آخرها من أجل البطولة، ويقع في منطقة حيوية وجاذبة للجماهير حيث بنيت حوله آكاديمية أسباير ومنشآتها الفريدة. ويحتاج المشجع الموجود في منطقة كورنيش الدوحة لمسافة 13,5 كم والزمن المطلوب 21 دقيقة. 

استاد المدينة التعليمية

 أنشئ حديثا وافتتح صيف العام 2020، وهو موجود بقلب المدينة التعليمية التي تزخر بوجود الجامعات العالمية ومراكز البحث العلمي. يشاهد المشجعون بمجرد وصولهم إلى المكان المساحات الخضراء الجميلة والمرافق المتطورة المحيطة بالاستاد، والتي روعيَ في بنائها معايير الاستدامة والاستمرارية. يحتاج المشجع إلى قطع 7 كم، وبزمن 14 دقيقة. 

استاد الجنوب

 ويقع في مدينة الوكرة وبإمكان المشجعين الاستمتاع بالكثير من الأنشطة في أرجاء مدينة الوكرة قبل المباريات وبعدها. ويحتاجون للوصول إليه مسافة 22.6 كم وبزمن 30 دقيقة. 

استاد الريان

 بني الاستاد في موقع استاد أحمد بن علي التابع لنادي الريان العريق. ويعتبر انعكاسا للثقافة القطرية، حيث تأخذ الواجهة الخارجية شكل الكثبان الرملية، في دلالة على الطابع الصحراوي الجميل. والمسافة المطلوب قطعها 21.6 كم والزمن 26 دقيقة. 

استاد الثمامة

 يقع في جنوب قلب مدينة الدوحة واستوحي تصميمه من شكل القحفية، وهو الاسم الذي تعرف به القبعة التقليدية التي يرتديها الرجال في جميع أنحاء الوطن العربي. ويحتاج المشجعون إلى قطع 10 كم بزمن 20 دقيقة. 

استاد راس أبو عبود

 يقع على ساحل الخليج ويطل على ناطحات السحاب المذهلة بمنطقة الخليج الغربي في الجهة المقابلة، واستخدمت حاويات الشحن البحري ومقاعد قابلة للتفكيك في بناء هذا الاستاد. يعتبر قريبا جدا من قلب الدوحة، حيث يبعد مسافة 5 كم ويمكن الوصول إليه خلال 15 دقيقة فقط. 

استاد البيت

 استوحى اسمه وشكله من بيت الشعر وهي الخيمة التي سكنها أهل البادية في قطر على مر التاريخ. وهو مرتبط بشكل وثيق بالثقافة القطرية، سيكون مسرحا لمباراة الافتتاح المنتظرة وسيشهد العديد من المباريات منها الدور نصف النهائي. ويحتاج المشجع إلى قطع قرابة 50 كم بزمن لا يتجاوز 60 دقيقة. 

استاد لوسيل

استوحي تصميم هذا الاستاد الاستثنائي من تداخل الضوء والظل الذي يميّز الفنار العربي التقليدي، كما يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام والأواني، وغيرها من القطع الفنية التي وجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي خلال نهوض الحضارة في المنطقة. سيكون الملعب الذي يستضيف النهائي الكبير وهو أكبر الملاعب من حيث الطاقة الاستيعابية 80 ألف متفرج. يمكن الوصول إليه بقطع مسافة 23 كم بزمن يقل عن 30 دقيقة.