الألعاب الآسيوية.. من ضربة البداية إلى حقبة السيطرة الصينية

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-09-17 13:59
أرشيفية- من حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الدوحة 2006 (Getty)
Source
المصدر
winwin وكالات
+ الخط -

تتأهب قارة آسيا لانطلاق النسخة الـ19 تاريخيًا من دورة الألعاب الآسيوية "آسياد 2022"، المُقررة إقامتها في مدينة هانغجو الصينية خلال الفترة بين 23 سبتمبر/ أيلول الجاري و8 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وعلى مدار 18 نسخة سابقة، أُقيمت الألعاب الآسيوية مرة واحدة في بلد عربي، حين استضافتها العاصمة القطرية الدوحة عام 2006، ومن المُقرر أن يتكرر التنظيم العربي للآسياد في نسختي 2030 بالدوحة أيضًا، و2034 في العاصمة السعودية الرياض، علمًا أن نسخة 2026 ستُقام في اليابان.

وتاريخيًا، كانت نسخة "الدوحة 2006" الأفضل للرياضيين العرب، بحصيلة ميداليات لم تحدث سابقًا في أي نسخة من الألعاب التي انطلقت بصورة رسمية لأول مرة عام 1951.

ضربة البداية

نُظّمت أوّل ألعاب رياضية متعدّدة في آسيا عام 1913 في عاصمة الفلبين مانيلا باسم "الألعاب الشرقية"، ثم تغيّر الاسم في شنغهاي 1917 إلى "بطولة ألعاب الشرق الأقصى" حتى 1938، فيما احتضنت نيودلهي "ألعاب غرب آسيا" عام 1934. وعلى هامش أولمبياد لندن 1948، اقترح رؤساء اللجان الأولمبية الآسيوية توحيد كل الألعاب في دورة تُسمّى "الألعاب الآسيوية".

بعد طلب من رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، تأسس اتحاد الألعاب الآسيوية عام 1949 في نيودلهي، التي استقبلت أول دورة موحّدة عام 1951، بمشاركة 489 رياضيًا من 11 بلدًا. أقيمت الدورة الثانية في مانيلا عام 1954، ومنذ ذلك الوقت، تُنظّم الألعاب مرّة كل 4 سنوات.

في عام 1981، قرر مسؤولو الرياضة في القارة تغيير اسم منظمتهم إلى "المجلس الأولمبي الآسيوي"، وفي 1982، انتقل مقر المجلس من الهند إلى الكويت، فترأسه الشيخ الكويتي فهد الصباح حتى 1990، ثم نجله أحمد الفهد بين 1991 و2021.

وهيمنت اليابان على ترتيب الميداليات في النسخ الأولى، فيما شاركت كوريا الجنوبية في مانيلا 1954، بعد أن غابت عن الدورة الأولى بسبب حرب الكوريتين.

وافتتح الإمبراطور هيروهيتو الدورة الثالثة في طوكيو 1958، أمام 80 ألف متفرج، على وقع 21 طلقة مدفع وإطلاق 5 آلاف حمامة.

معارضة إندونيسية للكيان الصهيوني وتايوان

عارضت إندونيسيا مشاركة تايوان والكيان الصهيوني في دورة جاكرتا 1962، فهددها اتحاد الألعاب الآسيوية بعدم الاعتراف بالأرقام التي تُسجل، وانضم إليه الاتحاد الدولي لألعاب القوى، فتقدمت تايوان، وهي عضو مؤسس في اتحاد الألعاب الآسيوية، باحتجاج لدى اللجنة الأولمبية الدولية، وطالبتها بإنزال عقوبات بحق إندونيسيا.

ووافقت "الأولمبية" الدولية" على طلب تايوان وهدّدت بسحب اعترافها بالألعاب إذا لم توافق إندونيسيا على منح تأشيرات دخول لبعثتَي تايوان والكيان الصهيوني؛ لكن المضيفة رفضت الإذعان لتهديد اللجنة الأولمبية واستمرّت على موقفها المعارض، ووضعت اللجنة الأولمبية تهديدها موضع التنفيذ، فطردت إندونيسيا من الأسرة الأولمبية عام 1963.

عادت تايوان للمشاركة في نسخة بانكوك 1966، واعتذرت كوريا الجنوبية عن عدم استضافة الدورة السادسة عام 1970، فاحتضنت بانكوك الألعاب للمرة الثانية تواليًا.

مشاركة الصين

شاركت الدول الآسيوية الشيوعية مثل الصين وكوريا الشمالية وكمبوديا للمرة الأولى في دورة طهران 1974، التي احتضنت 3 آلاف رياضي.

أطلّت الخلافات برأسها من جديد؛ بعد طرد تايوان، والسماح لكوريا الشمالية بالمشاركة للمرّة الأولى.

وسمحت إيران للكيان الصهيوني بالمشاركة رغم معارضة الدول العربية التي رفضت المشاركة في ألعاب كرة المضرب، والمبارزة، وكرة السلة وكرة القدم، وهي الألعاب التي شارك فيها رياضيو الكيان المحتل.

إقصاء الكيان الصهيوني

كان مُقررًا أن تُقام الدورة الثامنة في باكستان عام 1978، لكن الدولة المضيفة اعتذرت لأسباب محلية، وبعد اجتماعات عدة، قررت الدول العربية تقديم مساعدة بقيمة 265 مليون دولار لكي تنظم بانكوك الألعاب.

نجح العرب في إبعاد الكيان الصهيوني عن الألعاب، في حين رفضت الصين مشاركة تايوان، وتألقت الصين في مسابقات ألعاب القوى، فيما أسهمت 25 ذهبية في السباحة لليابان بتصدر اليابانيين الترتيب النهائي.

وكانت المباراة النهائية في كرة القدم بين كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية مشهودة، وانتهت بالتعادل السلبي بعد وقت إضافي، ليتقاسم المنتخبان الذهبية.

السيطرة الصينية

كانت نسخة نيودلهي 1982 الأولى بإشراف المجلس الأولمبي الآسيوي، وفيها وضعت الصين حدًا لسيطرة اليابان للمرّة الأولى؛ بحلولها أولى برصيد 61 ذهبية أمام اليابان (57)، لتبدأ حقبة من السيطرة الصينية ما تزال متواصلة.

قبل عامين من احتضان الأولمبياد الصيفي، استضافت سيول الكورية دورة 1986، فأدرجت الجودو والتايكواندو ضمن المنافسات، فيما تم إدراج السوفت بول، سيباك تاكراو، ووشو وكابادي في دورة بكين 1990.

وفي 1994، لم تستضف عاصمة الدولة المضيفة الألعاب للمرّة الأولى، مع احتضان هيروشيما اليابانية المنافسات.

شاركت الجمهوريات السوفياتية الجديدة، وهي أوزبكستان وكازاخستان وطاجيكستان وتركمانستان وقيرغيزستان وكذلك كمبوديا.

جمعت الصين 129 ذهبية في دورة بكين 1998، أي تقريبًا ضعف ما جمعته منافستها المباشرة كوريا الجنوبية (65 ذهبية).

وفي نسخة بوسان 2002، دخل الوفدان الكوريان تحت علم موحّد لشبه الجزيرة الكورية للمرّة الأولى في الألعاب.

الدوحة المضيفة العربية الأولى

باتت قطر أوّل دولة عربية تستضيف الأولمبياد الآسيوي في 2006، بمشاركة نحو 13 ألف رياضي.

نشط الرياضيون العرب، فتخطوا للمرّة الأولى حاجز الـ100 ميدالية في مختلف المعادن، كانت ألعاب القوى منارتهم، فحصدوا 15 من أصل 37 ذهبية.

تصدرت قطر ترتيب الدول العربية في "آسياد 2006" برصيد 9 ذهبيات، أمام السعودية (8).

باتت غوانغجو الصينية في 2010 قادرة على المنافسة لاستضافة إحدى الدورات الأولمبية، وتقدّمت على عاصمة البلاد بكين التي نظّمت الأولمبياد الصيفي قبل عامين.

لم تأتِ نتائج كوريا الجنوبية متطابقة مع تطلعاتها في دورة إينتشيون 2014. بدت الفوارق التنظيمية كبيرة بين ما قدّمته الصين قبل 4 سنوات وما شهدته إينتشيون.

وحافظت عدة أسماء على تفوقها؛ منها السباح الصيني العملاق وانغ سون، والعداءة الإماراتية مريم يوسف جمال (ذهبيتا 1500 و5 آلاف م)، والسعودي سلطان الحبشي (احتفظ بذهبية الكرة الحديد للمرة الثالثة تواليًا)، إضافة إلى الرامي الكويتي فهيد الديحاني الذي كان قريبًا من الذهب.

للمرة الأولى استضافت منطقتان الألعابَ في 2018: جاكرتا وباليمبانغ الإندونيسيتان. مُنحت الألعاب لهانوي الفيتنامية في الأصل، بيد أنها انسحبت في 2014 بسبب مخاوف مالية. تصدّرت الصين ترتيب الميداليات للدورة العاشرة تواليًا، فيما حققت الكوريتان ميدالية ذهبية مشتركة للمرة الأولى في مسابقة "قارب التنين".

شارك: