50 يوما على قطر 2022.. "ماراكانازو" التي غيرت تاريخ البرازيل
نقترب أكثر وأكثر من صافرة انطلاق نهائيات كأس العالم قطر 2022، والتي ستُقام خلال الفترة بين 20 نوفمبر/ تشرين ثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول المقبلين، وفي كل يوم من الأيام الخمسين الأخيرة، يأخذكم موقع "winwin" في رحلة عبر تاريخ النهائيات ليقدم أبرز الأحداث والأرقام.
50 يومًا على قطر 2022.. حزن ماراكانا لا يزال قائمًا
كان العام 1950 -وما زال- سيظل أحد الأعوام حزينة الذكر لدى عموم الشعب البرازيلي، لا سيما أن ذلك العام يرتبط بانتكاسة كروية، اعتُبِرت بمثابة منعطف تاريخي في مسيرة كرة القدم في هذه البلاد الشاسعة.
ففي يوم الثاني من يوليو/ تموز 1950، امتلأت مدرجات استاد "ماراكانا" الشهير بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية بما يناهز الـ200 ألف مشجع برازيلي، لحضور مباراة البرازيل والأوروغواي الحاسمة على لقب المونديال.
اعتبر البرازيليون أنفسهم أبطالاً للعالم حتى قبل صافرة البداية، وأسهمت الصحف والإذاعات المحلية بالنكسة، عندما صوّرت للاعبي المنتخب الوطني أنهم سيقفون على منصة التتويج لا محالة، خصوصًا أنهم كانوا بحاجة إلى نقطة التعادل فقط لحسم اللقب أمام الأوروغواي التي كانت بحاجة إلى الفوز.
شهدت المباراة تقدم أصحاب الأرض عن طريق اللاعب فرايشا بالدقيقة 47، وهنا ساد الفرح والسعادة البلاد بأكملها، لكن انقلبت الأمور رأسًا على عقب، حيث تمكنت الأوروغواي من معادلة الكفتين عبر سيكافينو عند الدقيقة 66، ومع توتر الأعصاب، سجل جيجا هدفًا ثانيًا عند الدقيقة 79، ليمنح الفوز 2-1 لبلاده الأوروغواي التي تُوِّجت باللقب.
قضت الخسارة على أحلام ملايين البرازيليين، وظل الحزن في عموم البلاد، وانتقل الأسى جيلًا بعد جيل، ولم تُمحَ تلك الواقعة من تاريخ كرة القدم، اتخذ الاتحاد البرازيلي بعد "الكارثة" قراره بتغيير اللون الرسمي للمنتخب، فتخلى عن القميص الأبيض ذي الياقة الزرقاء، وارتدى منتخب البرازيل اللون الأصفر والسروال الأزرق، وهما اللونان المُستمَدّان من العلم البرازيلي المعروف.
بعد تلك الواقعة، تعاقبت أجيال برازيلية تميزت بالأداء الساحر، وظهر "ملك كرة القدم" بيليه، وأصبحت موقعة "ماراكانازو" بمثابة نقطة التحول، لينجح السحرة في الفوز بـ5 ألقاب على صعيد المونديال أعوام 1958 و1962 و1970 و1994 و2002.