5 عوامل قادت المغرب لتحقيق "فوزه الأسطوري" على إسبانيا
بات المغرب أول منتخب عربي يتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم لكرة القدم، بفوزه أمام إسبانيا بركلات الترجيح 3-0 اليوم الثلاثاء، في ربع نهائي مونديال قطر 2022، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 0-0.
ويضرب المنتخب المغربي موعدًا في ربع النهائي مع الفائز في لقاء ثمن النهائي الأخير، بين البرتغال وسويسرا، الذي يُقام اليوم أيضًا.
أقيمت المباراة بين المغرب وإسبانيا في ملعب "المدينة التعليمية"، وسط حضور جماهيري غفير ناهز 45 ألف مشجّع، وبصافرة الحكم الأرجنتيني الدولي فرناندو أندرياس راباليني.
في ركلات الترجيح، أهدر لاعبو المنتخب الإسباني 3 ركلات، مقابل ركلة واحدة مُهدرة للمغرب، ليفوز "أسود الأطلس" بنتيجة 3-1، ليكملوا مشوارهم في نسخة قطر 2022، إلى مصاف الثمانية الكبار.
نرصد لكم عبر winwin خمسة عوامل أدّت إلى فوز المغرب التاريخي على إسبانيا في كأس العالم 2022.
السيطرة الزائفة
سمح مدرب المغرب، وليد الركراكي، للاعبي المنتخب الإسباني بالاستحواذ على الكرة في المناطق البعيدة عن مرمى ياسين بونو، مع إغلاق كل المنافذ أمام منطقة الجزاء، وعلى الأجناب.
استحوذ المنتخب الإسباني على الكرة استحواذًا زائفًا، فلم يخلق فرصًا خطيرة في الوقت الأصلي للمباراة إلا على استحياء، وفي الشوط الثاني، بلغت نسبة الاستحواذ 81٪ للإسبان، رغم اكتفائهم بتسديدة واحدة بين القائمين والعارضة.
وسهّل عدم بدء مدرب إسبانيا، لويس إنريكي، بمهاجم صريح في تشكيلته من مهمة دفاع المنتخب المغربي قليلًا، في حين أن الضغط بدأ يزداد بعد نزول المهاجم الحقيقي ألفارو موراتا في الدقيقة 63.
الضغط المنظّم
لم ينجرّ الركراكي إلى العملية الخداعية الإسبانية المعتادة، بالاستحواذ على الكرة في ثلث الملعب الأول وجر الخصم بعيدًا عن مناطق دفاعه، لخلق زعزعة بين الخطوط، ثم الضرب بالتمريرات العمودية التي تكسر الخطوط، وتصل إلى المرمى سريعًا.
كانت تعليمات الركراكي واضحةً بعدم اللعب بأسلوب الضغط العالي والخروج لمقابلة الإسبان في ثلث الملعب الأول، بل تكتّل لاعبو المنتخب المغربي بكتلة واحدة منظّمة، ونجحوا في تضييق الخناق على نظرائهم في منتخب إسبانيا.
أسلوب المسايرة
تصب العوامل الفنيّة والتكتيكية في صالح المنتخب الإسباني، بفوارق ليست هيّنة، لذلك لعب الركراكي بالعناصر المتاحة لديه، بأفضل شكل ممكن، عبر التكتل الدفاعي والضرب بالهجمات المعاكسة، مستغلًا مهارات وسرعات حكيم زياش وسفيان بوفال ويوسف النصيري.
ساير المدرب الركراكي المباراة، ولم ينجر إلى الانخداع بالاستحواذ الإسباني المستفز، كما لم يندفع هجوميًا، وفضّل تقسيم المباراة على مراحل، يتناوب فيها اللاعبون على الدفاع تارة والمرتدات تارة أخرى.
في نهاية المباراة، أشرك المدرب الركراكي بدر بانون، وحوّل طريقة اللعب من "4-3-3" إلى "5-4-1"، عبر إرسال الكرات الطولية إلى المهاجم الوحيد وليد شديرة، الذي لم يُحسِن استغلال انفرادين، كادا يدخلانه تاريخ كأس العالم.
حكيم زياش
لعب حكيم زياش دورًا محوريًا في الانتصار، فقد أظهر نجم تشيلسي مردودًا دفاعيًا يُحسد عليه، وساند زميله، الظهير الأيمن أشرف حكيمي، كما ينبغي.. افتكّ زياش الكرة 5 مرات وارتكب 4 أخطاء تكتيكية ضد الإسبان، وكان أغلب فترات المباراة خلف الكرة وليس أمامها.
الالتزام الدفاعي لزياش ساعد كثيرًا في تحييد قوة المنتخب الإسباني، فيما يمكن القول إن المدرب الركراكي صنع نسخة تكتيكية جديدة من زياش.
ياسين بونو
عند اللجوء إلى ركلات الترجيح تتحوّل مقولة "الحارس نصف الفريق" إلى "الحارس كل الفريق".
نجح حارس المنتخب المغربي ياسين بونو في ترجمة جهود زملائه طوال 120 دقيقة إلى انتصار تاريخي، بتصديه لركلتي جزاء، وفي المقابل، لم يتمكّن أوناي سيمون من إنقاذ الإسبان، بعد سوء تنفيذ الركلات من بابلو سارابيا وكارلوس سولير وسيرخيو بوسكيتس.