بين دي لا فوينتي وإنريكي.. 4 لاعبين صنعوا الفارق مع إسبانيا

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-07-16 10:39
المدرب لويس دي لا فوينتي قاد منتخب إسبانيا للتتويج بكأس أمم أوروبا 2024 (facebook/SeFutbol)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

ما تزال إسبانيا تعيش حالة من الفرحة الكبيرة بعد يومٍ رياضي حافل بالنجاحات بدأ باحتفاظ نجم التنس الإسباني كارلوس ألكاراز بلقب بطولة ويمبلدون للتنس، وانتهى بتتويج تاريخي لمنتخب الماتادور -تحت قيادة مدربه لويس دي لا فوينتي (63 عامًا)- بلقب يورو 2024 ليصبح المنتخب الأكثر فوزًا بالبطولة برصيد أربعة ألقاب.

الحفاوة كانت كبيرة بالمدرب الإسباني لويس دي لا فوينتي الذي أعاد لا روخا إلى منصات التتويج بعد غياب دام لاثني عشر عامًا، وهو التتويج الأول بعد الحقبة الأهم في تاريخ الكرة الإسبانية والتي انتهت بحصد لقبي كأس أمم أوروبا إضافة إلى اللقب الأغلى وهو كأس العالم 2010.

إستراتيجيات أكثر نضجًا

لا يمكن أبدًا تجاهل ما قدمه دي لا فوينتي من إضافات على مستوى أسلوب لعب منتخب إسبانيا، فبخلاف الأشياء الإيجابية المعتادة والتي لم يخرج لويس إنريكي عنها، أصبح منتخب إسبانيا أكثر مباشرة على المرمى.

هذا النهج كان لابد أن يتزامن مع رفع سرعة الفريق ونسقه في عملية التمرير بحيث لا تتحول المباشرة إلى عشوائية، فرفع السرعة والنسق من شأنه أن يوجد المساحات اللازمة التي تجعل الطريقة المباشرة أكثر قدرة على استغلال تلك المساحات والثغرات التي حتمًا ستظهر مع تراجع المردود البدني للمنافس وعدم قدرته على الإبقاء على استنفاره الدفاعي طوال 90 دقيقة، ليس فقط في نهايات المباراة بل في استحالة القيام بركض أكثر حدة باستمرار خلف كرة لا تتوقف عن التحرك بين لاعبي إسبانيا.

لا يمكن منح دي لا فوينتي الفضل وحده في مسألة استخدام داني أولمو في العمق، على عكس ما كان يحدث مع لويس إنريكي عندما كان يستخدمه كجناح، فقد خدمته فكرة إصابة بيدري ليساعده أولمو على أن تصبح إسبانيا صاحبة تأثير أخطر من العمق بمشاركته أساسيًا، لكن ما يزال يُحسب لدي لا فوينتي استخدامه في العمق لكن هذا يجرّنا إلى نقطة هامة.

4 لاعبين كانوا الفارق بين إنريكي ولويس دي لا فوينتي

استخدام داني أولمو في العمق كان رفاهية ربما لا يمتلكها لويس إنريكي. صحيح أنه كان يمكنه فعل ذلك لكن هناك أمرين منعا هذا الأمر. أولهما يعود لفكرة أصر عليها لويس إنريكي وعطّلت نضوج كرة إسبانيا يتمثل في الاستحواذ السلبي وذلك بعدما كان يعتمد إنريكي باستمرار على لاعبي وسط أقل ديناميكية من أولمو رغم جودتهم الكبيرة مثل بوسكيتس وكوكي وألكانتارا وبيدري.

أما الأمر الثاني فليس لإنريكي ذنب كبير فيه وهو أن إسبانيا في مرحلة إنريكي لم تكن تمتلك أجنحة بنفس الجودة التي يمتلكها دي لا فوينتي. خليط ما بين الرهان الخاسر على ماركو أسينسيو وامتلاك لاعبين أقل جودة من ويليامز ويامال مثل بابلو سارابيا أو أداما تراوري وغيرهم أدى إلى أن يعتمد إنريكي على أولمو على الأطراف.

إذن مع مراعاة نضوج بعض اللاعبين أو ارتفاع مستوى آخرين (كما هو الحال مع كارفاخال على سبيل المثال)، من هم هؤلاء الأربعة الذين كانوا المختلفين بين نسختي إسبانيا رفقة المدربين؟ الأمر بات واضحًا بخصوص لاعبَين على الأقل وهما نيكو ويليامز ولامين يامال اللذين امتلكا مفاتيح التألق والمساهمات الهجومية المذهلة مع الفريق طوال البطولة، وكانا قادرين على تطويع مهاراتهما الفذة لصالح الفريق مع رد المجموعة الجميل لهما بمساندتهما طوال الوقت لمنع محاصرتهما بالمنافسين، وكل ذلك بتخطيط ممتاز من دي لا فوينتي.

أما اللاعب الثالث فهو روبين لو نورماند، لتفهم المقصد من اللاعبين الأربعة عليك أن تعلم أن لابورت كان أفضل من زميله في الدفاع لكن لابورت كان موجودًا مع إنريكي بينما كان لو نورماند إضافة كبيرة، فمن كان يلعب مكانه في نسخة إنريكي هو واحد من باو توريس وإريك غارسيا. الأول كان يقدم أداءً جيدًا لكن مشكلته أنه أعسر مثل لابورت الذي اضطر للانتقال لمركز قلب الدفاع الأمين لتصبح الأمور صعبة على سلاسة الكرة بين خطوط الدفاع وتسهيل مهمة بناء اللعب، وإن قرر لويس إنريكي إشراك إريك غارسيا كانت الحالة الدفاعية للفريق تتراجع بسبب ضعف مستوى غارسيا الذي كان رهانًا خاسرًا آخر لإنريكي، بينما كان دي لا فوينتي محظوظًا بإفراز الليغا لأكثر من مدافع جديد في السنتين الماضيتين، تحديدًا مثل لو نورماند وداني فيفيان الذي قدم موسمًا رائعًا مع أتلتيك بلباو لكن الإصابة التي لحقت به قبل اليورو أثرت كثيرًا في مردوده عندما شارك لبعض الوقت بالبطولة.

وننتهي باللاعب الرابع الذي كان يعكس تمسك لويس إنريكي بقناعاته وإصراره عليها لدرجة العناد أحيانًا وهو رودري الذي تخلّى عنه إنريكي رغم البدء به في البطولة لإصابة بوسكيتس ثم عودته بعد بداية اليورو في الوقت الذي كان واضحًا أنه حتى إن لم يكن رودري بنفس الجودة التي هو عليها اليوم، كان يظل هو الخيار الأفضل لإسبانيا مع كامل التقدير لتاريخ بوسكيتس الباهر رفقة برشلونة ولا روخا في أوقاتٍ سابقة.

يُحسب كذلك لدي لا فوينتي أنه لم يعترف كثيرًا بالأندية التي يلعب لها لاعبوه، فكانت أغلب اختياراته بناءً على المستوى بشكل رئيسي، وربما ساعدته "باسكيته" على ذلك، ومن حسن حظه أن نجاحاته سبقته ففرضت الصمت على صحافة إسبانيا التي تنحاز بطبيعتها لأنديتها وقد عانى مدربون سابقون من هذا الأمر، كما حدث مع خافيير كليمنتي في ثمانينيات القرن الماضي، أو حتى انساق هؤلاء المدربون بأنفسهم خلف تلك القناعات، كما حدث مع لويس إنريكي نفسه، لكن النهاية كانت سعيدة هذه المرة للا روخا.

شارك: