4 مكاسب حققها منتخب الجزائر في تصفيات مونديال قطر 2022

تمكن المنتخب الجزائري لكرة القدم من بلوغ الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022، وهي محطة نهائية قبل العرس الكروي العالمي، امتدادا للهيمنة التي فرضها على القارة السمراء منذ مشواره المظفر خلال كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، والتي توج بلقبها.

بالرغم من أن تأهل الجزائر للدور الفاصل كان عسيرا جدا، حيث عانى لتحقيق نتيجة التعادل 2-2 أمام بوركينافاسو أمس الثلاثاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني، في ختام دور المجموعات من التصفيات الإفريقية، إلا أنه أنجز المهمة وعبّد الطريق نحو مشاركة خامسة في تاريخه في النهائيات العالمية.

وتأهلت إلى الدور الحاسم 10 منتخبات تم تقسيمها إلى مجموعتين حسب ترتيبها في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إذ سيتم خلال القرعة التي ستجرى في قطر يوم 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل، سحب اسم منتخب من التصنيف الأول واسم آخر من التصنيف الثاني ليتواجها في المباراة الفاصلة.

ويجرى آخر دور من التصفيات في شهر مارس/آذار من العام المقبل بنظام مباراتي الذهاب والإياب، على أن يبلغ المنتخب المتأهل من المباراتين نهائيات كأس العالم 2022.

ويضم التصنيف الأول مبدئيا، بحسب آخر ترتيب أصدرته "فيفا" في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منتخبات السنغال، تونس، المغرب، الجزائر ونيجيريا، بينما يتكوّن التصنيف الثاني من منتخبات مصر، غانا، الكاميرون، مالي والكونغو الديمقراطية.

وفي مشوار تصفيات مونديال قطر، وبغضّ النظر عن الصعوبة التي واجهوها في آخر جولة أمام "الخيول البوركينابية"، حقق "محاربو" الصحراء العديد من الإنجازات والأرقام والإحصائيات التي سنوجزها في ما يلي:

خطوة عملاقة نحو مونديال قطر 2022

بتأهله إلى الدور الفاصل، خطا منتخب الجزائر خطوة عملاقة نحو نهائيات كأس العالم 2022، إذ لم يعد يفصله عنها سوى مباراتين فقط، وهو إنجاز أكثر من رائع ويعبّد الطريق للجزائر للمشاركة في المونديال للمرة الخامسة في تاريخها بعد دورات: 1982- 1986- 2010، وأخيرا 2014 في البرازيل، إذ حققوا إنجازا كبيرا بتأهلهم إلى الدور الثاني.

33 مباراة دون هزيمة والسلسلة مستمرة

واصلت كتيبة المدرب الفذّ جمال بلماضي سلسلة فريدة من نوعها خلال تصفيات مونديال قطر، إذ لم تنهزم في 33 مباراة متتالية، منذ آخر خسارة في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019، أمام بنين على أرض الأخير بهدف لصفر في أكتوبر2018.

وبدأت السلسلة التاريخية بالفوز على توغو على أرضها 4-1 في نوفمبر 2018، ولم تتوقف إلى حد الآن، إذ حقق "الخضر" في المباريات الرسمية والودية 25 انتصارا مقابل 8 تعادلات منذ بداية السلسلة، من أصل 36 مباراة لعبوها تحت قيادة بلماضي الذي تسلم تدريب المنتخب في أغسطس/آب من العام 2018.

وتحتل الجزائر المركز الثالث في قائمة أطول سلسلة مباريات دون خسارة، والتي تتصدرها إيطاليا برصيد 37 مباراة، لكن سلسلتها توقفت في أكتوبر الماضي بالخسارة أمام إسبانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، ويأتي منتخبا إسبانيا والأرجنتين في المرتبة الثانية بـ35 مباراة.

ويبدو الطريق مفتوحا أمام الجزائر لبلوغ رقم إيطاليا الأسطوري وربما تجاوزه أيضا، كونها ستخوض مباراتين وديتين على الأقل نهاية العام الحالي، قبل خوضها كأس أمم إفريقيا بالكاميرون في شهر يناير القادم، إذ سستخوض 3 مباريات على الأقل في هذه المنافسة بدور المجموعات.

خط هجوم رهيب وأرقام مرعبة

أهم ما ميّز منتخب الجزائر منذ إشراف جمال بلماضي عليه، هو قوته الهجومية المرعبة، وتجسد ذلك في تصفيات مونديال قطر 2022، إذ سجل خط هجومه 25 هدفا في 6 مباريات، وهو أفضل خط هجوم في التصفيات الإفريقية، بينما تلقت شباك الجزائر 4 أهداف فقط.

جميع أهداف المنتخب الجزائري في تصفيات كأس العالم قطر 2022 (25 هدفا)

كما تجسّد تفوق منتخب الجزائر هجوميا بتميّز المهاجم إسلام سليماني لاعب أولمبيك ليون الفرنسي، إذ يتصدر هدافي التصفيات برصيد 7 أهداف، كما تمكن خلال الفترة الماضية من أن يصبح الهداف التاريخي لمنتخب بلاده برصيد 38 هدفا، كما تمتلك الجزائر هدافا ثانيا أيضا بالتصفيات، هو رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي صاحب 5 أهداف.

وخلال التصفيات أيضا حقق منتخب الجزائر الانتصار 5 مرات، من بينها الفوز بنتائج كبيرة في عدة مباريات أبرزها الفوز على جيبوتي 8-0 ثم 4-0، وعلى النيجر 6-1 و4-0.

دروس وعبر ورسائل إنذار مفيدة للمستقبل

من بين المكاسب التي حصل عليها منتخب الجزائر أيضا خلال التصفيات الإفريقية المونديالية، هي تلقيه رسائل إنذار مفيدة للمستقبل، وفي الوقت المناسب، خاصة بعد الوجه الشاحب الذي ظهر به في مباراتي بوركينافاسو ذهابا وإيابا، إذ عجز عن تحقيق الفوز مكتفيا بالتعادل 1-1 ثم 2-2.

وكانت مباراة بوركينافاسو أمس الثلاثاء بمثابة الدرس الذي يجب أن يعتبر به منتخب الجزائر، الذي وجد نفسه تحت ضغط رهيب جدا، كاد من خلاله أن يضيع بطاقة التأهل بعد أن تقدم مرتين وتمكن المنافس من معادلة النتيجة.

تلك المباراة أيضا كانت فرصة للاعبي الجزائر للنزول من برجهم العاجي في القمة، حتى يستفيقوا من حلم "التتويج الإفريقي"، إذ تنتظرهم تحديات عديدة في المستقبل، وأولها كأس أمم إفريقيا التي يسعون للحفاظ على تاجها وبعدها الدور الفاصل المؤهل للمونديال، ويحتاج ذلك حتما إصلاح الكثير من الأمور وتدارك النقص على مستوى التشكيلة، وضخ دماء جديدة، كون المدرب جمال بلماضي يمتلك الوقت لتحقيق ذلك.