4 أسرار في ظهور المغربي بلال الخنوس بمؤتمر كندا
اختار مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، وليد الركراكي، اللاعب الشاب بلال الخنوس، المحترف بنادي جينك البلجيكي، للمشاركة في المؤتمر الصحفي الخاص بمواجهة كندا الحاسمة، المقررة غدًا الخميس، ضمن فعاليات الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة بنهائيات كأس العالم قطر 2022.
قرار الركراكي أثار الكثير من الجدل وبدا غريبًا نوعًا ما، خاصةً أن المتعارف عليه في المؤتمرات الصحفية في البطولات الكبرى، مثل كأس العالم التي تعتبر أكبر منافسة كروية على وجه الأرض، هو تقديم قائد المنتخب أو حتى أحد نجوم الفريق للرد على أسئلة الصحفيين، لكن مدرب المغرب فاجأ الجميع، وفضّل الشاب بلال الخنوس صاحب الـ18 ربيعًا.
وفي هذا التقرير من "winwin"، نكشف عن 4 أسرار تقف وراء اختيار الركراكي للوافد الجديد على تشكيلة المغرب، بلال الخنوس، للظهور في المؤتمر الصحفي، دون بقية اللاعبين الآخرين، مثل القائد رومان سايس، أو أحد نجوم الفريق؛ مثل أشرف حكيمي الظهير الأيمن لنادي باريس سان جيرمان، وجناح تشيلسي الإنجليزي، حكيم زياش.
المساواة بين اللاعبين
يسعى المدرب السابق لنادي الوداد الرياضي المغربي إلى المساواة بين لاعبيه، ومنح الفرصة للجميع، تحت شعار "كلنا مغاربة"، وهو الشعار الذي رفعه الركراكي منذ توليه شؤون الجهاز الفني لمنتخب بلاده المغرب في سبتمبر/ أيلول الماضي، خلفًا للبوسني وحيد حاليلوزيتش.
الركراكي أعاد الاستقرار إلى بيت المنتخب المغربي، وطوى جميع الخلافات السابقة مع العديد من العناصر التي وضعها المدرب السابق حاليلوزيتش في "القائمة السوداء"، وأبرزها حكيم زياش الذي عاد للمشاركة مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم المُقامة حاليًا في قطر.
ويبدو أن الركراكي يحاول توجيه رسالة قوية من خلال قرار اختيار الخنوس للمشاركة في المؤتمر الصحفي عشية مواجهة كندا، مفادها أن جميع اللاعبين سواسية بالنسبة للمدرب في تشكيلة المنتخب المغربي، وأنه لا فرق بين لاعب شاب وآخر نجم، وأن مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار.
رد الجميل لخنوس
اختيار الخنوس اللعب للمغرب كان بمثابة "خيار القلق والعاطفة"؛ فاللاعب واجه العديد من الضغوط من أجل تمثل المنتخب البلجيكي، بحكم امتلاكه للجنسية البلجيكية، لكنه رفض اللعب لـ"الشياطين الحُمر"، وفضّل اللاعب لبلده الأم المغرب.
وسبق للخنوس أن قال في حديث حصري لموقع "winwin": "حلمي كان المشاركة في المونديال، لكن بقميص المنتخب المغربي وليس بقميص المنتخب البلجيكي الذي أُكِنّ له كامل الاحترام".
المنتخب المغربي يصنع الحدث في كأس العالم والسر عند الركراكي
وتابع: "كنت حاسمًا في اختياري منذ بداياتي في كرة القدم، أردت أن ألعب للمغرب مثل مصطفى حجي وحكيم زياش ومنير الحمداوي وغيرهم من نجوم الكرة المغربية، الذين وُلدوا وتلقّوا تكوينهم في أوروبا".
قرار الخنوس لقي ترحابًا كبيرًا من مسؤولي الاتحاد المغربي والجماهير المغربية التي تعاطفت مع اللاعب، وبات اللاعب بعد هذه التصريحات والقرار الذي اتخذه نجمًا في عيون الشعب المغربي، قبل أن يشارك حتى بقميص "أسود الأطلس".
ويبدو أن قرار الركراكي بمنحه فرصة "الظهور الإعلامي" في أكبر تظاهرة كروية للاعبه الخنوس، يعتبر بمثابة "رد الجميل" لهذا اللاعب، الذي يحمل المغرب في قلبه، رغم ابتعاده عن البلد جسديًّا منذ الصغر.
الركراكي يخفي أوراقه
من جانب آخر، يرى متابعون أن خطوة الركراكي هذه ما هي إلا تمويه من جانبه في محاولة لمغالطة الخصم، وإعطاء صورة عن كونه مستعدًا لمنح الفرصة للاعبين جدد في مواجهة كندا.
لكن تبدو حظوظ الخنوس في المشاركة أساسيًّا أمام كندا ضئيلة جدًا؛ في ظل تألق لاعبين آخرين شاركوا أساسيين في المواجهتين الأخيرتين للمغرب؛ أمام كرواتيا وبلجيكا، وحققوا نتائج إيجابية، من خلال التعادل أمام كرواتيا (0-0)، والفوز على منتخب بلجيكا بنتيجة (2-0).
ومنذ انضمامه إلى المنتخب المغربي الأول، لم يلعب الخنوس أي دقيقة لحد الآن بقميص "أسود الأطلس"، واكتفى بمتابعة مواجهتي كرواتيا وبلجيكا في مونديال قطر من على مقاعد البدلاء.
الركراكي على طريقة ديشامب
سبب آخر -يبدو وجيهًا- يقف وراء اختيار الخنوس لحضور المؤتمر الصحفي، بدلًا من أي لاعب آخر، يتمثل في محاولة الركراكي إبعاد الضغط عن لاعبيه الأساسيين، وقادة الفريق المرشحين للمشاركة كأساسيين في مواجهة كندا الحاسمة.
المنتخب المغربي، الذي يتصدر حاليًا مجموعته بالتساوي في عدد النقاط مع المنتخب الكرواتي، سيكون في حاجة إلى نقطة التعادل ضد كندا من أجل ضمان التأهل إلى دور الـ16 من نهائيات كأس العالم.
وبالتالي فإن الركراكي يرغب في إبعاد لاعبيه عن الضغط قدر المستطاع، خاصة في مواجهة وسائل الإعلام التي حضرت المؤتمر الصحفي.
وعمومًا، فإن العديد من المدربين يلجؤون لمثل هذه الخطط لإبعاد لاعبيهم النجوم عن الأضواء والصخب الإعلامي عشية أي مواجهة هامة، تمامًا مثلما يحدث حاليًا في المنتخب الفرنسي، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أن الاتحاد الفرنسي، وبالاتفاق مع المدرب ديدييه ديشامب واللاعب كيليان مبابي، قرّر ألّا يكون نجم باريس سان جيرمان طرفًا في أي مؤتمر صحفي خلال المونديال القطري، حتى يتسنى للاعب التركيز على المنافسة، وتفادي أسئلة الصحفيين المحرجة، خاصةً تلك المتعلقة بمستقبله مع ناديه، وقضية انتقاله المحتمل إلى ريال مدريد.