3 عوامل منحت تونس انتصارها التاريخي ضد فرنسا
ودّع منتخب تونس منافسات كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 من الدور الأول، رغم فوزه التاريخي على حامل اللقب المنتخب الفرنسي بهدف نظيف، أمسية اليوم الأربعاء، في إطار الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة في البطولة.
وأمام 44 ألف مشجّع في ملعب "المدينة التعليمية"، سجّل وهبي الخزري هدفًا لن يُنسى في مسيرته ضد فرنسا، مع مطلع الشوط الثاني، ليظفر الفريق التونسي بالنقاط الثلاث، بعدما استمر الاستبسال التونسي إلى آخر دقيقة أمام سيل هجمات "الديكة".
واستمر مسلسل الفشل التونسي في التأهل من دور المجموعات، لكن الفريق ترك بصمة جيدة في نسخة قطر بتحقيقه 4 نقاط؛ من تعادل أمام الدنمارك 0-0 في الافتتاح، وفوز في الجولة الختامية من دور المجموعات أمام فرنسا، وتوسط ذلك هزيمة أمام أستراليا 0-1.
نرصد في هذا التقرير من "winwin" ثلاثة عوامل منحت منتخب تونس الانتصار التاريخي أمام فرنسا في نهائيات كأس العالم قطر 2022.
مداورة ديدييه ديشامب
العامل الأكثر أهمية في فوز تونس أمام فرنسا كان اتباع مدرب "الديكة" ديدييه ديشامب مبدأ المداورة، بإراحة كل لاعبيه الأساسيين؛ باعتبار مباراة تونس "تحصيل حاصل"، كونه ضمن التأهل سلفًا عن المجموعة الرابعة.
فأراح المدرب ديشامب 9 لاعبين أساسيين أمام تونس أبرزهم تيو هيرنانديز وأدريان رابيو، ورباعي الهجوم عثمان ديمبيلي وأنطوان غريزمان وكيليان مبابي وأوليفيه جيرو.. هذه النقطة أفقدت الفرنسيين أكثر من نصف قوتهم.
توظيف خاطىء للاعبي فرنسا
لم يكن لاعبو فرنسا في المستوى، تحديدًا إدواردو كامافينغا، الذي أشركه المدرب ديشامب في مركز الظهير الأيسر، رغم أنه لاعب وسط، إضافة إلى قلة الخبرة الدولية لدى ثنائي الوسط جوردان فيريتو ويوسف فوفانا، وقد خسر الثنائي معظم الكرات الثنائية خلال المواجهة.
في مركز صناعة اللعب، أوكل المدرب ديشامب المهمة إلى ماتيو غندوزي، لاعب وسط دفاعي في الأساس، ليحرم منتخب فرنسا من صناعة الفرص التهديفية من عمق الميدان؛ عطفًا على محدودية قدرات غندوزي في الاختراق والتمرير.
بدأ ديشامب المباراة بالرسم "4-3-1-2"؛ بوجود غندوزي كصانع ألعاب صريح، أمامه الثنائي كينغسلي كومان وكولو مواني. خطأ التوظيف هنا أن كومان لم يعتد اللعب كمهاجم صريح إطلاقًا، كما أن مواني قليل الخبرة الدولية؛ إذ لعب أمام تونس مباراته الثانية فقط في مسيرته على المستوى الدولي.
كما ألقى المدرب ديشامب بتشكيلة من الصف الثالث من لاعبيه أمام تونس، مع توظيف سيء للغاية في كل الخطوط تقريبًا.
استبسال الدفاع التونسي
قدّم المنتخب التونسي مباراة جيدة إلى حدود منتصف الشوط الثاني، عندما بدأ المدرب ديشامب بإشراك بعض لاعبيه الأساسيين، عبر الدفع بمبابي وغريزمان وديمبيلي ورابيو.
مدرب المنتخب التونسي، جلال القادري، ربما لم يختر التشكيلة الأنسب، لكن أسعفه رغبة لاعبيه في ترك بصمة جيدة قبل مغادرة المونديال، فلم يكن هناك أي أمل تقريبًا في الصعود، وقد بدا ذلك على وجوه اللاعبين خلال المباراة.
وارتكب القادري أخطاء على مستوى التشكيل؛ منها مثلًا أن ثنائي صناعة اللعب، أنيس بن سليمان ومحمد علي بن رمضان، لم يكن لهما أدوار محددة في الملعب، فتاه اللاعبان وسط زحمة خط وسط المنتخب الفرنسي.
وقد تمثّل عنصر الخطورة الوحيد لدى تونس في انطلاقات وجدي كشريدة وعلي معلول في الهجمات المعاكسة، لكن كلا اللاعبَين لم يمتلك المهارات والقوة البدنية اللازمة لإكمال الهجمة إلى مناطق دفاعات فرنسا بالصورة الصحيحة.
وما منح تونس الانتصار ربما يكمن في اغتنام خطأ المنتخب الفرنسي في عمق الوسط في لقطة الهدف، وتألق ثلاثي الدفاع منتصر الطالبي ونادر الغندري وياسين مرياح، إضافة إلى الحارس أيمن دحمان الذي أنقذ 3 كرات خطيرة على مرماه.