3 عوامل أساسية لخسارة سيدات المغرب أمام ألمانيا
دشّن المنتخب المغربي لكرة القدم مشاركته الأولى في نهائيات كأس العالم للسيدات بهزيمة ثقيلة أمام المنتخب الألماني، بنتيجة 6-0، في المباراة التي جرت صباح اليوم الإثنين، على ملعب "ميلبورن المستطيل" لحساب الجولة الأولى من المجموعة الثامنة ضمن مونديال أستراليا ونيوزيلندا.
وعدّد المدرب المغربي إدريس عبيس، المتخصص في التحليل الفني للمباريات، 3 أسباب أساسية للخسارة الكبيرة التي لحقت بالمنتخب المغربي، معتبرًا في تصريح لـ"winwin" أن القسط الأكبر من المسؤولية يتحملها المدير الفني الفرنسي رينالد بيدورس، الذي لم يوفق في قراءته القبلية للمباراة، كما لم يصدر عنه رد فعل مبكر في أثناء المواجهة حينما تبين له ضعف الترابط بين الخطوط.
دهشة البداية وانعدام التجربة
اعتبر عبيس، المدرب المشرف العام على نادي أولمبيك اليوسفية، أن دهشة البداية كانت واضحة على اللاعبات وعلى الطاقم الفني للمنتخب المغربي خلال مباراة ألمانيا، وتابع: "بدى بيدروس متوترًا قبل المباراة، ومن الطبيعيّ أن ينعكس ذلك على لاعباته؛ لأن المجموعة تستمدّ الثقة من مدربها ومن الفنّيين المحيطين بهم، كما ينعكس ارتباكه ودهشته عليها، في المؤتمر الإعلامي أمس، قال بيدروس إنه أخبر اللاعبات أنهن غير ملزمات بالفوز أمام ألمانيا، في نظري هذا خطاب مجانب للصواب، عليه أن يشحذ هممهن لاستهداف الفوز، من أجل الخروج بنتيجة إيجابية أو على الأقل الخروج بهزيمة صغيرة".
وأشار عبيس إلى أن اللاعبات لم يسبق لهن المشاركة في منافسات من المستوى العالي مثل المونديال؛ إذ إن أكبر تظاهرة خضنها كانت كأس أفريقيا للأمم الصيف الماضي، والتي جرت في المغرب على أرضهنّ وبين دفء الجمهور المغربي، وتابع: "بعض اللاعبات لم يقدمن ربع مستواهن المعهود في مقدمتهن ياسمين مرابط التي تعتبر صمام أمان منتخب المغرب، للأسف لم تكن جاهزة ذهنيًا، شأنها من شأن عديد اللاعبات كالحماري التي لم تقم بدورها في وسط الميدان في استرجاع الكرات، وهو ما دعا غزلان الشباك إلى التخلي عن أدوارها الهجومية والعودة للمساندة في عمق وسط الميدان ما شكّل خللًا في المنظومة الهجومية للمجموعة ككل".
اختيارات فنية خاطئة
لاحظ عبيس، المدير الفني السابق لعدة أندية في دوريات المغرب والإمارات والسعودية وتونس، أن بيدروس لم يحسن القراءة الفنية القبلية للمباراة، ولعب بمهاجمتين بغرض استغلال واحدة على الرواق، بينما أعطى تعليماته للثانية بالضغط على دفاع منتخب ألمانيا، وأردف: "هذه الطريقة أثبتت فشلها منذ البداية، لكنّ بيدروس لم يغيّر أسلوبه وظل مصرًا عليه حتى حدود الدقيقة 67 حينما قام بأول تغيير، ما يظهر فشله في إبداء ردود فعل آنية مثمرة، لتغيير نهجه التكتيكي وسط المباراة، كان من الأفضل أن يعتمد روزيلا عيان مهاجمة وحيدة صريحة، وأن يستغل فاطمة تاغناوت في الهجوم بالنظر إلى موهبتها في الاحتفاظ بالكرة والمراوغة والتسديد، لكنه قيّدها بأدوار دفاعية لا تجيدها بالشكل المطلوب".
وانتقد عبيس عدم منح العميد غزلان شباك الحرية في وسط الميدان واستغلال إجادتها التمرير نحو معترك المنافس؛ بسبب عدم اعتماده على سلمى أماني التي تجيد استرجاع الكرة في وسط الميدان بدل اللاعبتين الحماري والنقاش، الأمر الذي اضطر الشباك إلى العودة للخلف لتقديم المساندة ومحاولة استعادة الكرة من الألمانيات، ما حد من خطورة هجمات المغرب على مرمى المنافس.
قوة "الماكينات"
قال عبيس إن المنتخب الألماني النسائي من أقوى المنتخبات في كرة القدم العالمية، الأمر الذي عقد مأمورية "سيدات الأطلس"، مشددًا على أن ارتكاب أخطاء أمامه يكلف غاليًا، وهو ما حصل بالفعل في مباراة اليوم.
يضم المنتخب الألماني لاعبات قويات بقيادة أليكساندر بوب صاحبة 129 مباراة دولية، إلى جانب هدافة بايرن ميونخ ليا شولر، واللاعبة الواعدة لينا أوبردروف، تقودهن المدربة مارتينا فوس تكلنبورج التي تشرف على العارضة الفنية لسيدات "المانشافت" منذ أواخر العام 2018.
وحقق المنتخب الألماني العديد من الإنجازات القارية والدولية؛ إذ أنهى كأس أوروبا العام الماضي وصيفًا، كما حصد لقب كأس العالم مرتين على التوالي في نسختي الولايات المتحدة 2003 والصين 2007، فضلًا على وصافته في نسخة مونديال السويد 1995، وفوزه بذهبية الألعاب الأولمبية سنة 2016 بريو دي جانيرو، والفوز بلقب أمم أوروبا في العام 2013.
تابع آخر أخبار winwin عبر Google News أخبار ذات صلة
