وفاة سعيد المسند "عميد المدربين القطريين"

تحديثات مباشرة
Off
2023-06-18 13:30
الراحل سعيد المسند عميد المدربين الوطنيين القطريين لكرة القدم (twitter/alkass)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بعد صراع طويل مع المرض؛ توفي مساء السبت سعيد المسند عميد المدربين الوطنيين القطريين لكرة القدم وأحد أركان النهضة الرياضية القطرية، الذي أطلق عليه لقب صانع الفرح لدى الجماهير بعدما تألق في العديد من المحافل الدولية سواء مع منتخبات الناشئين أو المنتخب الأولمبي أو المنتخب القطري الأول، وكان حجر الأساس في غالبية الإنجازات الكروية القطرية.

وفي مسيرة دامت نحو أربعين عامًا، كان اسمه يتردد خلالها في جنبات المستطيل الأخضر، حيث قدم المسند الكثير للساحرة المستديرة وحصل مقابل هذا العطاء على حب الجماهير وحروف التاريخ الذي سجل اسمه بين عمالقة الرياضة القطرية، حيث كانت إسهاماته واضحة في العديد من الإنجازات الكروية على المستوى التدريبي، بعدما قاد المنتخب لحصد لقب دورة الألعاب الآسيوية عام 2006، كما أسهم في حصوله على كأس الخليج العربي 3 مرات أعوام 1992 و2004 و2014، وكذلك لقب بطولة الصداقة الدولية عام 2018، وأخيرًا كأس آسيا 2019.

مسيرة المسند لاعبًا

بدأ المسند -حسب خبر نشرته وكالة الأنباء القطرية "قنا"- مسيرته الكروية صغيرًا يداعب الكرة المستديرة في ملاعب الفرجان ومع فريق مدرسة الخور، والذي قاده للفوز بلقب دوري المدارس، ليحصل وقتها على لقب أفضل لاعب ويلمع اسمه وشهرته لينضم بعدها وهو في السابعة عشرة من عمره، إلى صفوف فريق الخور (التعاون سابقًا) في ستينيات القرن الماضي، وكان وقتها الفريق يلعب في دوري الدرجة الثانية.

وعن شغفه بكرة القدم، قال المسند -خلال إحدى مقابلاته السابقة- إن حياته كلها قضاها في كرة القدم، وأن عشقه لكرة القدم كان بالفطرة، حيث كان مولعًا باللعبة في كل الأوقات، وكان بعد التدريبات يظل في الملعب يتدرب على الكرات الثابتة والجمل التكتيكية، وأن حبه لوطنه جعله يتقن كرة القدم ويسعى لخدمة بلاده في هذا المجال.

واستمرت مسيرته كلاعب نحو 17 عامًا، قاد خلالها الخور للفوز بكأس الدرجة الثانية والتأهل لدوري الدرجة الأولى، ومن ثم التأهل إلى نهائي كأس الأمير، ومن ثم تواصلت مسيرته كلاعب سواء مع فريق السد أو المنتخب الأول أو المنتخب العسكري، حيث قدم الكثير للكرة القطرية قبل أن يواصل إبداعه مدربًا بعد ذلك.

وحصل خلال فترة مشاركته كلاعب على دعم معنوي ومادي كبير من المسؤولين الرياضيين والقيادات في الدولة، تمثل في قيامه بدراسات في التدريب وحصوله على دورات تدريبية دولية في البرازيل وإنجلترا وألمانيا.

وتمتع المسند بشخصية قيادية رافقته منذ صغره عندما كانت تسند له أدوار ومسؤوليات القيادة عندما كان لاعبًا في صفوف نادي الخور، وهي نفس السمات والصفات التي أهَّلته ليتولي مسؤوليات اللاعب والمدرب في وقت واحد، وكذلك تولي تدريب المنتخبات القطرية المختلفة.

مسيرة المسند كمدرب

مسيرته في التدريب بدأت في ثمانينيات القرن الماضي كمدرب مساعد مع المدرب البرازيلي الشهير إيفاريستو دي ماسيدو، بعدها أسهم في قيادة منتخب الناشئين إلى نهائيات كأس العالم تحت 17 عامًا خلال عامي 1985 في الصين و1999 في نيوزيلندا، ورغم تدريبه لمنتخب الناشئين إلا أنه لم يعتزل كرة القدم، وبقي لاعبًا للأندية وكانت واحدة من الحالات النادرة التي يكون فيها اللاعب مدربًا.

ومن أبرز المدربين الأجانب الذين عمل معهم، وأثروا في مسيرته التدريبية خلال فترة وجوده مع المنتخبات الوطنية، كل من البرازيلي إيفاريستو دي ماسيدو، والهولندي الهولندي يوهانسون جو بونفرير، والأوروغوياني خورخي فوساتي، والفرنسي برونو ميتسو، والبوسني جمال الدين موسوفيتش.

وتولى المسند تدريب المنتخب الأول لكرة القدم بعد إقالة المدرب الفرنسي فيليب تروسيه، حيث قاد المنتخب في نهائيات كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم في الصين عام 2004، وقدم مع المنتخب مستويات فنية عالية؛ حيث تعادل وقتها مع البحرين (1-1)، وخسر بصعوبة من الصين الدولة المضيفة (صفر- 1) بهدف في الدقائق الأخيرة، وأخفق وقتها المنتخب في التأهل للدور الثاني بعدما خسر مباراته الأولى مع تروسيه أمام إندونيسيا (1- 2).

وبعدها عمل مع المدرب البوسني جمال الدين موسوفيتش في تدريب المنتخب الأول، وأسهم في الفوز بلقب بطولة كأس الخليج عام 2004 التي أقيمت في قطر بعد الفوز على عمان بركلات الترجيح (5- 4) بعد التعادل في الوقت الأصلي والإضافي (1-1).

وبعد مسيرته المهنية التي امتدت لنحو 40 عامًا، شارك خلالها في تدريب وتأهيل 8 أجيال من لاعبي كرة القدم الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ الكرة القطرية والعربية، واصل المسند المسيرة كونه المستشار الفني للمنتخبات القطرية، وبات أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في تاريخ كرة قدم القطرية، وكان أحد المساهمين ببصمته في إنجاز تتويج المنتخب الأول بلقب كأس آسيا لكرة القدم 2019 .

واعتمد المسند في خلفيته الاستشارية التقيمية الفنية للمنتخبات القطرية على مجموعة من الأركان الأكاديمية والميدانية، منها الحصول على أعلى الشهادات التدريبية على مستوى المدربين المحترفين، والرصيد الذي يمكن أن يكون الأعلى على مستوى المدربين بعد سنوات طويلة مع المنتخبات، خرج منها بخلاصة مزاملة الصفوة من المدربين العالميين، وتقديم صورة مختصرة للكفاءة التدريبية القطرية، وهو ما جعل الاتحاد القطري يستعين به للاستفادة من خبراته وتجاربه في تقديم المزيد من الحلول والخيارات لتطوير الكرة القطرية.

وبعد إرث كبير من الخبرات التدريبية التراكمية في مشوار قارب من الأربعين عامًا، نال خلالها من العلوم التدريبية والاستشارية في مجالات وجوانب مختلفة، بات المسند أحد أبرز الأسماء الخبيرة ليس على مستوى كرة القدم القطرية فحسب وإنما الكرة الخليجية والعربية والآسيوية.

شارك: