هولندا.. حكاية ثلاث رصاصات لم تصب الهدف مرة واحدة  

2022-11-15 23:27
المنتخب الهولندي (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

إنه الحظ العاثر، هكذا يتحدث الهولنديون عندما يسردون تاريخ مشاركاتهم في كأس العالم  لكرة القدم؛ فثلاث مرات يصلون إلى نهائي المونديال، ولكن رصاصاتهم لم تتمكن من إصابة الهدف ألا وهو نيل اللقب العالمي الأغلى. 

يقول المثل: "الثالثة ثابتة"، لكن يبدو أنّ لسان حال الهولنديين يقول عن مشاركتهم المرتقبة في كأس العالم 2022 في قطر: نرجو أن تكون الرابعة ثابتة.

الطواحين الهولندية أبدعت فأمتعت.. ولكنها خسرت مونديال 1974 

قدم المنتخب الهولندي في المونديال الذي جرى على الأراضي الألمانية أسلوب لعب جديد للكرة، عُرف باسم "الكرة الشاملة"، بعد أن طبقه خريجو أكاديمية نادي أياكس مع المنتخب الهولندي، تحت قيادة الأسطورة يوهان كرويف، وذلك عبر تطبيق اللا مركزية للاعبين في أرض الملعب؛ فيصبح لاعب الوسط مدافعا، والمدافع يشارك في العمليات الهجومية.

بفضل  الكرة الشاملة تمكن زملاء كرويف من سحق أعتى المنتخبات في هذه النسخة، ففازوا على كل من الأوروغواي وبلغاريا، إضافة إلى انتصارهم على الأرجنتين برباعية كاملة، وضرب منتخب البرازيل (صاحب لقب مونديال 1970) بثنائية لتصل هولندا للنهائي، وتلاقي البلد المضيف ألمانيا الغربية آنذاك.

أُقيمت المباراة النهائية على أرضية ملعب ميونيخ الأولمبي، ورغم تقدم الطواحين الهولندية مبكرا بفضل ركلة جزاء اللاعب يوهان نيسكينز، منذ الدقيقة الثانية، فإن المنتخب الألماني عاد وسجل هدف التعادل عند الدقيقة 26 عبر النجم بول برايتنر، قبل أن يسجل القناص الألماني غيرد مولر هدف الفوز والمونديال عند الدقيقة 43.

هولندا للمرة الثانية تواليا في نهائي المونديال وأمام البلد المضيف لكن دون كريوف

لم يكن مونديال 1978 بالأرجنتين عاديا، فالأجواء التي سبقته كانت مشحونة، وقد تضرر المنتخب الهولندي منها بشكل كبير.

كان الحُكم ديكتاتوريا في الأرجنتين في تلك الفترة، تحت سلطة الطاغية الجنيرال خورخي رافائيل فيديلا، الذي وصل إلى الحكم سنة 1976 في انقلاب أطاح بالرئيسة الأرجنتينية إيزابيل بيرون.

قاطع لاعبون عدة المشاركة في كأس العالم، وتعددت الروايات بين من وصلته تهديدات بالقتل إن شارك في المونديال، ومن رفض الحضور لدوافع أخرى، وبين هذا وذاك خسر المنتخب الهولندي يوهان كرويف، أبرز نجومه؛ إذ غاب عن العرس العالمي، بعد أن أسهم في تأهّل هولندا لمونديال الأرجنتين.

إلى جانب كرويف، غاب كل من رود جيليز هدّاف الدوري الهولندي في تلك السنة، وحارس فاينورد إيدي تريتل، إلى جانب نجوم آخرين.

رغم كل هذه الغيابات في صفوفه، فإن الطواحين الهولندية تمكنت من الوصول للدور النهائي أمام التانغو المدعّم من جماهيره وحكمه العسكري؛ لتخسر هولندا اللقب بثلاثة أهداف لهدف، بعد نهاية المباراة في وقتها القانوني بالتعادل هدف لمثله.

تغيرت القارات والنتيجة نكسة جديدة للطواحين الهولندية

من أوروبا بألمانيا الغربية 1974 إلى أمريكا اللاتينية بالأرجنتين في نسخة 1978 وصولا إلى القارة الأفريقية بجنوب أفريقيا، تغيرت الجغرافيا، ولكن لم يتغير التاريخ؛ إذ بقي تاريخا فارغا من أي تتويج عالمي للهولنديين.

قدّم المنتخب الهولندي نسخة متميزة في جنوب أفريقيا 2010، وتمكن من الانتصار في كل مقابلاته أمام منتخبات عتيدة؛ فانتصر أمام الدنمارك واليابان والكاميرون في الدور الأول، وفاز في الأدوار الإقصائية أمام كل من سلوفاكيا والبرازيل والأوروغواي، ليلتقي في المباراة الختامية المنتخب الإسباني الذي وصل للنهائي العالمي للمرة الأولى في تاريخه.

ولعب المنتخب الهولندي مباراة متميزة أمام الإسبان، المتوجين باللقب الأوروبي قبل سنتين، لكنّه أضاع عددا من الفرص الواضحة؛ بسبب انفرادات مهاجمه آريين روبن، وشهد اللقاء تألق الحارس الإسباني، إيكر كاسياس، لينتهي اللقاء في وقته القانوني بالتعادل السلبي.

في الوقت الإضافي، استغل الإسبان خروج اللاعب الهولندي هايتينغا بالورقة الحمراء، ليتمكن لاروخا من تسجيل هدفه الوحيد الغالي عن طريق نجمه أندريس إنييستا في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي، والذي مكنه من حصد اللقب العالمي للمرة الأولى في تاريخه، في المقابل ضاعت كأس عالمية ثالثة من الهولنديين، فهل تكون الرابعة ثابتة في المونديال القطري؟ سنتابع ونرى.

شارك: