هل تخلى السد عن الفوز ضد العين وبالغ في التمسك بالتعادل؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-09-17
جانب من مباراة العين والسد في دوري أبطال آسيا للنخبة 2024-2025 (X:AlsaddSC)
لوغو winwin
قطر winwin
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لم يكمل السد تدبير الظهور الأول في النسخة الجديدة من دوري أبطال آسيا للنخبة بطريقة مثالية بعدما فرّط فب انتصار كان سيكون ثمينًا جدًا على العين الإماراتي، واكتفى بتعادل إيجابي بهدفٍ لمثله، متنازلًا عن جملة من المكاسب المعنوية التي ستعينه، ليس فقط على استكمال المشوار القاري كمرشح فوق العادة بعد هزيمة البطل على أرضه، بل على المستوى المحلي بمخزون ثقة سيساعد حتمًا في تصويب المسار بعد انطلاقة خجولة في دوري نجوم أريدُ.

القراءة كانت مثاليةً لشوط أول يُدرّس على مختلف الصُعد، خصوصًا أن تفاصيل نصف المباراة تجاوزت الضغوط التي كانت كبيرة قبل رحلة العين، حيث التعويل على الشخصية القوية التي كسبها الزعيم من إرثه القاري، كي تظهر في موعدها المطلوب من أجل تدارك عرض مهزوز لا يمت بصلة للتقاليد السداوية العريقة، فكان استحضار التاريخ الوسيلة المثلى لتجاوز إرهاصات صورة غير مقنعة سبقت –لسوء الطالع– ضربة بداية تحدٍّ قاري ينتظره السد من أجل التأكيد بأن الغياب عن المشهد التنافسي الآسيوي في الأدوار المتقدمة، عارضٌ ليس أكثر.

السد.. واقعية دون فلسفة

في النصف الأول من المباراة جسد المدرب الإسباني فيليكس سانشيز الواقعية –دون فسلفة– عندما اختار نهجًا منطقيًا على مستوى بناء ترسانة دفاعية كانت نتاج رصد دقيق لقوة المنافس من خلال الاعتماد على ثلاثة مدافعين في عمق المناطق الخلفية بقيادة الخبير خوخي بوعلام بمساعدة طارق سلمان وبيدرو؛ لكنه لم يتخلَ كليًا عن الدور الهجومي بعدما منح أوتافيو ويوسف عطال أدوارًا مزدوجة بين تأمين الأطراف في الشق الدفاعي والانطلاق في المساحات الهجومية عبر تحولات أزعجت، بل أحرجت، فريق العين كثيرًا، هذا إلى جانب وجود ثلاثة محاور أسهمت في بناء ساتر قوي لحرمان المنافس من السيطرة المطلقة على منطقة العمليات، مع التأكيد بأن هذا الثلاثي تناوب على الإسهام في التحولات خلال الشوط الأول فقط.

نجاح سانشيز المؤقت في الشوط الأول قد تأكد بعد إجادة التعامل مع عارض إصابة بوعلام بعد ربع ساعة، وهي الإصابة التي كانت كفيلة لو لم يتم ترميمها بمنطق، أن تُحدث شرخًا في الخطة التكتيكية، فزج بمحمد وعد ليكون ثالث المدافعين من الطرف الأيسر، مع إعادة بيدرو ليكون في قلب مناطق الدفاع.

العمل الهجومي كان يتم بمثالية في النصف الأول من المباراة، وإن كان سانشيز –وغيره من المدربين– محظوظين بوجود أفضل لاعب في آسيا في السنوات الأخيرة، أكرم عفيف، الذي لا يمكن أن يتوارى عن الأنظار حتى لو تم التعاقد مع كومة نجوم، فسجل هدفًا منح السد الأسبقية في الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول.

شوط ثانٍ بخيار الدفاع فقط!

كل ما سقناه يأتي من باب إنصاف مدرب السد في الشوط الأول، لكن ذلك لا يحجب علامة استفهام بشأن التعامل مع تفاصيل الشوط الثاني، فاختار الرجل الدفاع فقط بالتراجع المُفرِط، الأمر الذي وضع الخط الخلفي تحت وطأة ضغط متواصل وعبء كبير، ومنح المنافس سيطرةً شِبه مطلقة على المجريات دون القدرة على تنفيذ التحولات التي ظهرت في الشوط الأول على شكل فرص حقيقة، غابت كليًا في الشوط الثاني.

وبدا واضحًا أن المدرب كبّل خماسي الخط الخلفي بالدور الدفاعي فقط في الشوط الثاني، دون ازدواجية الإسناد التي كانت في النصف الأول خصوصًا لعطال وأوتافيو أو حتى مَن شارك بديلًا، إلى جانب تكليف ثلاثي المحور بالاقتراب أكثر من الخط الخلفي، فأرهق ثنائي الهجوم في مناوشات غير مجزية في ظل غياب الإسناد الحقيقي.

الخيارات البديلة لم تكن لتسمن، في ظل تقنين الأدوار في تأمين الخطوط الخلفية، فبدا التعادل هدفًا واضحًا للسد في المباراة التي لن تتكرر بمبدأ الذهاب والإياب وفقًا لمستجدات نظام البطولة، فالسد لن يواجه العين في الدوحة، على اعتبار أن كل فريق يخوض أربع مواجهات خارج أرضه مع أربعة منافسين مختلفين، عن أولئك الذين سيواجههم على أرضه.

قد تكون النقطة أمام حامل اللقب خارج الأرض جيدةً، خصوصا في هذا التوقيت بالذات في ظل ما عاناه السد من ضغوط عقب الخسارة المفاجئة أمام أم صلال في رابع جولات الدوري المحلي؛ لكن الحقيقة الفنية تشير إلى اللعب بذات الأسلوب في الشوطين الأول والثاني كان كفيل بخروج السد بالانتصار ومن ثم التعادل على أقل تقدير، دون مجازفة البحث عن النقطة!

كما وجب الأخذ بعين الاعتبار خطأ الجزم بأن الأسلوب الذي اختاره المدرب في الشوط الثاني هو الذي أمّن النقطة، تلك تفصيلة صغيرة كانت كفيلة بالعودة بالخسارة.. فمقولة إن الزعيم لم يشأ المجازفة هي مغلوطة حتمًا، لأن العودة إلى المناطق الدفاعية خصوصًا بعد التعادل، يُعد بحد ذاته مجازفة.

شارك: