هداف الدوري المصري.. ماذا عن بدايات وسام أبو علي ؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-08-02
وسام أبو علي يتصدر ترتيب هدافي الدوري المصري برصيد (15) هدفًا (تصوير: محمد يحيى)
إسماعيل محمود
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يواصل الدولي الفلسطيني وسام أبو علي تألقه رفقة الأهلي المصري، بعد أن لعب دورًا كبيرًا في اقتراب المارد الأحمر من الاحتفاظ بلقب الدوري المصري الممتاز، إثر أداء مميز من اللاعب المنضم حديثًا للفريق.

انضم المهاجم الفلسطيني إلى الأهلي في الميركاتو الشتوي قادمًا من سيريوس السويدي، عبر صفقة تمت بهدوء بعد التعاقد مع لاعب لم يسمع عنه الكثيرون في مصر، قبل أن يُثبت أنه أحد أفضل الصفقات في الدوري المصري في السنوات الأخيرة.. ببساطة وجد "المارد الأحمر" ضالته في مركز رأس الحربة، بعد العديد من اللاعبين والصفقات لتدعيم خط الهجوم.

وسام أبو علي لا يتوقف عن التسجيل، حيث نجح في إحراز 16 هدفًا مع الأهلي بمختلف المسابقات، وفي آخر 10 مباريات ببطولة الدوري المصري، استطاع أن يحرز 11 هدفًا وصنع هدفين آخرين، ليسهم بشكل رئيس في عودة الفريق لتصدر جدول المسابقة، بعد معاناة بداية الموسم.

المهاجم الفلسطيني ارتقى إلى صدارة هدافي المسابقة رغم قدومه في يناير، والجمهور يعي جيدًا مميزات ذلك اللاعب ويعرف أنه أصبح حلًا للمشكلة الهجومية للفريق التي عانى منها لسنوات، ولكن ماذا عن بداية وسام أبو علي؟ 

نشأ وسام أبو علي في فريق ألبورغ الدنماركي حيث التحق بهم في سن العاشرة ليتدرج في المراحل السنية الصغرى للفريق، وصولًا إلى الفريق الأول عام 2018، وأحد أبرز الأشخاص في بدايات مسيرة اللاعب الفلسطيني، هو ألان جاردي المدير الرياضي السابق لـ ألبورغ، والذي وقّع أول عقد احترافي للاعب خلال مسيرته الكروية.

رجل الجمهور

قال ألان في تصريحات خاصة لـ winwin: "نشأ وسام أبو علي في أكاديمية ألبورغ، كنت المدير الرياضي للنادي وقمت بإبرام أول عقد احترافي طويل الأمد له، كانت لدينا توقعات مرتفعة جدًا للاعب، لأنه في كل السنوات التي كان فيها مع فرق الناشئين، كان دائمًا هدافًا للنادي، حتى كشخص كان مميزًا، كان يعمل بجد دائمًا، كان يحرص على السماع للاعبين والمدربين ذوي الخبرة".

وأردف: "كانت لدينا توقعات مرتفعة له، لكن في البداية لم تسر الأمور مثل التوقعات، كان يريد إثبات نفسه، وأعتقد أنه كان أمرًا جيدًا لوسام أن يبتعد عن الفريق الذي نشأ فيه ليتحرر من الضغوط، كانت هناك الكثير من المنافسة في ذلك المركز، لكنه كان يتمتع بالعديد من المميزات، لديه قدم يمنى جيدة، هو لاعب سريع للغاية وممتاز في الضربات الرأسية، كذلك هو ذكي في تحركاته، لذلك لم يكن يقع في مصيدة التسلل إلا نادرًا".

وأوضح: "أعتقد أنه يؤدي بشكل جيد للغاية الآن مع فريقه لأنه نضج بشكل كبير كشخص، كما أنه قام بتطوير قدراته، لم يكن لدي شك في ذلك. كشخص كان وسام طيبًا وعطوفًا للغاية، هو دائمًا رجل الشعب، رجل الجمهور، وفي ألبورغ كانت لديه علاقات مميزة مع الجمهور، عندما كان لاعبًا للفريق الأول، كان يشاهد مباريات الناشئين ويتحدث معهم.. كان يهتم بالنادي كله بشكل عام وليس بنفسه فقط".

وتابع: "توقعت له نجاحًا باهرًا، وكنت متحمسًا للغاية عندما وقّعت معه أول عقدٍ احترافي له، كان عقدًا طويل الأمد، لأنني كنت أؤمن بأنه سيكون هدافًا كبيرًا، ذلك لم يحدث مع فريقنا في البداية للأسف وكنت قلقًا بخصوص ذلك، لكننا كنا نعلم أنه سيكون كذلك في مرحلة ما.. وسام أبو علي لم يسلك قط الطرق السهلة والممهدة والآن يُظهر ما توقعته له، لأننا دومًا امتلكنا آمالاً كبيرة له".

شخص آخر أسهم في مسيرة المهاجم الفلسطيني، وهو مدربه، لسنوات طويلة في فرق الشباب والفريق الأول لـ ألبورغ، ألا وهو جاكوب فريس الذي يشغل حاليًا منصب المدرب المساعد في فريق أوغسبورغ الألماني، والذي كان سعيدًا بسماع الأنباء عن اللاعب عند تواصلنا معه، وأوضح أنه أخذ بعضًا من الوقت لتنشيط ذاكرته ولتذكر مسيرته مع الفريق الدنماركي وذكرياته مع وسام أبو علي.

وسام أبو علي الجائع للإنجازات

قال فريس لـ Winwin: "أتذكر وسام أبو علي عندما كان تحت سن العاشرة، جاء للنادي بمفرده، وللعلم فإن ألبورغ يملك تطلعات معينة لقبول اللاعبين الصغار، أثبت نفسه في فرق الناشئين وتدرب تحت قيادة العديد من المدربين الجيدين في تلك الفئات، دربوه على العديد من المهارات التكتيكية، كانت التدريبات تعتمد على الأمور التقنية والتكتيكية، حاولنا في تلك الفترة أيضًا جعل هؤلاء الصغار والناشئين يتدربون مع أنفسهم وبشكل إضافي".

وأردف: "أتذكر أن مدرب وسام في فرق الصغار أخبرني أنه "جائع" للغاية للعب، كان دائمًا يتدرب على تلك المهارات قبل الحصص التدريبية وبعدها، كان يبذل مجهودًا كبيرًا لإثبات ذاته، ويعمل بشكل كبير في تلك الجزئية، كان يمتاز ببنيان جسدي قوي، كان لاعبًا سريعًا بمهارات مميزة في اللعب. كان موهبة كبيرة في ذلك النادي".

وزاد فريس قائلًا: "بالنسبة لوسام فهو لاعب طيب ولطيف، وسهل التعامل معه كمدرب، يتصرف بشكل حسن دائمًا، شخص مهذب للغاية، لديه حضور جيد، وكان لديه ذلك التوازن، فعندما يكون لديك حضور وشخصية قد يؤثر ذلك في الصفات الأخرى، لكن ذلك لم يحدث مع أبو علي"

وتابع: "كنت المدير الفني للفريق الأول عندما تم تصعيد وسام، عانى قليلًا في تلك البداية، كان هناك العديد من اللاعبين في مستوى عالٍ، كان الأمر بمثابة تحدٍّ كبير لـ أبو علي، ثم رحلت أنا عن النادي لأسباب شخصية، ثم غادر هو أيضًا إلى فريق في الدرجة الأولى، أعتقد أنها كانت خطوة جيدة له، كان هناك الكثير من الضغوط في نادي ألبورغ الذي ينتمي لمدينة كبيرة، لذا كان الأمر صعبًا لـ وسام خاصة في بداية مسيرته".

وأردف: "نصيحة قدمتها إليه؟! كنت أنصحه فقط بالتمرير عندما يُتاح ذلك الأمر، ألا تكون الكرة بين قدميه فقط، فهناك من هم في مواضع أفضل في اللعب، هناك مواقف يجب أن تمرر فيها الكرة، وأنه يجب أن يطور خياراته في اللعب، أيضًا كنت أخبره ألا يكون مغرورًا أو تصبح لديه ثقة زائدة عندما يُحاط بأصدقاء يُخبرونه دائمًا أنه أفضل لاعب، أخبرته بضرورة التعامل مع تلك الأمور بشكل جيد وإدارة الصداقات خارج الملعب بشكل جيد".

وأكمل: "وسام كان يحب أن يحظى بثقة المدرب بشكل كبير، كان حريصًا على أن تكون لديه علاقات جيدة مع المدرب، أعتقد أنه يمكننا أن نراقبه هنا في أوغسبورغ، وأعتقد أنه سيحظى باهتمام العديد من الأندية الأوروبية، لست على تواصل معه للأسف لكن أتمنى أن تصله كلماتي".

الإشادات تنهال على وسام أبو علي

تحدثنا إلى مدرب آخر عمل مع المهاجم الفلسطيني في بدايات مسيرته بالفريق الأول لـ ألبورغ، ألا وهو ألان جيبسين، والذي قال لـ winwin: "وسام كان مهاجمًا جيدًا، واعدًا، خرج من فريق الشباب إلى الفريق الأول وبالتأكيد ستجد بعض المعاناة في البداية، لكنني كنت أرى أنه يريد دائمًا أن يكون أفضل، لكن عقليًا وذهنيًا تكون الأمور صعبة على هؤلاء اللاعبين الشباب".

وتابع: "أعتقد أنه يمكنكم الآن رؤية بوضوح أن ذلك اللاعب الواعد بدأ في إظهار قدراته في كرة القدم الاحترافية، هو لاعب أراد لعب كرة القدم وأحبها، لقد مر تحت قيادتي بفترات صعبة بسبب وجود العديد من المنافسين على شغل مركز المهاجم في الفريق".

وزاد: "لم أتوقع أن يسير بذلك التألق لأكون أمينًا، لأنه واجه بعض الصعوبات خاصة بالجانب الذهني في بداياته معنا، فُوجئت الآن أنه يلعب لـ الأهلي، لكنه شيء جيد، أنا سعيد ومحظوظ بأنني قمت بتدريبه، سعيد بما فعله إلى الآن، أحييه على ما يفعله".

واختتم قائلًا: "كنت أنصحه بالهدوء لأنه كان يواجه تحدي إثبات ذاته مع الفريق، أخبرته أن يفعل الأمور بطريقة أبسط، ثم سيقوم بفعل الأشياء بالطريقة التي يفعلها بها، كان عليه تبسيط الأمور، وكانت تلك مشكلته في البداية، لأنه كان يفعل الكثير ولا يحقق ذلك النجاح بقدر عمله، وهذا أمر طبيعي في بدايات اللاعبين، كان بحاجة لجعل الأمور أبسط، وقد فعل ذلك.. أتوقع وأتمنى أن يعود للعب في أوروبا في إحدى الدوريات الخمسة الكبرى، وهو يستحق ذلك إذا استمر على ذات الوتيرة".

شارك: