نهضة بركان بطلًا.. 5 نقاط ميزت نهائي السوبر الأفريقي
تُوج فريق نهضة بركان المغربي بلقب كأس السوبر الأفريقي لكرة القدم، إثر فوزه على الوداد الرياضي، مساء اليوم السبت، بهدفين دون رد، في المواجهة التي احتضنها ملعب "مولاي عبد الله" بالرباط، وذلك بحضور رئيس الاتحاد الأفريقي للعبة، باتريس موتسيبي، وأعضاء من مكتبه التنفيذي.
وكان نهضة بركان حرم الوداد الرياضي قبل أسابيع من لقب كأس العرش، حينما تفوق عليه في النهائي بركلات الترجيح.
وأنهى نهضة بركان الشوط الأول من مباراة كأس السوبر الأفريقي متقدمًا بهدفٍ سجله الشرقي البحري بضربة رأسية مركزة في الدقيقة 32، إثر عرضية من الظهير الأيسر حمزة الموساوي.
ولم يعرف هذا الشوط مستوى فنيًا مرتفعًا بسبب الحذر التكتيكي الشديد الذي التزم به كلا الفريقين، باستثناء بعض المحاولات القليلة، إذ انتظر الجمهور حتى الدقيقة 21 ليشاهد أولى المحاولات على المرمى، عبر تسديدة قوية من متوسط ميدان الوداد، جلال الداودي، ليرد عليه الشرقي البحري بعد دقيقتين، برأسية خطيرة صدها حارس الوداد رضا التكناوتي بصعوبة، قبل أن يعود اللاعب ذاته لهز الشباك لصالح الفريق البرتقالي.
وحاول الوداد تدارك الموقف، وصنع بعض الفرص كانت أبرزها في الدقيقة 37، حيث تألق الحارس حمزة الحمياني في التصدي لتسديدة من يحيى جبران، قبل أن يعود حارس بركان لينقذ مرماه من جديد في الدقيقة 43 بعد تسديدة مركزة من الظهير الأيسر عطية الله.
ورمى الحسين عموتة بجميع أوراقه في الشوط الثاني، بغية إدراك التعادل، عبر إقحام زهير المترجي ومحمد أوناجم وبنعيادة، وإسماعيل المترجي، إذ ضغط الوداد بقوة على مناطق دفاع نهضة بركان، في حين اعتمد الأخير على المرتدات الخاطفة، التي أثمرت إحداها عن ضربة جزاء، جاء عن طريقها الهدف الثاني للبرتقالي، سجله سفيان المودن في الدقيقة 71.
وألغى الحكم مصطفى غربال، الذي أدار النهائي، ضربتي جزاء كان أعلن عنهما، بعد العودة لتقنية الفيديو المساعد "فار"؛ إذ تبين له في ضربة الجزاء الأولى التي احتسبها لصالح الوداد أن محمد أوناجم تظاهر بالسقوط في الدقيقة 73، وهو ما فعله أيضًا مهاجم بركان إبراهيم البحراوي في الدقيقة 87.
ونرصد عبر التقرير التالي من "winwin" خمسة مظاهر ميزت مباراة السوبر الأفريقي، التي أتت بنكهة مغربية بين نهضة بركان والوداد الرياضي.
ثاني تتويج لبن شيخة مع أندية المغرب
أحرز الجزائري عبد الحق بن شيخة، المدير الفني لنهضة بركان، ثاني لقب له مع الأندية المغربية، بعد فوزه مع الدفاع الحسني الجديدي بكأس العرش في العام 2018.
وأضاف بن شيخة كأس السوبر الأفريقي لسيرته الذاتية، كأول تتويج قاري له في مسيرته التدريبية، وهو اللقب الأول أيضًا في تاريخ نهضة بركان، الذي تضم خزينته كأسًا واحدةً للعرش ولقبين لمسابقة كأس الاتحاد الأفريقي، بينما لم ينجح في تاريخه في الفوز بالدوري المغربي الاحترافي.
ويعتبر بن شيخة أحد المدربين المطلوبين بقوة في الدوري المغربي، إذ سبق له الإشراف على الجهاز الفني لكل من أندية الدفاع الجديدي والرجاء الرياضي واتحاد طنجة ومولودية وجدة، قبل أن يحط الرحال الموسم الجاري بنهضة بركان، ويقوده للتتويج بكأس السوبر.
وليد الركراكي "سير.. سير"
منح الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لوليد الركراكي، المدير الفني للمنتخب المغربي لكرة القدم والمدرب السابق للوداد الرياضي، شرف إدخال مجسم كأس السوبر الأفريقي إلى الملعب، ووضعه في مكانه المخصص في منصة التتويج، قبيل انطلاقة النهائي.
وتفاعل جمهور الوداد الرياضي مع مدربه السابق، الذي قاده للتتويج بلقبي الدوري المغربي للمحترفين، وكأس دوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي، من خلال ترديد عبارة "سِير.. سِير" (بمعني سِرّ مُقبلًا بسرعة)، وهي العبارة التي قال وليد حينما تعاقد لقيادة العارضة الفنية للوداد إنه يحب سماعها من جمهور الوداد خلال الهجمات التي يقوم بها اللاعبون في أثناء المباريات.
وكان من المفترض أن يقود وليد الركراكي فريق الوداد الرياضي في هذه المواجهة، إلّا أنّ تعيينه من الاتحاد المغربي لتدريب المنتخب المغربي، فتح المجال لزميله الحسين عموتة، المدرب السابق للمنتخب المحلي، لخوض المباراة مديرًا فنيًّا للنادي الأحمر.
منتخب الناشئين ضيف شرف
حضر أعضاء المنتخب المغربي تحت 17 سنة نهائي السوبر الأفريقي بدعوةٍ من الاتحاد المغربي، الذي أصرّ على استقبال بعثة المنتخب التي وصلتْ عشية اليوم بمطار الدار البيضاء، بعدما أنهى منتخب ناشئي المغرب مشاركته في كأس العرب، التي اختُتِمت بالجزائر الجمعة الماضي في المرتبة الثانية، إثر هزيمته في النهائي أمام الجزائر بضربات الترجيح.
ودعا الاتحاد المغربي جميع أفراد الأطقم الفنية والإدارية والطبية لمنتخب المغرب للناشئين، إلى جانب اللاعبين وأفراد أُسرهم وأقربائهم، كنوع من التكريم والدعم والتشجيع لقادم الاستحقاقات المقبلة، وفي مقدمتها دوري شمال أفريقيا المؤهِل إلى كأس أفريقيا للناشئين.
"تيفو" جماهير الوداد .. استمرّوا
هيمنت جماهير الوداد الرياضي على مدرجات ملعب الأمير "مولاي عبد الله" في النهائي، وجاءت جماهير الوداد بأعداد كبيرة مقارنةً بجمهور نهضة بركان، بالنظر لقرب المسافة بين مدينتي الدار البيضاء والعاصمة الرباط، على عكس المسافة بين الأخيرة ومدينة بركان في شرق المملكة المغربية، زيادةً على الشعبية الكبيرة للوداد، سواء في البيضاء أو في بقية مدن المغرب، ومن بينها الرباط، إذ طغت هتافات الوداديون وأهازيجهم خلال المباراة على جمهور بركان.
ورفع جمهور الوداد "تيفو" قبيل صافرة البداية، عليه عبارة "استمر" باللغة الإنجليزية، في إشارة إلى رغبتهم في الاستمرار في حصد الألقاب ورغبتهم في التتويج بلقب أفريقي جديد، بعد لقب دوري الأبطال الموسم الماضي، بيد أن نهضة بركان خطف اللقب من الوداد، كما خطف قبل أسابيع كأس العرش منه أيضًا.
تعزيزات أمنية كبيرة
تميز نهائي السوبر بإنزالٍ أمنيٍّ مكثفٍ لمختلف أنواع القوات العمومية المغربية (رجال الأمن والقوات المساعدة والأمن الخاص)، تحت إشرافٍ مباشرٍ من عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني المغربي، الذي حل مبكرًا بمجمع الأمير "مولاي عبد الله" بالرباط، ووقف عن كثب على العملية التنظيمية التي تقوم بها مصالح الأمن بولاية الرباط. وكان برفقة الحموشي، والي ولاية أمن الرباط محمد مفيد، والعديد من الشخصيات الأمنية.
صور من مباراة الوداد ونهضة بركان
ورفعت المصالح الأمنية درجة الحذر وتشددت في مراقبة الجماهير، عبر وضع أربعة حواجز أمنية للتفتيش قبل الوصول لبوابات الملعب؛ بالنظر إلى الأهمية البالغة لنهائي السوبر، على المستويين القاري والدولي، فضلًا عن التخوف من اندلاع أحداث شغب، لا سيما بعدما تورّط مشجعون محسوبون على الوداد الرياضي في أعمال عنف، الأسبوع الماضي، خلال الجولة الأولى من الدوري المغربي، وتحديدًا في المواجهة بين الوداد والفتح الرياضي بالرباط، ما خلّف إيقاف 81 شخصًا بينهم 46 قاصرًا، وحجز 35 سلاحًا أبيض، و50 وحدةً من الأقراص الطبية المخدرة، و13 وحدة من المفرقعات والألعاب النارية.
تابع مباريات اليوم لحظة بلحظة