نهائي من الخيال
فعلًا هو نهائي من الخيال.
هي مباراة نهائية من وحي الخيال.
ولو منحوا مجموعة من البشر فرصة التخيل لنهائي مثير ربما ما وصلوا لسيناريو اللقاء.
للأمانة لا يختلف اثنان من الخبراء أنهم شاهدوا أفضل نهائي في تاريخ المونديال على كل الأصعدة من فنون وأهداف وإثارة وتقلبات ومفاجأت وأفراح وأتراح، وكانت المباراة النهائية بين منتخبي الأرجنتين وفرنسا قد انتهت بالتعادل 3-3 بعد 4 أشواط تقدم خلالها الأرجنتينيون 2-0 بجدارة واكتسحوا الميدان ونالوا التهنئة بالتتويج مبكرًا، قبل أن يعيد النجم الفذ كيليان مبابي فريقه إلى المباراة بهدفين في دقيقتين وتتعادل فرنسا 2-2 وتتحول إلى الطرف الأفضل.
ورغم أن منتخب الأرجنتين استعاد ترابطه وتفوقه في الشوطين الإضافيين وأهدر خلالها من الفرص السهلة أكثر مما أهدره خلال 90 دقيقة من الوقت الأصلي، ودعم تفوقه بهدف لقائدة وهدافه ميسي قبل 12 دقيقة فقط من النهاية.
إلا أن الأقدار المفعمة بالإثارة رفضت أن تتخلى عن دورها ليعيد مبابي (دائمًا مبابي) فرنسا للتعادل بهدف من ركلة جزاء ثانية ليصبح هداف المسابقة برصيد 8 أهداف وأول من يحرز 3 أهداف هاتريك في المباراة النهائية منذ زمن الإنجليزي جيف هيرست في نهائي 1966.
الأعجب والذي لم أره في تاريخ كرة القدم لا في نهائي كأس العالم ولا في أي مباراة في المونديال وربما خارجه هو ما حدث في الدقائق الخمس الأخيرة -بين 118 و123- قبل صافرة النهاية للحكم البولندي الكفؤ والشجاع سيمون مارسينياك.
في الدقيقة 118 ركلة جزاء لفرنسا، الدقيقة 119 مبابي ينفذها بنجاح، الدقيقة 120 فرصة لا تضيع للأرجنتين بين ميسي ولاوتارو، الدقيقة 121 انفراد تام ضائع من لاوتارو مارتينيز.
الدقيقة 122 فرصة ضائعة من أسهل انفراد في العالم للفرنسي كولو مواني وإنقاذ القرن من الحارس مارتينيز، الدقيقة 123 فرصة تاريخية أهدرها لاوتارو من رأسية بلا أي ممانعة من مسافة 10 ياردات فقط ثم صافرة النهاية، وبعدها حقق ميسي ورفاقه الفوز والكأس بعد الفوز بركلات الترجيح 4-2.
شكرًا للأقدار.. والأقدار من صنع الله.