نجوم منسيون.. من الفوز بكأس العالم إلى التواري عن الأنظار
يترقب مشجّعو كرة القدم في أرجاء المعمورة انطلاق نهائيات كأس العالم قطر 2022 التي تستضيفها قطر خلال الفترة من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول من العام الجاري 2022.
وقبل أسابيع قليلة من انطلاق البطولة التي تقام لأول مرة في الشرق الأوسط، نرصد أبرز اللاعبين الذين حصدوا لقب المونديال مع منتخبات بلدانهم في النسخ الماضية، قبل أن يخفت نجمهم ويتواروا عن الأنظار.
تعددت الأسباب والمصير واحد لهؤلاء، إذ عصفت الإصابات بالفرنسي صامويل أومتيتي عقب فوزه مع فرنسا بالبطولة في مونديال 2018، وبهت نجمه بشدة بعد أن كان ألمع المدافعين في كرة القدم الأوروبية.
فيما تواضعت مسيرة البرازيلي كليبرسون بعد تتويجه مع البرازيل باللقب في مونديال 2002، ولم يطوّر الألماني ماريو غوتزه من مستوياته بعد فوزه مع ألمانيا بنسخة مونديال 2014، ليظل مع فرقٍ أقل من طموحاته.
كليبرسون (البرازيل) كأس العالم 2002
تقمّص كليبرسون ألوان المنتخب البرازيلي لأول مرة مطلع عام 2002 رفقة المدرب لويس فيليبي سكولاري في مباراة ودية أمام بوليفيا وسجّل هدفًا في الفوز (6-0) وكان عمره آنذاك 22 عامًا، وبعد 6 أشهر فقط استدعاه سكولاري لقائمته المشاركة في مونديال كوريا الجنوبية واليابان، ليدوّن اسمه في سجلات نجوم اللعبة الذين شاركوا في البطولة.
ولعب كليبرسون دورًا محوريًا في وسط ميدان "السيليساو" إلى جانب الأسطورة جلبرتو سيلفا، وساعدت تلك الثنائية البرازيل في حصد اللقب، بعد أن شارك أساسيًا أمام إنجلترا في ربع النهائي (2-1) وأمام تركيا في نصف النهائي (1-0) وأمام ألمانيا في النهائي (2-0).
في العام التالي، حصد كليبرسون لقب كأس القارات عام 2003، ليضيف ثاني ألقابه الدولية مع منتخب بلاده، لكن بعد ذلك التاريخ، انتهت علاقة اللاعب نظريًا بالمنتخب البرازيلي بعد هبوط حادٍ في مردوده الفني والبدني، ولم يشارك مُجددًا دوليًا في أي بطولة كبرى.
انتقل كليبرسون في ميركاتو 2003 إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل 7 ملايين يورو، لكنه أظهر مستويات متواضعة وظهر فقط في 30 مباراة خلال موسمين، ليرحل عام 2005 إلى بشكتاش التركي، ومنه بدأ التنقل إلى أندية برازيلية وأمريكية في صفقات انتقال حر، قبل أن يعتزل عام 2017 مع نادٍ أمريكي مغمور، لينهي كليبرسون مسيرته دون إنجازات تُذكر بعيدًا عن مونديال 2002.
ماورو كامورانيزي (إيطاليا) كأس العالم 2006
كان كامورانيزي قطعةً أساسيةً في تشكيلة مدرب المنتخب الإيطالي مارشيلو ليبّي في كأس العالم 2006 بألمانيا، وأشركه في يمين الوسط بالرسم التكتيكي (4-4-2)، ولعب دورًا رئيسيًا في حصد "الآتزوري" للكأس بخوضه 4 لقاءات أساسيًّا.
بعد نهاية المونديال، آلت التوقّعات إلى انتقال كامورانيزي لأحد كبار القارة، لكن اللاعب فضّل البقاء مع يوفنتوس الذي أُدين في قضية "الكالتشيو بولي" وهبط إلى الدرجة الثانية، ليستمر اللاعب ذو الأصول الأرجنتينية مع اليوفي.
استمرار كامورانيزي مع يوفنتوس كلّفه إهدار ذروة مسيرته، فالنادي الشمالي الإيطالي في ذلك الوقت كان يمر بمرحلة إحلال وتجديد، ولم ينافس في المستويات الأوروبية إلا قليلًا، ولم يفز بأي لقب بعد مونديال 2006.
وفي عام 2010 رحل اللاعب إلى شتوتغارت الألماني ومنه إلى لانوس الأرجنتيني عام 2011، ثم إلى مواطنه راسينغ سانتاندير عام 2012، قبل أن يعتزل عام 2014 في صمت، ويظل مونديال 2006 الذكرى البارزة الوحيدة في مسيرته.
خوان كابديفيلا (إسبانيا) كأس العالم 2010
لعب الظهير الأيسر خوان كابديفيلا جميع مباريات المنتخب الإسباني أساسيًا في مونديال جنوب أفريقيا 2010، وأكمل كل المباريات حتى الدقيقة الأخيرة، بما فيها المباراة النهائية أمام المنتخب الهولندي والتي خاض فيها 120 دقيقة كاملة.
وحصد كابديفيلا لقب يورو 2008 مع "اللاروخا"، وكان نجمًا فوق العادة مع فريق فياريال الإسباني بين عامي 2007 و2011، لكن ما حدث بعد فوزه بلقب المونديال كان خيبة أمل للاعب الذي انحدرت مستوياته بشكل لافت.
انتقل كابديفيلا عام 2011 إلى بنفيكا البرتغالي في صفقة مجانية، وأظهر معه مرودًا باهتًا، ليغادره بعد موسم واحد إلى إسبانيول، وظل يتنقّل بين أندية من أندورا والهند وبلجيكا، إلى أن اعتزل عام 2017.
ماريو غوتزه (ألمانيا) كأس العالم 2014
سجّل ماريو غوتزه هدف منتخب ألمانيا الوحيد في نهائي كأس العالم 2014، ليهدي "المانشافت" اللقب على حساب الأرجنتين بعد التمديد، وتصدرت صورته أغلفة الصحف العالمية، وبعدها توقّع خبراء مستقبلًا زاهرًا لغوتزه، لكن ما حدث لاحقًا كان العكس.
تراجعت مسيرة غوتزه بعد مونديال البرازيل 2014، فأعاده بايرن ميونيخ إلى بوروسيا دورتموند من جديد عام 2016، وتنقّل بعد ذلك إلى أندية أيندهوفن الهولندي وفرانكفورت الألماني (ناديه الحالي)، دون بصمة واضحة أو جائزة فردية.
وأدّى ذلك إلى خسارة غوتزه مكانه في المنتخب الألماني، ولم يُستدعَ إلى أي مباراة رسمية منذ 2016، كما أن حصيلته التهديفية تراجعت كثيرًا مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل كأس العالم، بتسجيله 10 أهداف فقط خلال 3 مواسم بين عامي 2015 و2018.
صامويل أومتيتي (فرنسا) كأس العالم 2018
ساعدت المستويات القوية لصامويل أومتيتي مع برشلونة الإسباني الذي انضم له صيف 2019، في التحاقه بالمنتخب الفرنسي بدعوة من المدرب ديدييه ديشامب، ليُكوِّن شراكةً دفاعيةً حديديةً مع مواطنه رافاييل فاران في كأس العالم روسيا 2018.
خاض أومتيتي 6 مباريات أساسيًا من أصل 7 لعبها المنتخب الفرنسي في مونديال روسيا، وبعد حصد الكأس، ارتفعت قيمته التسويقية إلى 70 مليون يورو، ليغدو وقتها، حسب محللين، أحد أفضل المدافعين في عالم كرة القدم.
لكن الإصابات المتكررة لأومتيتي وانخفاض مستوياته بعد كأس العالم، أسقطاه من حسابات كل مدربي برشلونة، ليشارك فقط في 50 مباراة في آخر 4 مواسم، وتنحدر قيمته التسويقية إلى 3 ملايين يورو في الوقت الحالي.