مونديال 2022.. 5 عوامل حسمت صراع التأهل في المجموعة الخامسة
نجح منتخبا اليابان وإسبانيا في التأهل إلى الدور ثُمن النهائي في بطولة كأس العالم قطر 2022، عن المجموعة الخامسة التي شهدت مفاجأة مدوية بإقصاء ألمانيا من الدور الأول لتغادر الدوحة برفقة كوستاريكا، وذلك بعد انتهاء الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة، أمس الخميس 1 ديسمبر/ كانون الأول.
وفي مفاجأة غير متوقعة، تصدّر المنتخب الياباني المجموعة الخامسة عن جدارةٍ واستحقاق برصيد 6 نقاط، بعد الانتصار على إسبانيا في الجولة الأخيرة بهدفين مقابل هدف، ليتوقف رصيد "لا روخا" عند 4 نقاط.
وانتصرت كذلك ألمانيا على كوستاريكا (4-2)، ليرتفع رصيد "المانشافت" للنقطة الرابعة، بعد الخسارة أمام اليابان في الجولة الأولى، والتعادل ضد إسبانيا في الجولة الثانية، ولم تشفع خسارة إسبانيا أمام اليابان للمنتخب الألماني من أجل العبور للدور القادم، بسبب فارق الأهداف للمنتخب الإسباني.
وستلتقي إسبانيا، وصيفة بطلة المجموعة الخامسة، مع منتخب المغرب بطل المجموعة السادسة، بينما ستلعب اليابان ضد كرواتيا، وصيفة بطلة المجموعة السادسة، ضمن منافسات الدور ثمن النهائي للبطولة العالمية.
في هذا التقرير، يُسلط موقع "winwin" الضوء على المجموعة الخامسة في نهائيات كأس العالم "قطر 2022"، و5 عوامل لعبت الدور الأبرز في تأهل منتخبي اليابان وإسبانيا عن هذه المجموعة إلى ثُمن نهائي البطولة.
1- هدف ياباني مثير للجدل
نجح المنتخب الياباني في الفوز على إسبانيا بهدفين مقابل هدف، برسم الجولة الثالثة (الأخيرة) من دور المجموعات، وهي الجولة الحاسمة في تحديد هوية المتأهلين عن المجموعة.
جاء الهدف الياباني الثاني في المباراة مثيرًا للجدل، وقد تواترت أحاديث عقب المباراة عن تجاوز الكرة "بكامل محيطها" خط التماس إلى خارج الملعب، قبل أن تتحول لاحقًا إلى هدف، لكن حكم المباراة، وبمساعدة تقنية حكم الفيديو المساعد "فار"، اتخذ قرارًا بشرعية الهدف، وسط تساؤلات كثيرة حول صحة القرار.
وأدّى فوز اليابان على إسبانيا إلى ارتفاع رصيد "الساموراي الياباني" لـ6 نقاط، مقتنصًا صدارة المجموعة من إسبانيا، التي تراجعت للمركز الثاني، وبسبب هذا الهدف أيضًا، ودّعت ألمانيا المنافسات من الدور الأول رغم فوزها الأخير على كوستاريكا.
2- سباعية إسبانيا والغزارة التهديفية
افتتح منتخب إسبانيا مشواره في كأس العالم بطريقة رائعة؛ إذ أمطر شباك المنتخب الكوستاريكي بسبعة أهداف نظيفة.
الأهداف السبعة التي سجلها المنتخب الإسباني أسهمت في تأهله إلى ثُمن النهائي، بعد التساوي في النقاط مع ألمانيا؛ بـ4 نقاط لكل منهما، وبإحراز هجوم "لا روخا" 7 أهداف في شباك كوستاريكا، وهدفًا في شباك ألمانيا، ومثله في شباك اليابان، وصل رصيد كتيبة المدرب الإسباني لويس إنريكي لـ9 أهداف، مع اهتزاز شباكها 3 مرات، بفارق +6 أهداف، متفوقة على ألمانيا، التي سجلت 6 أهداف واهتزت شباكها 5 مرات، بفارق أهداف +1.
3- ألمانيا لم تفكر في كرة القدم
منتخب ألمانيا افتتح مشواره في بطولة كأس العالم بخسارة مفاجئة أمام منتخب اليابان (1-2)، ثم تعادل مع منتخب إسبانيا (1-1) في الجولة الثانية من دور المجموعات، قبل فوزه على كوستاريكا (4-2) في ختام المجموعات.
وغاب التركيز عن لاعبي الماكينات الألمانية، وخاصّةً في المباراة الأولى، مع التفكير في بعض القضايا البعيدة عن كرة القدم، مثل دعم المثليين، ما تسببت في تشتيت انتباه اللاعبين، وخسارتهم في المباراة الأولى، وهي الخسارة التي أثرت بشكل كبير في ترتيب المانشافت.
وانشغل المنتخب الألماني في قطر بقضايا ليست ذات طبيعة رياضية، ولذلك كان مصيره الخروج المُذل من البطولة العالمية، في درس جديد قدّمته لنا كرة القدم.
الأمر لم يتوقف عند "إيماءة" لاعبي المنتخب الألماني خلال الصورة الجماعية قبل مباراة اليابان، ردًا منهم على رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ارتداء الشارات الملونة لاحترام العادات والتقاليد الدينية في قطر؛ إذ انتقد فليك استضافة الدوحة للعرس العالمي، بسبب عدم اعتراف الدولة القطرية بالعلاقات المثلية، وقد بدت تصريحات المدرب الألماني غير مناسبة، حسب ما أفادت به شريحة كبيرة من المراقبين.
4- قرارات هانسي فليك
فاجأ المدرب الألماني هانسي فليك الجميع في مؤتمره الأخير في برلين، قبل السفر إلى قطر، عندما أعلن قائمة المانشافت المكونة من 26 لاعبًا؛ باستبعاده ماتس هوملز، مدافع بوروسيا دورتموند، والذي قدّم أداءً جيدًا في النصف الأول من موسم 2022-23 الجاري، مع قرار المدرب بضم نيكلاس زوله على حساب هوملز.
وظهر زوله في المونديال بمستوى متردٍّ للغاية، وكان السبب في هدف اليابان الثاني في شباك مانويل نوير، ما دفع فليك لانتقاد لاعبه عقب الهزيمة المفاجئة أمام اليابان، وقال فليك عقب المباراة: "ببساطة، كان على زوله الانتباه في الهدف".. لكن المدافع ذا الـ"27" ربيعًا لم ينصت لحديث مدرّبه، ليتسبب في المباراة التالية ضد إسبانيا، في هدف موراتا، بجانب تسببه في هدف كوستاريكا الأول خلال مباراة الأمس.
ولم يتوقف الأمر عند استدعاء زوله فقط، لكن استدعاء ماريو غوتزه وعدم إعطائه أي دقائق إلا في مباراة كوستاريكا الأخيرة، بعد "خراب مالطا"، بجانب التوظيف السيئ لتوماس مولر وكاي هافرتز، يأتي ضمن قرارات فنية لعبت دورًا في نشوء حالة التخبط لدى المنتخب الألماني على أرضية الملعب.
استهتار ألمانيا بالمنافسين
لم يُظهر نجوم المنتخب الألماني أي احترام لمنافسيهم في المجموعة الخامسة.. لقد لعب الفريق الألماني باستهتار، وبأداء يفتقد الاحترافية أمام اليابان في الجولة الأولى، وخاصّةً بعد التقدُّم مُبكرًا في النتيجة، وكأن المباراة حُسمت، إلى أن جاءت "صاعقة" الكمبيوتر الياباني" بهدفين في أقل من 10 دقائق.
كما قام مدافع ألمانيا، أنطونيو روديغر، بحركة وصفها محللون بأنها غير أخلاقية؛ إذ حاول اللاعب الألماني الاستهزاء بأحد لاعبي المنتخب الياباني في إحدى الكرات، وركض بطريقة غير طبيعية، في إشارة لعدم الاهتمام بالخصم.
وأيضًا، لم يلعب نجوم المنتخب الألماني بجدية كبيرة أمام إسبانيا، لخطف نقاط المباراة، بعد معرفتهم بسقوط اليابان أمام كوستاريكا (0-1)، برسم الجولة الثانية من منافسات المجموعة.