مونديال قطر.. صدمة للمصريين 

تاريخ النشر:
2022-12-01 18:22
قطر فاجأت العالم الغربي قبل العربي بتنظيم كأس العالم 2022 (Getty)
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

من المؤكد أنه لا توجد جماهير في دولة بالعالم تتابع مونديال الأحلام في قطر بحزنٍ مثلما هو حال جماهير الكرة المصرية، ليس فقط حزنًا على غياب منتخب الفراعنة عن العرس العالمي العظيم فقط بل لأنها عاشت صدمة حقيقية.

نعم صدمة؛ لأنها في عز الاستمتاع برؤية مباريات كأس العالم ، والانبهار بتقنيات التصوير العالمية والإخراج وروعة الملاعب، وكل الكواليس المذهلة داخل الاستادات وخارجها "التحفة"، ناهيك عن ما يحدث داخل البساط الأخضر من مباريات تحبس الأنفاس، اضطرت إلى متابعة استئناف النشاط الكروي في مصر، والذي توقف في مطلع الشهر الماضي على خلفية استضافة مصر لقمة المناخ العالمية، وأيضًا لخوض منتخب الفراعنة مباراة دولية ودية أمام بلجيكا في الكويت.

ومع تحول الجماهير المصرية من العالمية للمحلية كانت الصدمة، بعدما عانت وهي تتابع مباريات تبدو من الوهلة الأولى أنها تقام في الظلام، بفعل الإضاءة الضعيفة، حتى إن الجماهير لاحظت وجود ظل لكل لاعب من جميع الاتجاهات وهو يقف داخل الملعب، إلى جانب الإخراج السيئ وعدم قدرة الغالبية العظمى من الجماهير على الحكم على صحة أي لعبة من عدمها رغم وجود تقنية الفيديو "فار" التي لم تمنع -حتى الآن- من حدوث أزمات وتضارب في قرارات حكم الساحة وحكم تقنية هذه التقنية.

ناهيك أن المباريات تقام أغلبها وسط مدرجات صامتة "أشبه بالقبور" بفعل إقامة مسابقات بدون حضور جماهيري مثل كأس مصر الحالية، رغم أن بطولة الدوري تقام بحضور جماهيري محدود للغاية، وهو ما يُفقد اللاعبين والجماهير وحتى المعلقين الحماس.

وأكد اللاعبون أنهم يقدمون عروضًا كروية على مسرح خاوٍ من الجماهير وهو الأمر الذي يؤثر سلبًا على حماس الجماهير التي تتابع المباريات خلف الشاشات، واعترف بعضهم أنه دائمًا ما يصاب بالفتور، وقد يغرق في سبات عميق أمام الشاشة.

وكان من الطبيعي أن تُجري الجماهير المصرية مقارنات فورية بين ما تراه في مونديال قطر وما تراه في ملاعبها، وهذه المقارنات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن أحد الجماهير نشر صورتين لمباراتين الأولى من إحدى مباريات كأس العالم 2022، وإلى جانبها صورة من مباراة أُقيمت في نفس اليوم بين الأهلي والمقاولون العرب في كأس مصر.

وعلَّق المشجع على الصورة التي نشرها في تغريدة عبر تويتر قائلًا: "اعتذر عن قسوة المشهد"، وأضاف أحد المغردين ساخرًا: "حاسس أني بشوف مباراة في الدوري المصري أقيمت من 50 سنة"، فيما علّق أحد النقاد الرياضيين مؤكدًا أن الجماهير المصرية أصيبت بصدمة حضارية.

فيما ذهب بعضهم وشكك في قدرة مصر على استضافة المونديال مستقبلًا، وكان وزير الشباب والرياضة المصري الدكتور أشرف صبحي، قد أكد في أكثر من مناسبة قريبة أن بلاده تدرس بجدية استضافة مونديال 2036، وكذلك استضافة دورة الألعاب الأولمبية.

 ومع رصدي للمقارنات وإحساسي بحجم الصدمة التي تعيشها الجماهير المصرية، طالبت من وزير الرياضة أن يبدأ من الآن الاستعداد الحقيقي، مثلما فعلت قطر منذ اليوم الأول لإعلان فوزها بالاستضافة قبل 12 عاًما، وطالبت الوزير أن تكون البطولات المحلية "بروفة حقيقة" من خلال استحداث نظم الإضاءة في كل الملاعب، وتطوير تقنيات الإخراج، والأهم فتح المدرجات التي تحولت منذ أحداث 25 يناير 2011، إلى ما يشبه القبور إلا في مناسبات قليلة ومتباعدة.

الصدمة الحضارية والمقارنات الطبيعية جعلتني أغرد دون تفكير وكتبت: "مشاهدة الدوري المصري تؤذي العيون".
 

شارك: