مصر تتعثر أمام الدومينيكان.. محمود صابر الذي أفسد كل شيء!
سقط منتخب مصر الأولمبي في فخ التعادل السلبي مع منتخب الدومينيكان في افتتاح مباريات الفريقين بدورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024".
وباتت مصر والدومينيكان في المركز الثاني في المجموعة الثالثة التي يتصدرها المنتخب الإسباني الذي هزم أوزباكستان بهدفين لهدف، لتصبح مباراة مصر وأوزباكستان المقبلة أشد سخونة.
محمود صابر الذي أفسد كل شيء!
لم يشارك متوسط ميدان المنتخب المصري، محمود صابر، في المباراة بسبب الإيقاف؛ لكنه ترك أثرًا كبيرًا بغيابه ويمكن القول إن هذا الغياب أفسد كل شيء!
فمع وجود أحمد سيد زيزو في تشكيلة المنتخب، لم يكن من الممكن أبدًا التخلي عن وجوده في التشكيلة الأساسية، لكن روجيرو ميكالي اتخذ قرارًا بالاستمرار في اللعب بطريقة 4-3-3 لينتقل بأحمد عاطف قطة من مركزه المفضّل كجناح أيمن إلى وسط الملعب، لكن المثير أن ميكالي لم يكتفِ بوجود قطة في عمق الملعب، بل أشركه على الجانب الأيسر منه تاركًا الجانب الأيمن لمحمد شحاتة وخلفهما محمد النني.
ربما أراد ميكالي أن يعيد إنتاج محمود صابر جديد بنفس أدواره مع قطة، إذ يلعب لاعب وسط بيراميدز عادة على الجانب الأيسر من عمق الملعب لكن هذا الأمر لم يفلح تمامًا مع قطة ليخسر المصريون المركز الوحيد الذي اعتاد ميكالي أن يجد منه إبداعًا على اعتبار أن لعب النني وشحاتة بدني أكثر.
حتى مع مرور الوقت في الشوط الثاني، حاول ميكالي تعديل الأمور بنقل عاطف قطة إلى الجانب الأيمن مع إدخال زيزو إلى عمق الملعب والتحول لطريقة 4-2-3-1، لكن كان ذلك في الوقت الذي بدت الدومينيكان وكأنها قد ارتضت بالتعادل ليتراجعوا للخلف فارضين تحصينات أعجزت المصريين عن الاختراق من العمق ليكتفي الفراعنة بالتسديد من الخارج كما حدث مع محمد شحاتة في أكثر من مرة.
ما بين هذا وذاك كانت الدومينيكان الأكثر سيطرة على مجريات اللقاء بل والأكثر تنظيمًا، فيما بدت العشوائية واضحة في بعض الأوقات في لعب المنتخب المصري.
آفة حارتنا "الإهدار"!
صحيح أن الدومينيكان كانت أفضل في بعض الفترات، إلا أن لاعبي مصر أضاعوا فرصًا سهلة للتهديف. والصيغة التاريخية للمنتخب المصري أن التوتر يكون سمة سائدة دائمًا في مبارياتهم الافتتاحية لغالبية البطولات التي يشاركون بها.
لذلك عندما تُتاح لك الفرصة عليك أن تستغلها، لكن كيف يمكن ذلك والتوتر والتسرع كان يسيطر على اللاعبين؟ وكأنها دائرة مغلقة لا يمكن النفاذ منها، فلا الهدف يأتي ليمحي التوتر، ولا التوتر يمنحك فرصة لتسجيل الهدف!
والحقيقة أن هذا المنتخب الأولمبي رغم امتلاكه بعض الإيجابيات التي صنعها رجل برازيلي اسمه روجيرو ميكالي رغم ضعف الإمكانيات والعناصر أحيانًا، فإنه دائمًا ما كان يفتقد عامل الحسم التهديفي الذي يمكن من خلاله التسجيل باستمرار. الحديث هنا ليس عن تسجيل الفرص الصعبة وهو ما قد لا يكون متوافرًا، لكن هذه النسخة من المنتخب الأولمبي كان واضحًا من المباريات الودية على مدار السنوات الماضية أنه لا يمتلك عناصر هجومية تهديفية قوية قادرة على ضمان حصيلة تهديفية معقولة.
ماذا بعد مع مصر ؟
الآن باتت الأمور أصعب، فمصر مُطالبة بهزم أوزبكستان لا محالة، لأن أي تعادل من شأنه أن يرسل المنتخب المصري إلى مهمة مستحيلة بحتمية الفوز على إسبانيا على اعتبار انتصار متوقع لواحد من الدومينيكان أو أوزباكستان في مواجهتهما الختامية.
عودة محمود صابر كان من شأنها أن تعدّل بعض الأمور، فالتشكيلة ستكون متأرجحة ما بين الـ 4-2-3-1 أو الـ 4-3-3 حسب مركز لاعب وسط بيراميدز الذي كان سيكون حلقة وصل جيدة بين زيزو وإبراهيم عادل.
لكن صابر لن يكون موجودًا لمباراة أخرى، ومن ثم على الأرجح فإنه يجدر بميكالي البدء بالتكتيك الذي أنهى به مباراة الدومينيكان وهو تقريب زيزو وعادل لأقصى قدر ممكن عن طريق تحرير زيزو ووضعه في عمق الملعب مع إرسال عاطف قطة إلى الجانب الأيمن. وربما يكون هذا التحريك سببًا في تثبيت أكبر لأسامة فيصل داخل منطقة الجزاء بدلًا من التحركات التي اعتادها في الوديات بالتحرك للخلف وعلى الأطراف، وهو ما من شأنه رفع فرص المنتخب المصري في الكرات العرضية.