مسيرة أيوب الكعبي.. من ركام الزلازل إلى المجد الأوروبي

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-05-29 17:00
-
آخر تعديل:
2024-05-30 01:15
مسيرة الكعبي مع أولمبياكوس.. قصة ملهمة لهداف مجتهد (Getty)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

مسيرة أيوب الكعبي.. هذا النجم المغربي الذي حفر في الصخر لينحت فصول قصته الناجحة، تصلح لتكون مرجعًا لأجيال قادمة من المواهب العربية، التي تتقاسم حلم التألق في القارة العجوز، مهد كرة القدم وموطن أقوى المسابقات في اللعبة.

أمسية الليلة في العاصمة اليونانية أثينا وتحديدًا في ملعب "أجيا صوفيا أو أوباب أرينا" كانت استثنائية للنجم المغربي الذي قاد فريقه لمعانقة المجد الأوروبي من بوابة نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، بتسيله هدف الفوز 1-0 لفريقه أولمبياكوس اليوناني ضد فيورنتينا الإيطالي، في الدقيقة 116.

واستطاع الكعبي إكمال ما بدأه في هذه المسابقة بأفضل سيناريو ممكن من خلال معانقة اللقب، بعدما كان هداف "أسد الأطلس" كلمة السر المحورية في نجاح "أحفاد الإغريق" إذ فرض نفسه هداف دوري المؤتمر في الموسم الحالي (11 هدفًا وتمريرة حاسمة في 9 مباريات)، علاوة على كونه أول لاعب أفريقي يسجل 15 هدفًا في مباريات أوروبية في موسم واحد (11 هدفًا في دوري المؤتمر و4 أهداف في الدوري الأوروبي).

مسيرة أيوب الكعبي.. بداية بطيئة ثم انطلاقة صاروخية

لم تحظ مسيرة أيوب الكعبي ببداية مثيرة للاهتمام أو انطلاقة لافتة للأنظار، كما يحدث مع العديد من النجوم، حتى إنّ بدايته مع نادي الراسينغ البيضاوي (2012-2017) لم يكن فيها مهاجمًا صريحًا أساسًا، حيث بدأ في خطة ظهير أيسر ومن ثم انتقل إلى مركز متوسط الميدان الدفاعي، قبل أن يقع اكتشاف بعض ملامح نبوغته التهديفية في وقت لاحق، ويتحوّل إلى موقع "رأس الحربة".

وبعد بداية بطيئة، انتظرت مسيرة الكعبي موسم 2017-2018 لتعلن عن نفسها شيئًا فشيئًا، حيث سمح تألقه مع نهضة بركان المغربي، في ثاني تجاربه المحلية، بدعوته إلى منتخب المغرب للمحليين الذي كان يقوده جمال السلامي، مدرب الرجاء البيضاوي السابق، وكان يعرف قدرات اللاعب جيدًا.

ولم يتأخر الكعبي في إثبات علوّ كعبه، بعد أن هيمن اسمه على منافسات "الشان" الذي توّج بها المغرب وأنهاها "الغزال الأسمر" بلقب هداف البطولة (9 أهداف)، أمر مهّد له طريق المنتخب الأول، والحضور للمرة الأولى في المونديال من بوابة روسيا 2018، لتأتي بعد ذلك رحلة الكعبي مع الاحتراف الخارجي.

زلزال تركيا.. نقطة التحول في مسيرة أيوب الكعبي

عادت مسيرة أيوب الكعبي إلى الوتيرة الهادئة بعد مشاركته المونديالية، حيث احترف اللعب في الدوري الصيني من بوابة هيبي شاينا فورشن (9 أهداف في 28 مباراة)، غير أنّ عدم قدرته على التأقلم مع الأجواء أعاده إلى المغرب، حيث تقمّص ألوان الوداد، قبل أن يشدّ الرحال مجددًا إلى رحلة خارجية جديدة في تركيا، ستغير ملامح مسيرته.وقع الكعبي مع هاتاي سبور في 2021 ولعب معه قرابة الموسمين (26 هدفًا في 53 مباراة)، غير أنّ الزلزال الذي ضرب المدينة، وتسبّب في مقتل عدد كبير من الناس ومنهم زميله في الفريق النجم الغاني كريستيان أتسو، مما عجّل بتغيير إستراتيجية النجم المغربي الذي قرّر التوقيع منع السد القطري لستة أشهر قبل دراسة خياراته المستقبلية.

بعد تجربة قصيرة مع السد، وتحديدًا في 6 أغسطس/ آب أعلن الكعبي انضمامه إلى أولمبياكوس، لتبدأ مسيرة باهرة للنجم المغربي على الصيعدين المحلي والقاري، ما يزال يحصد ثمار نجاحها (32 هدفًا في 46 مباراة باحتساب جميع المساقات حتى الآن).

الكعبي ومنتخب المغرب.. من العدم إلى الأضواء

يعدّ أيوب الكعبي من أبرز المهاجمين في تشكيلة الناخب وليد الركراكي، في الوقت الراهن، غير أنّ بداياته مع المنتخب تعتبر غريبة مقارنة بما هو متعارف عليه في مسيرة أي لاعب دولي.

وعلى عكس السير الطبيعي، لم يقع استدعاء الكعبي لأي من المنتخبات الوطنية الخاصة بأصناف الشبان، حيث وقع التعويل عليه للمرة الأولى مباشرة في صفوف منتخب المحليين، بعد أن وجّهت الدعوة له للمشاركة في كأس أمم أفريقيا للمحليين "الشان"، والذي برز فيها بشكل لافت، محققًا لقب الهداف (9 أهداف)، ومساعدًا المغرب على التتويج بلقبه.

التألق في "الشان"، دفع بمدرب المنتخب الأول آنذاك، الفرنسي هيرفي رينارد، لدعوته إلى صفوف "أسود الأطلس" ليكون ضمن قائمة المشاركين في مونديال روسيا 2018.

اليوم، خرج الدولي المغربي من ثوب "رجل الظل" وبات بأهدافه الـ22 وتمريراته الحاسمة الستة في 44 مباراة دولية، رقمًا صعبًا في تشكيلة الركراكي، الذي وجّه إليه الدعوة مؤخرًا ضمن قائمة نجومه التي ستشارك في مواجهتي زامبيا (2 يونيو/ حزيران) والكونغو (9 يونيو) لحساب التصفيات الأفريقية إلى كأس العالم 2026.

أيوب الكعبي في سطور

  • هو لاعب كرة قدم مغربي وُلد في 26 يونيو/ حزيران 1993 (30 عامًا) في الدار البيضاء، وبعد مروره بمحطة "كرة الشوارع"، انتقل إلى نادي الراسينغ البيضاوي، الذي يعتبر النادي الأول الذي انتسب إليه بسكل رسمي.
  • بعد الراسينغ، عرفت مسيرة الكعبي عددًا من الأندية محليًا وخارجيًا، حيث انتمى لنهضة بركان، ثم هيبي شاينا فورشن الصيني في أول تجربة احترافية خارج حدود المغرب، ثم الوداد الرياضي المغربي وهاتاي سبور التركي والسد القطري وأخيرًا أولمبياكوس اليوناني.
شارك: