مستقبل مدرب المنتخب الأولمبي يقسم الشارع الرياضي المغربي

تحديثات مباشرة
Off
2023-07-10 01:38
عصام الشرعي مدرب المنتخب الأولمبي المغربي (Facebook/Équipe du Maroc)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لم يشفع للمدير الفني عصام الشرعي، قيادته للمنتخب المغربي الأولمبي لكرة القدم، إلى التتويج بكأس أفريقيا تحت 23، لتلقي الإشادة من بعض النقاد الرياضيين والجماهير المغربية، التي هاجمت بشدة المدرب المغربي، مباشرة بعد إسدال الستار على النهائي، سهرة أمس السبت، بفوز المغرب بنتيجة 2-1 على المنتخب المصري.

 وقسّم تقييم المدرب الشارع الرياضي المغربي، بين مطالب برحيله وعدم منحه فرصة قيادة المنتخب في الألعاب الأولمبية المقررة بباريس صيف العام المقبل، والتعاقد مع مدرب آخر أكثر خبرة، وبين مدافع عنه باعتباره أول مدير فني مغربي ينجح في الفوز بكأس أفريقيا لهذه الفئة.

تعيين مدرب دون خبرة خطأ كبير

وقارن حميد السباعي الصحافي الرياضي المغربي، بين موقف الجماهير  المغربية من سعيد شيبا الذي قاد المنتخب المغربي إلى نهائي كأس أـفريقيا تحت 23 سنة، التي جرت مطلع العام الجاري بالجزائر، وخسره أمام السنغال، ومن عصام الشرعي الذي توج باللقب القاري رفقة منتخب تحت 23، إذ صفقوا للأول رغم عدم إحراز اللقب، وانتقدوا الثاني رغم فوزه بالكأس.

وتابع موضحًا في تصريح لـ"winwin": "سعيد شيبا اسم معروف في الساحة الكروية المغربية، تألق كلاعب مع المنتخب المغربي، وانطلق من الدوري رفقة اتحاد الفتح الرياضي واحترف في الدوري الإسباني ودوريات الخليج العربي، وحينما دخل عالم التدريب خاض العديد من التجارب كمدرب معاون وكمدرب أول في المغرب والسعودية، وتعب كثيرًا قبل أن تُسند له قيادة منتخب الناشئين، الذين خاض معهم التصفيات وقادهم للنهائيات ثم للمباراة النهائية، واعتمد على خليط من اللاعبين المحليين والمحترفين".

وأضاف السباعي أن مستوى شيبا كمدرب ذكي ظهر في طريقة تعامله مع العديد من المواقف الصعبة أثناء المباريات، كما نجح في التعامل مع فئة سنية حرجة، كان خلالها مربيًا وأبًا قبل أن يكون مدربًا بشكل احترافي وذكي. 

وبخصوص عصام الشرعي، قال السباعي إن الجمهور المغربي لم يكن يعرف من هو الشرعي ولم يسبق له أن سمع به قبل تعيينه مدربًا للمنتخب الأولمبي، وتابع: "من جاء به؟ سيرته الذاتية ضعيفة جدًا، فقط كان لاعب مع بعض الأندية الصغيرة في بلجيكا واعتزل مبكرًا في سن 30، ثم أصبح مساعد مدرب في أندية بلجيكية غير معروفة ولم يسبق له تحمل المسؤولية كمدرب أول".

وأكمل: "ما أريد قوله إن الشرعي لم يسبق له أن تحمل مسؤولية فريق، في اختيار اللاعبين وتحديد التشكيلة والخطة، كان فقط الرجل الثاني في الفرق التي اشتغل فيها، وهذا ما يطرح الكثير من التساؤلات حول استحقاقه لمنصبه الحالي، ليشرف على تدريب جيل ذهبي من المواهب قلما اجتمعت في وقت واحد في تاريخ الكرة المغربية".

حملة "مغرضة" على مدرب قادم من "الهامش"

من جانبه، دافع الناقد الرياضي مصطفى برجال بشدة عن عصام الشرعي، بعدما نجح في إهداء أول لقب قاري لفئة تحت 23 سنة، مضيفًا في تصريح لـ"winwin" أن الذنب الوحيد الذي "اقترفه" الشرعي أنه مدرب قادم من مدن الهامش بعيدًا عن محور الدار البيضاء\الرباط.

 وتابع: "في إطار النقد الرياضي والتحليل البنّاء، فالمدرب له ما له، وعليه ما عليه، لكن موجة الهجوم العنيفة عليه، التي نشاهدها حاليًا غير مبررة بالمرة، والتاريخ سيسجل أن الشرعي هو من قاد المغرب نحو التتويج بأول لقب قاري لبطولة تحت 23 سنة، من يتحجج بأنه مدرب مغمور فهو لم يكن يتابع الدوري البلجيكي، وهذه مشكلته وليست مشكلة عصام الشرعي".

وذكّر برجال، بالفترة التي قاد فيها المدرب الهولندي الراحل بيم فيربيك المنتخب المغربي الأولمبي في نهائيات كأس أفريقيا التي جرت بالمغرب في العام 2011، وخسر النهائي أمام الكونغو تحت أنظار الجماهير المغربية، رغم أنه كان يملك جيلًا موهوبًا من اللاعبين المميزين، وتابع: "لم نسمع مثل هذه الانتقادات لفيربيك رغم خسارته للكأس، لأنه أجنبي فقط".

وخلص برجال إلى أن ما أسماها "الحملة المغرضة والمبالغ فيها كثيرًا" على مدرب المنتخب الأولمبي عصام الشرعي، يمكن فهمها من خلال التغطية الإعلامية المغربية الحالية لنصف نهائي كأس العرش، وتابع: "رغم أن دور النصف يجمع أربعة أندية، إلا أن الإعلام ركز بشكل كبير على ديربي الوداد والرجاء، وتجاهل مباراة اتحاد الفتح الرياضي ونهضة بركان، ما يؤكد الانحياز لأندية المحور، والشرعي ينحدر من المناطق الشرقية المغربية، ولو تعلق الأمر بمدرب قادم من مدن المركز لما سمعنا هذه الضجة حوله".

الوقت لم يسعف الشرعي للتحضير جيدًا 

قال المدرب المغربي إدريس عبيس، المتخصص في التحليل الفني لمباريات كرة القدم، إن قيادة الشرعي للمنتخب المغربي للفوز باللقب القاري، إنجاز يحسب له، بالرغم من ضيق وقت التحضير.

وأضاف عبيس المشرف العام على أكاديمية نادي أولمبيك اليوسفية المغربي لكرة القدم، في تصريح لـ"winwin" إن الشرعي لم يخض فعليًا مع المنتخب المغربي الأولمبي سوى تجمعَين إعداديَين قبل انطلاق الـ"كان"، وتابع: "الاستعدادات الفعلية للمنتخب الأولمبي رفقة الشرعي لم تنطلق إلا في شهر مارس/ آذار الماضي، خلال أسبوع الاتحاد الدولي، حينما نظم الاتحاد المغربي دوريًا وديًا بمدينة الرباط، شاركت فيه منتخبات كوت ديفوار والتوغو وأوزباكستان، تمكن خلالها الشرعي لأول مرة من استدعاء المحترفين، لكن كانوا منقوصين من لاعبي المنتخب الأول، الذين لم ينضموا إلا في آخر تجمع دخله المنتخب المغربي في 12 من الشهر الماضي كآخر محطة إعدادية للبطولة القارية".

وخلص عبيس إلى أن تحميل الشرعي مسؤولية بعض فترات الضعف التي مر بها المغرب في البطولة، فيه كثير من التحامل عليه، وختم بقوله: "الشرعي مدرب شاب يجب دعمه، لا سيما أنه نجح في مهمته، وحقق جميع أهدافه، تأهل للأولمبياد وفاز باللقب القاري، وستسمح له الفترة المتبقية عن انطلاق أولمبياد باريس في العمل أكثر مع لاعبيه من خلال معسكرات إعدادية ومباريات ودية ستجمع بصمته تظهر أكثر على المجموعة".

شارك: