محمد عودة لـwinwin: حققت إنجازًا كبيرًا مع الهلال الليبي
تولى محمد عودة، المدير الفني السابق لنادي المقاولون العرب، مهمة تدريب الهلال الليبي في نوفمبر 2022، ونجح في تحقيق المركز الثالث في الدوري، إضافةً إلى التأهل إلى بطولة كأس الكونفيدرالية الأفريقية الموسم المقبل.
وكان محمد عودة قد تولى تدريب العديد من الأندية منها المقاولون العرب وأهلي بني غازي وبتروجيت والنصر بني غازي كما تولى تدريب غزل المحلة.
وتواصل winwin مع محمد عودة، المدير الفني الحالي لفريق الهلال الليبي، للحديث معه عن تجربته في الدوري الليبي إلى جانب رأيه في العديد من الملفات في الفترة الحالية ليدور هذا الحوار..
في البداية نجحت في قيادة فريق الهلال الليبي لضمان المشاركة في كأس الكونفيدرالية الموسم القادم، كيف ترى هذا النجاح؟
بدأتُ مع الهلال وهو في المركز قبل الأخير، كان الفريق قد شارك في حوالي 4 مباريات قبل تسلمي المهمة، وعندما جلست مع مجلس الإدارة كان هدفهم البقاء في الدوري هذا الموسم والهروب من الهبوط، من خلال إنهاء الموسم في منتصف جدول الترتيب، هذا ما تم الاتفاق عليه معي، وجدت المنظومة كلها متكاملةً من مجلس الإدارة بقيادة كابتن علي الشريف وهو صغير السن ومتفاهم جدًا، والإمكانيات جيدة، حتى الجهاز المعاون كان على أعلى مستوى من الجهاز الطبي إلى الإداري، كان هناك تعاون كبير معي أدّى في النهاية إلى نجاح المنظومة بأكملها، علاوة على وجود العديد من اللاعبين الجيدين في الفريق؛ لكن كانت هناك مشكلة في إبرامهم 17 صفقة هذا العام، فلم يكن هناك تجانس تمامًا، مع عدم امتلاك طموح، فجميعهم لاعبون من دوري القسم الثاني ومن فرق هبطت إلى الدرجات الدنيا؛ لذلك قمت بالعمل على الجانب النفسي ورفعت عنصر الطموح بشكل كبير فيما بينهم، وحفّظتهم طرق اللعب، وأكاد أجزم أن فريق الهلال الليبي كان النادي الوحيد الذي يتدرب مرتين خلال اليوم صباحًا ومساءً، وحدث توقف كبير في الدوري وذلك الأمر ساعدني كثيرًا، فبدأت العمل على فترتين في اليوم من أجل تحفيظهم طريقة اللعب بشكل أكبر، والتعب أتى بثماره في النهاية، والطموح ارتفع كي ننهي الموسم في مراكز متقدمة.
كانت لدينا 5 مباريات وينبغي الفوز بها كلها، واستطعنا تحقيق الفوز في 5 مباريات متتالية، وأخبرت اللاعبين إذا تعادلنا في مباراة واحدة؛ فلن نتأهل إلى مرحلة تحديد البطل في الدوري؛ لذلك كان الطموح عاليًا، إضافةً إلى دعم مجلس الإدارة، والمكافآت المادية لم تكن تتأخر وتُصرَف في موعدها، وهذا عامل أساسي للاستقرار، من الصعب أن ينجح طرفٌ بمفرده، إذا عمل الجهاز الفني دون أدوات أو من غير دعم مجلس الإدارة؛ فستكون هناك مشكلة، لذلك كانت هناك منظومة متكاملة أدّت إلى النجاح.
الدوري الليبي ليس غريبًا على عودة، سبق ودربتَ أهلي بنغازي وكذلك النصر في عام 2020 .. ما الفرق بين تلك التجربة والتجارب السابقة في الدوري الليبي؟
الفرق بين كل التجارب السابقة كان عندي أنا، توليت تدريب أهلي بني غازي في 2018 وكان فريق النصر الأقوى في ذلك الوقت، كما كانوا محافظين على قوامهم، فعملتُ مع أهلي بني غازي وأنهيت الدور الأول متصدرًا الدوري وحققت الفوز في أفريقيا وضمنت التأهل إلى دور المجموعات، حققت نجاحات كبيرة للغاية مع النادي الأهلي؛ لكن المشكلة وقتها كانت في المنظومة التي لم تكن متكاملة، مجلس الإدارة لم يكن متعاونًا معنا، بالإضافة إلى تأخير المستحقات المالية للاعبين بسبب المشاكل المادية وقتها؛ لذا قررتُ الرحيل وأنا متصدر الدوري وضمنت المشاركة في دور المجموعات في أفريقيا.
أمّا بالنسبة إلى نادي النصر، بدأتُ العمل معهم في 2020، وقد غيّروا كُلَّ عناصر الفريق، وانتدبوا لاعبين دون المستوى، فبذلتُ مجهودًا مضنيًا، وتعبتُ بشدة مع النصر، إذ حفّظتهم طرق اللعب، وعملت على تطويرهم، لم يكن أحد ليتوقع أن يقدم فريق النصر مستويات كبيرة، أو أن يحقق مركزًا متقدمًا؛ لأن قوام الفريق كان من عناصر صغيرة في السن؛ لكني حققت الفوز بجميع المباريات خلال الدور الأول، وكانت آخر مباراة في الدور الأول هي الديربي مع أهلي بني غازي، ولم يحالفنا التوفيق في تلك المباراة، حيث خسرنا بنتيجة 3-1، وأصبحنا في المركز الثاني، وإمكانيات الفريق لم تساعدني؛ لذلك قررت الرحيل إلى غزل المحلة في مصر.
المشكلة عندي أنني كنت مركزًا بشكل أكبر مع الدوري المصري في أثناء فترات تدريبي في ليبيا، عندما كنت أتلقى عروضًا تدريبية داخل مصر كنت أوافق على الفور، قررت الرحيل عن أهلي بني غازي عندما تلقيت عرضًا من بتروجيت، ثم خلال عملي في النصر عُرِضَ عليَّ تدريب غزل المحلة؛ فقررت النزول إلى مصر وهذه كانت مشكلة كبيرة واجهتني.. والفَرق بين التجارب الماضية وتجربة هذا الموسم مع الهلال تكمن في أنني اتخذت قرارًا بعدم رجوعي إلى مصر إلّا بعد انتهاء الموسم وتحقيق النجاح.
كان من الصعب أن تكون تلك التجربة الثالثة لي في ليبيا وأترك الفريق في منتصف الموسم مثلما حدث في السابق رغم أنني تلقيت حوالي ثلاثة أو أربعة عروض من فرق في الدوري المصري، ومجلس إدارة الهلال يشهد على ذلك، ورفضها النادي كلها، كما كنت أريد إكمال المهمة التي تكللت بالنجاح، وأنا أعتبره إنجازًا بتحقيق تلك النجاحات في ظل إمكانيات الفريق الفنية، ولولا غياب التوفيق لكنا فزنا بالبطولة، كما أتوجه بالشكر إلى اللاعبين ومجلس الإدارة والجهاز المعاون.
هل ندمت على خطوة رحيلك عن غزل المحلة إلى المقاولون العرب؟
تمكنت من صناعة فريق جيد للمقاولون العرب، من حوالي 7 سنوات كان فريق المقاولون ينافس دائمًا على الهبوط، صنعتُ فريقًا جيدًا، وانتدبتُ اللاعبين، وعملتُ معهم طوال فترة الإعداد، وبذلت مجهود وفيرًا، واستمررتُ مع نادي المقاولون 3 أو 4 مواسم، الفريق كان ينهي الموسم بين المراكز الرابع أو الخامس أو حتى السادس في منتصف الجدول، ومن ثم رحلتُ في الموسم الرابع.
وفي غزل المحلة حدث نفس الأمر، أتيت باللاعبين وعملت معهم، كنت أضع كل لاعب في مركزه، وشكّلت توليفةً بين الخبرة والعناصر الشابة، واستمر الفريق في تقديم مستويات جيدة؛ حتى بعد رحيلي، حتى رحلت والمحلة في المركز الخامس وكنت أسير بهم على نحو رائعٍ، اللاعبون حفظوا طريقتي في العمل وقدّموا موسمًا جيدًا.
بالتأكيد، ندمت كثيرًا على رحيلي عن غزل المحلة، فهو فريق شكّلته بنفسي وبذلت كل ما لديَّ معهم، ورحلت إلى المقاولون وتوليت تدريب مجموعة ليست من اختياري، متحملًا أخطاء مَن سبقوني، تلك هي النقطة الوحيدة التي ندمتُ وحزنت عليها؛ لكن إذا تكرر الأمر ودرّبتُ المحلة وعَرَضَ عليَّ المقاولون فسأوافق؛ لأن نادي المقاولون له فضل كبير عليَّ، وهو الذي صنع اسم محمد عودة، تربيت في النادي منذ حوالي 37 سنة لاعبًا ومدربًا ولا يمكن أن يطلبني نادي المقاولون وألّا ألبّي هذا الطلب أو أتخلى عنه، فتحاملت على نفسي، وتركت فريق المحلة الذي تعبتُ فيه، وفي النهاية أنا سعيد بالنجاحات التي حققتها في ليبيا وفي مصر، وأبلغوني أنني حصلت على جائزة أفضل مدرب في ليبيا، وسيتم تكريمي في حفل يوم الثلاثاء المقبل.
هل تفكر في العودة والتدريب في مصر قريبًا؟
تلقيت عروضًا تدريبية من عدة أندية بمصر في الفترة السابقة، والآن كل الفرق مكتملة، وفي الفترة الحالية أضع كل تركيزي في الدوري الليبي، وأنا مستمر، وسأكمل المسيرة هذا الموسم في ليبيا، وبالفعل تلقيت أكثر من عرض من أندية أخرى في ليبيا وسأدرسها جميعًا، لأقرر إذا كنت سأكمل المهمة مع الهلال أم أخوض التجربة مع فريق آخر.