مباراة "وفاة" كرة القدم في مونديال 1982.. ما القصّة؟

2022-07-21 14:42
أرشيفية - لقطة من مباراة البرازيل وإيطاليا في كأس العالم 1982 بإسبانيا (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

قبل 40 عامًا، وبالتحديد يوم 5 يوليو/ تموز 1982، كانت جماهير كرة القدم على موعد مع مباراة لا تُنسى في تاريخ بطولات كأس العالم، حيث سقطت البرازيل أمام إيطاليا بنتيجة (3-2)، وودعت مونديال 1982 بإسبانيا، في يوم ظل راسخًا في أذهان عشاق الساحرة المستديرة، وأُطلق عليه فيما بعد لقب "يوم وفاة كرة القدم".

كانت البرازيل أقوى المرشحين للفوز بكأس العالم 1982، مع فريق يقدم متعةً كرويةً ساحرةً يقوده المدرب تيلي سانتانا، ويضم لاعبين من الطراز العالمي مثل سكراتيس (سقراط) وزيكو وفالكاو على سبيل المثال لا الحصر.

كان منتخب "السيليساو" رائعًا بالفعل طوال البطولة، وحقق الانتصار في مبارياته الـ3 ضمن دور المجموعات الأول، حيث تفوق (2-1) على الاتحاد السوفيتي (سابقا)، و(4-1) على إسكتلندا، و(4-0) على نيوزيلندا.

وعلى الجانب الآخر، لم تكن إيطاليا بقيادة نجمها باولو روسي في أفضل حالاتها، واجتازت دور المجموعات الأول بصعوبة بالغة دون تحقيق أي انتصار، بالتعادل (1-1) مع بيرو والكاميرون و(0-0) مع بولندا.

صعد "الأتزوري" بالفعل إلى مرحلة المجموعات الثانية، التي ضمت البرازيل والأرجنتين، لكن لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين أن بإمكانه الذهاب إلى أبعد من ذلك في مونديال 1982.

في مرحلة المجموعات الثانية، خسرت الأرجنتين من البرازيل (3-1)، ومن إيطاليا (2-1)، وكانت المواجهة الأخيرة هي التي ستحدد المتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم 1982.. كان المنتخب البرازيلي يحتاج إلى التعادل فقط لحجز بطاقة عبوره، بسبب تفوقه في فارق الأهداف على الإيطاليين، بينما كانت إيطاليا تبحث عن الفوز ولا شيء غيره للتأهل.

مباراة البرازيل وإيطاليا.. قصة مونديالية في ذاكرة تاريخ كأس العالم

أُقيمت المباراة على ملعب "ساريا" في مدينة برشلونة الإسبانية، أمام حضور جماهيري بلغ 44 ألف متفرج، وكان بطل المباراة بلا منازع هو النجم الراحل روسي، الذي عُرف في إيطاليا باسم "بابليتو"، أما لقبه في البرازيل بعد هذه المواجهة الملحمية فكان "الجلّاد".

دخلت البرازيل المباراة بثقة كبيرة في تحقيق الانتصار، وعدم الاكتفاء بالتعادل الذي يضمن تأهلها لنصف النهائي، بينما حلمت إيطاليا بقيادة مدربها، إنزو بيرزوت، بتحقيق المفاجأة، لكن الأمور بدت صعبةً مع تراجُع مستوى روسي، بعد عودته من إيقاف عن ممارسة كرة القدم لمدة عامين قبل المونديال؛ بسب ارتباطه بفضيحة تلاعب في نتائج المباريات، وكان أداؤه مخيفًا حتى تلك اللحظة في كأس العالم 1982.

40 عاماً على المباراة التاريخية بين إيطاليا والبرازيل في مونديال 1982

استقبل ملعب "ساريا" المباراة بمدرجاته المرتفعة بشدة، المليئة بالمشجعين الملوحين بالأعلام، ما أضفى دراما أخرى إلى اللقاء.. بعد 5 دقائق باغتت إيطاليا الدفاع البرازيلي بهدف مبكر من كرة رأسية لروسي مستغلًا عرضية أنطونيو كابريني، لكن الرد لم يتأخر كثيرًا وأتى بعد 7 دقائق بهدف قال عنه معلق شبكة الـBBC، جون موتسون، أنه "يلخص فلسفة كرة القدم البرازيلية".

لعب سقراط الكرة إلى زيكو، الذي مر بمهارة بكعب القدم من مدافعين إيطاليين، ثم مررها إلى سقراط الذي تقدم داخل حدود منطقة الجزاء وأحرز  هدفًا من تسديدة بين حارس مرمى إيطاليا دينو زوف والقائم القريب.. وكان من المفترض أن يكون ذلك بمثابة تمهيد للبرازيل لتحقيق فوز مريح، لكن بعد 25 دقيقة، اعترض روسي تمريرة تونينيو سيريزو الجانبية، وركض منفردًا بالمرمى مانحًا إيطاليا التقدم من جديد.

عادل فالكاو النتيجة للبرازيل بعد الاستراحة عند الدقيقة 68، عندما تلقى تمريرة من جونيور وسدد الكرة في الشباك من على بعد 20 متراً.. وبعد 6 دقائق، حصلت إيطاليا على ركلة ركنية أبعدها الدفاع البرازيلي ووصلت نحو ماركو تارديلي الذي سددها ثم أكملها روسي في الشباك مُسجلا الثلاثية "الهاتريك".

وخلال اللحظات الأخيرة من المباراة، حصل إيدر على ركلة حرة سددها أوسكار باتجاه المرمى؛ لكن زوف تصدى للكرة بشكل رائع، ليحرم البرازيل من التعادل، وتنتهي المباراة المُثيرة بفوز إيطاليا بنتيجة 3-2 والذهاب إلى نصف النهائي.. وحينها تزايدت الأحلام الإيطالية بإمكانية تحقيق اللقب العالمي، وبالفعل كان هذا ما حدث بعد الفوز على بولندا (2-0) بثنائية روسي في نصف النهائي، ثم التفوق في نهاية المطاف (3-1) على ألمانيا الغربية في النهائي.

إيطاليا فازت على ألمانيا الغربية 3-1 في نهائي كأس العالم 1982

في مقابلة صحفية سابقة، تذكَّر روسي كيف أنه في زيارته الأولى للبرازيل عام 1989، أُمِر بالخروج من سيارة أجرة عندما تعرف عليه السائق؛ لكنه أكد أن هذا كان استثناءً، وقال النجم الذي فارق الحياة عام 2020: "في الواقع، لديَّ الكثير من الأصدقاء البرازيليين وهناك الكثير من المودة والاحترام. إنهم لا يرونني فقط كلاعب سجل ذات مرة 3 أهداف ضد البرازيل، هناك ما هو أكثر من ذلك. ما يجعلني أشعر بالفخر هو أننا لم نهزم البرازيل فقط، ولكنه الفريق الذهبي في عام 1982، لقد كان فريقًا من الأبطال المذهلين".

خيبة أمل نجم المنتخب البرازيلي سقراط إثر نهاية المباراة أمام إيطاليا

انتهت رحلة البرازيل في تلك النسخة من كأس العالم، لكن  لا يزال فريق البرازيل عام 1982 من بين أعظم المنتخبات التي لم تفز بالمونديال، ويرى كثيرون أن يوم هزيمته من إيطاليا كان يوم "وفاة" الكرة الجميلة، حيث تغيرت بعدها طرق اللعب بصورة كبيرة، نحو أسلوب كرة قدم دفاعي أكثر.

وخلال التسعينيات، أصبحت كرة القدم البرازيلية المحلية عدوانية بشكل لا يصدق، مع ما يصل إلى 50 أو 60 خطأ في كل مباراة، وقال زيكو ذات مرة في تصريحات صحفية: "لو فزنا بتلك المباراة (أمام إيطاليا)، لكانت كرة القدم مختلفة. وبدلاً من ذلك، بدأنا في إنشاء كرة القدم على أساس الحصول على النتيجة بأي ثمن"، فيما اعتبر آخرون أن أسلوب لعب البرازيل لم يكن منطقيًا بالاعتماد على 4 لاعبين مُبدعين في خط الوسط وجناحين ومهاجم، وهو أسلوب لم يكن لينجو بأي حال من الأحوال.

ملاعب نهائيات كأس العالم قطر 2022

  1. استاد أحمد بن علي: السعة 40 ألف مقعد. يقع في واحدة من أكثر المدن التقليدية في قطر، وسيكون مقرًا لنادي الريان الرياضي صاحب القاعدة الجماهيرية العريضة.

  2. استاد خليفة الدولي: السعة 40 ألف مقعد. عزيز على قلوب أهل قطر لكونه رسم تاريخ كرة القدم في البلاد. شُيِّد عام 1976، وتم تجديده ليستضيف كأس العالم 2022.

  3. استاد لوسيل: استاد نهائي قطر 2022. السعة 80 ألف مقعد. يقع وسط مدينة لوسيل الحديثة.

  4. استاد 974: السعة 40 ألف مقعد. مكوّن من حاويات الشحن البحري والعوارض الفولاذية القابلة للتفكيك بالكامل، ويرمز إلى التاريخ البحري للدوحة، ويتناغم مع الميناء الذي يقع على مقربة منه.

  5. استاد الثمامة: السعة 40 ألف مقعد. تصميمه مستوحى من القحفية، وهي القبعة التي يرتديها الرجال في الوطن العربي.

  6. استاد الجنوب: السعة 40 ألف مقعد. يقع في مدينة الوكرة الجنوبية، وهي واحدة من أقدم المدن القطرية الآهلة بالسكان.

  7. استاد المدينة التعليمية: السعة 40 ألف مقعد. يحيط به عدد من الجامعات الرائدة في قطر، وسيستضيف المباريات حتى ربع النهائي.

  8. استاد البيت: استاد المباراة الافتتاحية. السعة 60 ألف مقعد. تصميم مستوحى من بيوت الشعر التقليدية.

مجموعات كأس العالم قطر 2022

 

شارك: