ما حقيقة ما سيحصل عليه الأهلي من كأس العالم للأندية 2025؟

تحديثات مباشرة
Off
2024-05-11 19:49
من مراسم تتويج الأهلي المصري بالميدالية البرونزية في كأس العالم للأندية 2023 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

 أثار تقرير صحيفة "ذا صن" جدلًا واسعًا حول المبالغ التي سيتحصل عليها كل نادٍ نظير مشاركته في كأس العالم للأندية بشكلها الجديد الموسع، والمزمعة إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية صيف العام المقبل.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، قد أعلن عن إطلاق نسخة مكبرة لكأس العالم للأندية، تتضمن 32 ناديًا، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة لضرب مشروع دوري السوبر الأوروبي، إذ ستضم البطولة عددًا كبيرًا من الأندية الأوروبية يصل إلى 12 ناديًا، عكس ما كان الحال عليه مع النسخة الحالية للبطولة، والتي كانت تضم ناديًا أوروبيًّا وحيدًا يلعب بدايةً من نصف النهائي.

الصحيفة الإنجليزية أشارت إلى أن كل نادٍ سيتحصل على مبلغ يصل إلى 50 مليون يورو نظير المشاركة فقط، في كأس العالم للأندية، على أن يرتفع المبلغ تدريجيًّا مع كل تأهل إلى الدور التالي، ليصل إلى قرابة الـ100 مليون يورو في حالة الفوز بالبطولة.

الرقم لهث عليه المتابعون، خاصةً من الأندية التي تلعب خارج القارة الأوروبية، والتي تقل مداخيلها السنوية عن هذا الرقم، ولم يكن الأمر مختلفًا، بل ربما أكثر بين متابعي الأندية الأفريقية التي ستخوض المنافسات، وهي الأهلي المصري والوداد المغربي والترجي التونسي وصن داونز الجنوب أفريقي.

ما حقيقة حصول كل نادٍ على هذا الرقم الضخم؟

حتى تلك اللحظة، ليست هناك رقم رسمي يوضح ما سيتحصل عليه كل نادٍ جراء المشاركة في تلك المسابقة الكبرى، وهو أمر بديهي بالنظر إلى أن الفيفا لم تتم بعد اتفاقاته التجارية الخاصة بالبطولة.

حسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" كان يقيّم عوائد البث التي سيتحصل عليها من كأس العالم للأندية بـ4 مليارات دولار، إلا أن العرض الأشهر للحصول على حقوق البطولة كان من شركة "أبل" عبر تطبيقها للبث، والتي عرضت حوالي ربع هذا المبلغ، أي ما يدور في فلك المليار دولار.

ليس من المعروف حتى الآن خطط "أبل" إن تحصلت على حقوق البطولة، وعمّا إذا ما كانت ستجعل بثها عبر تطبيقها مجانيًا، أم أنه سيكون حصريًّا فقط لمستخدمي تطبيقها "أبل بلس"؛ لكن مصادر لنيويورك تايمز أشارت إلى تحفُّظ بعض مسؤولي فيفا على فكرة حصر البطولة على مستخدمي تطبيق "أبل"، وإن حدث هذا الأمر فستكون المرة الأولى في تاريخ الفيفا التي يبيع فيها حقوق البطولة إلى شركة واحدة لا توزع حقوق البث حول العالم، علمًا بأن "أبل" تمتلك حقوقًا حصرية لبعض المنافسات، وأهمها على المستوى الكروي امتلاكها منذ 2022 لحقوق البث العالمية للدوري الأمريكي لكرة القدم لمدة 10 سنوات، مقابل 2.5 مليار دولار، كما بثت نظيرتها بيكوك مباراة إقصائية في دوري كرة القدم الأمريكية الموسم الماضي، وكذلك تمتلك أمازون برايم حقوق بث مباريات يوم الخميس لدوري كرة القدم الأمريكية منذ عام 2022.

هل هناك رقم مرجعي للوصول إلى تقدير منطقي؟

بالنظر إلى أنها النسخة الأولى للبطولة، فإن الغموض يكتنف جوائزها، بل وبعض الأمور الأخرى الخاصة بها وفي مقدمتها طريقة بثها أو توزيعها، وهو ما يصعب حتى من طريقة الوصول لمعلومة صحيحة من فيفا، لكن هناك طريقة أخرى للوصول لتقدير منطقي، ألا وهي المقارنة مع ما يدفعه فيفا من جوائز للفرق التي تشارك في مسابقاته عادة، وليس هناك مثالٌ أهم من كأس العالم لكرة القدم للمنتخبات.

تحصّل فيفا على إيرادات هي الأضخم في تاريخ كأس العالم عندما جمع 6.3 مليار دولار، حصته من عوائد بطولة كرة القدم الأكبر على الإطلاق، وهذه العوائد تتضمن كل شيء يتعلق باتفاقات الفيفا التجارية، من عوائد بث ورعاة بلغ عددهم 32 راعيًا، وكذلك عوائد بيع تذاكر المباريات التي بلغت 929 مليون دولار، حسب التقرير الصادر من فيفا نفسه.

لكن ماذا عن عوائد البث وحده؟ أصدر فيفا تقريرًا منفصلًا كشف فيه عن حصوله على عوائد بلغت 2.96 مليار دولار من حقوق بث كل المسابقات التي نظمها في 2022، ولتعرف حجم إسهام كأس العالم في عوائد البث تلك، يكفيك أن تعرف أن فيفا قد كشف أن عوائد البث الخاصة به في عام 2021 بلغت 123 مليون دولار، أي أن كأس العالم تمثل حصة الأسد بمبلغ يدور في فلك الـ2.8 مليار دولار، وهو أمر يثير معه الاستغراب أن يقدّر فيفا قيمة كأس العالم للأندية 2025 بـ4 مليارات دولار، ما قد يصفه البعض بطموحات متفائلة أكثر من اللازم.

هنا نصل إلى النقطة والسؤال الأهم، وهو كم تحصلت المنتخبات من مبالغ جراء مشاركتها في بطولة أدرّت على الفيفا حقوق بث 2.8 مليارات دولار، وأرباحًا بكل مشتملاتها متضمنة البث لتبلغ 6.3 مليارات دولار؟

جوائز كأس العالم (winwin)

نصّت قواعد الفيفا على أن يتحصل كل منتخب مشارك على مبلغ 9 ملايين دولار نظير المشاركة في دور المجموعات، على أن يزداد المبلغ مع التأهل لكل مرحلة تالية، بحيث يتحصل المنتخب المتأهل إلى دور الـ16 على 4 ملايين دولار إضافية، لتصل جائزته إلى 13 مليون دولار، ومع كل تأهل يزداد المبلغ الإجمالي ليبلغ 17 مليون دولار نظير التأهل إلى ربع النهائي، و25 مليون دولار نظير الحصول على المركز الرابع، و27 مليون دولار على المركز الثالث، و30 مليون دولار نظير وصافة بطل كأس العالم الذي يتحصل على 42 مليون دولار.

بحسبة بسيطة -وإن صحت تقديرات أبل لكأس العالم للأندية 2025 البالغة مليار دولار تقريبًا، مقابل 2.8 مليار دولار تقريبًا لكأس العالم للمنتخبات- فإن كل نادٍ من المفترض أن يتحصل على ما قسمته 1 على 2.8 من المبلغ، أي أنه بهذه الحسبة سيتحصل المشارك في دور المجموعات من كأس العالم للأندية على 3.2 ملايين دولار، ثم يرتفع الرقم تدريجيًا مع التقدم في أدوار المسابقة، ليصل إلى 15 مليون دولار لبطل المسابقة، هذا إن تم تثبيت نفس طريقة التعامل من جانب فيفا.

جوائز كأس العالم (winwin)

التقديرات قد تتغير في كأس العالم للأندية

هذه الأرقام كانت بناءً على تقديرات قيمة بث البطولة من جانب أبل، التي ربما حاولت الضغط بالرقم على فيفا الذي قد يتحصل على مهتم بعرض أكبر بالتأكيد، لكن فيفا قد يكون أكثر سخاءً مع الأندية لجعل الأوروبية منها أكثر اهتمامًا بها، بالنظر إلى ضآلة الرقم مقارنة بعائداتها، ويغير من طريقته لحساب الجوائز إلى حدٍ ما بحيث يزيد نسبة ما يمنحه من عوائده من البطولة للفرق، مقارنة بما يفعله مع المنتخبات، وهو أمر قام به بالفعل في كأس العالم للأندية بشكلها القديم، التي أدرّت فقط 186 مليون دولار بكامل اتفاقاتها التجارية في آخر نسختين منها مجتمعتين، حيث يتحصل الفائز بها على 5 ملايين دولار والثاني على 4 ملايين دولار، كما يتحصل الثالث على 2.5 مليون دولار والرابع على مليوني دولار، وصاحبا المركزين الخامس والسادس على مليون دولار لكليهما، وأخيرًا يتحصل صاحب المركز السابع على نصف مليون دولار، وكلها أرقام جوائز مقارنة بعوائد البطولة أعلى في النسبة من كأس العالم للمنتخبات.

فمثلًا لو لم يتعامل فيفا مع جوائز كأس العالم للأندية بنفس منطق تعامله مع جوائز كأس العالم للمنتخبات، على اعتبار أن رغبة الفيفا بإغراء الأندية أعلى وسطوته عليها أضعف من المنتخبات التي لا تفكر في إنشاء مسابقة مستقلة كما هو الحال مع الأندية، فإن المشارك في البطولة قد يتحصل على ما هو أكثر من 3.2 ملايين دولار بالحسبة الرقمية البحتة، بحيث يصل الرقم إلى مبلغ يدور في فلك الـ5 ملايين دولار، كما أنه إن تحصل فيفا على عرض أفضل من "أبل" فقد يرتفع الرقم بنسبة الفارق بين عرض "أبل" والعرض الأفضل، وهكذا.

ولا يعني هذا أن الرقم الإجمالي لعوائد الأهلي أو الترجي أو الوداد من البطولة سيتوقف عند هذا الحد بالتأكيد، فبعيدًا عن جائزة المشاركة، من المؤكد أن هناك الكثير من العوائد التجارية الأخرى من رعايات وصفقات سيتم الاستفادة منها، بالنظر إلى رغبة الكثير من المُعلنين في الحضور في هذا الحدث، لكن المؤكد أنه لا منطق في أن يتم تخصيص 1.6 مليار دولار جوائز مبدئية للـ32 فريقًا نظير المشاركة، مع وصول المبلغ لما يفوق الـملياري دولار، مع زيادة الجوائز للمتأهلين إلى الأدوار التالية من البطولة حتى المباراة النهائية.

الخلاصة .. رقم الـ50 مليون يورو لكل فريق الذي أطلقته الصحيفة البريطانية، والتي تدخل ضمن تصنيف صحف "التابلويد" (الصحافة الصفراء) الأقل شأنًا في عالم الصحافة، هو بعيد كل البعد عن أي منطق، وكان محاولة فقط لمغازلة مشاعر الملايين، كما تفعل في كثير من أخبارها الأخرى.

شارك: