لماذا تراجعت معدلات الإنفاق في ميركاتو الدوري السعودي ؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-10-09
فريق الهلال من الموسم الحالي 2024-2025 (X/SPL)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin وكالات
+ الخط -

تراجع سقف إنفاق أندية السعودي لكرة القدم هذا العام إلى النصف تقريبًا من إنفاق العام الماضي، الذي أخرجت فيه الأندية ما يناهز مليار دولار للتعاقد مع لاعبين عالميين، وهي خطوة وصفها محللون بالتقشفية.

في العام الماضي جاء إنفاق أندية الدوري السعودي في المركز الثاني عالميًا، حيث أبرم الكبار صفقات عالمية على غرار البرازيلي نيمار والفرنسي كريم بنزيما والسنغالي ساديو ماني، غير أن هذا الصيف لم يشهد أي توقيع كبير.

أستاذ الرياضة والاقتصاد في كلية سكيما الفرنسية، سيمون تشادويك قال إن تراجع الإنفاق يعود إلى أسباب مالية ورياضية، وأوضح: "أولًا، رياح التقشف تهب على كرة القدم، وهي انعكاس لقضايا اقتصادية وسياسية حول العالم".

يضيف: "ثانيًا، تراجعت أندية الدوري السعودي هذا العام؛ لتقييم ما إذا كانت الاستقطابات تمثل قيمة مقابل المال، بالإضافة إلى أن صندوق الاستثمارات العامة باع سندات في الأسواق المالية". وقد يكون التراجع مرتبطًا بـ"ترتيب الأولويات" في رؤية 2030.

ميركاتو واقعي وعقلاني من أندية الدوري السعودي

في حين قال الباحث في معهد سنغافورة لدراسات الشرق الأوسط، جيمس دورسي، إن تراجع معدلات الصرف نابعة من علل اقتصادية مع تقليص في مشاريع كبرى أخرى، وأوضح أن السعودية بدأت تشعر بضغوط الميزانية بوجود إنفاق ضخم كجزء من رؤية 2030".

محمد مندور، الصحفي الرياضي في موقع "سبورتس داتا" الفرنسيّ، قال إن تراجع الإنفاق يعكس واقعيةً وعقلانيةً لدى القائمين على البطولة السعودية. وأفاد بأنّ "أي مشروع (رياضي) في بداياته ينفق الكثير في مرحلة التأسيس ثم تبدأ مواسم أقل إنفاقًا قبل أن تأتي مواسم الحصاد" المرتبطة بـ"إيجاد رعاة وموارد للأندية (السعودية) بعضها من خارج السعودية نفسها".

في نفس الوقت، قال مسؤول في رابطة الدوري السعودي للمحترفين لوكالة فرانس برس: "مَن قال إننا مطالبون بالتعاقد مع لاعب كبير كل صيف؟! الإنفاق هذا العام يعكس نضج الدوري والسعي وراء سدّ الثغرات الفنية" في الفرق السعودية.

تقييم الأولويات في الدوري السعودي

استقطبت الأندية الأربعة الكبرى في الدوري السعودي، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة واسع الثراء، 15 لاعبًا أجنبيًا في فترة الانتقالات الصيفية، بينهم سبعة للاتحاد الباحث عن استعادة اللقب من الهلال.

في المقابل، احتفظ الهلال بترسانته الأجنبية التي ساعدته ف اكتساح الموسم الماضي محليًا. وظفر فريق العاصمة بتوقيع الظهير البرتغالي جواو كانسيلو (30 عامًا) من مانشستر سيتي بطل إنجلترا، لتعويض رحيل مدافعه سعود عبد الحميد إلى روما الإيطالي.

ولا ينفصل تراجع الإنفاق الكروي في السعودية عن الواقع العالمي. إذ تراجعت رسوم الانتقالات في كرة القدم للرجال بنسبة 13% مقارنةً بالعام الماضي، لتصل إلى 6.4 مليارات دولار (5.8 مليارات يورو)، طبقًا لتقرير فيفا.

وأوضح تشادويك أنّ "إنفاق الدوري السعودي على لاعبين باهظي الثمن وأسماء كبيرة هو في نهاية المطاف مسعى مرهق ماليًا على المدى الطويل ولا يضمن النجاح. العائدات التجارية المتوقعة (صفقات البث التليفزيوني) لم تتحقق حتى الآن".

وأضاف بأن الواقع الحالي "يستلزم إعادة تقييم الأولويات والأهداف". وذكرت تقارير أنّ الأندية السعودية قد تعود للإنفاق بقوة العام المقبل مع إمكانية جلب لاعبين كبار في صفقات انتقال حرة كالمصري محمد صلاح والبلجيكي كيفين دي بروين.

لكنّ الخبير تشادويك يعتقد أنّ أندية الدوري السعودي تسعى إلى تحقيق توازن مختلف بين جلب لاعبين دوليين معترف بهم عالميًا والمطلوبين لجذب الجماهير، وتطوير المواهب السعودية التي ستدفع نجاح المنتخب الوطني وتساعد في بناء نظام سليم في البلاد".

شارك: