لامين يامال.. فصل جديد في حرب "لاروخا" مع "الأسود"

تحديثات مباشرة
Off
2023-09-09 01:03
الواعد لامين يامال محتفلًا بباكورة أهدافه الدولية في مرمى جورجيا ضمن تصفيات يورو 2024 (Getty)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

ما يزال الجوهرة الجديدة لنادي برشلونة ومنتخب إسبانيا، لامين يامال، يطرق أبواب الأرقام القياسية بوتيرة متسارعة، في ظل موهبته الفذّة التي اختصرت حدود الزمن.

يامال لم تملأ أخباره الدنيا ويشغل الناس فقط لأجل مخزونه الكروي اللافت ونبوغه المبكر وفقًا لسنّه، فقد اكتسح النجم الشاب اهتمام القائمين على الشأن الكروي في إسبانيا والمغرب، اللذين يتصارعان منذ مدة على شرف استمالة الأيقونة الجديدة لتقمّص ألوان أحدهما.

بداية يامال الباهرة والمفاجئة مع النادي الكتالوني هذا الموسم، أجبرت الاتحاد الإسباني على "تأمين" يافعه سريعًا، لا سيما في ظل "اجتهادات غير منقطعة" من الاتحاد المغربي لكرة القدم، الذي حاول بشتى الطرق إقناع اللاعب بالانضمام إلى صفوف "الأسود"، التي زأرت بقوة في مونديال قطر 2022، حين بلغت مربع الكبار، ولكن يبدو أنّ هذا الحافز أيضًا لم يكن ذا وزن، من منظور طموحات فتى الـ"بلوغرانا" المدلل الجديد.

دعوة دي لافوينتي تُجهض مخطط الركراكي

إلحاح مدرب منتخب المغرب، وليد الركراكي، واتحاده بقيادة الرئيس فوزي لقجع، لفت انتباه الإسبان، الذين سارعوا لتوجيه "دعوة قياسية" لنجم برشلونة، بطلب خاص من المدرب لويس دي لافوينتي، بعد تألق اللاعب في مواجهة فياريال ومشاركته قبل ذلك في مباراة قادش في سن 16 عامًا و38 يومًا، ليصبح أصغر لاعب يشارك أساسيًا في تاريخ النادي.

تحرّك إدارة الاتحاد الإسباني جاء مبنيًا على رغبة يامال الواضحة في تمثيل "لاروخا"، والتي أعلنها صراحة في أكثر من تصريح، وهو ما أجهض طموحات المغاربة "ظرفيًا" في خطف اللاعب الموهوب، نقول ظرفيًا لأنّ قوانين الاتحاد الدولي تسمح لاحقًا وإلى حدود سنّ معيّن بتغيير "الجنسية الكروية"، ولكن يبدو أنّ إسبانيا قد ربحت الجولة الأولى من "نزال يامال".

حدث تيبليسي.. تكملة لتسونامي الأرقام القياسية

قدّم يامال منذ ظهوره الطفيف في أواخر الموسم الماضي إشارات واضحة تبعتها لمحات تطوّر مطّرد، بعد أن بات أصغر لاعب في تاريخ برشلونة يشارك في مباراة مع الفريق الأول، بعد أن اعتمد عليه تشافي هيرنانديز في مواجهة ريال بيتيس لحساب الدوري الإسباني في 29 أبريل الماضي، وكان وقتها يبلغ من العمر 15 عامًا و9 أشهر و16 يومًا فقط.

ولم تكفّ أقدام يامال عن مغازلة الأرقام القياسية منذ ذلك الوقت، فبعد مشاركته في فوز برشلونة على ملعب "لاسيراميكا" على حساب فياريال (4-3) في ثالث مراحل الليغا هذا الموسم، أصبح أصغر لاعب يصنع هدفًا في مباراة بالدوري الإسباني في القرن الحادي والعشرين، بعمر 16 عامًا و45 يومًا، بحسب شبكة "أوبتا" للإحصائيات الرياضية، محطّمًا رقم زميله أنسو فاتي، الذي صنع هدفًا في عمر (16 عامًا و318 يومًا) ضد فالنسيا في 2019.

يامال يحطّم رقم غافي 

وجاءت أرقام يامال مع برشلونة لتعبّر عن التسلسل المنطقي لما حدث اليوم في العاصمة الجورجية تيبليسي، حيث أصبح النجم الجديد لبطل مونديال 2010، أصغر لاعب يشارك ويسجّل بقميص "الماتادور" في سن 16 عامًا و57 يومًا، محطّمًا رقم زميله الآخر في برشلونة، غافي بايز، الذي بلغ هذا الاستحقاق في سن 17 عامًا و62 يومًا.

ونجح يامال في كتابة اسمه بأحرف ذهبية خالدة بين لائحة هدّافي مواجهة منتخب بلاده أمام جورجيا والتي انتهت بفوز إسباني كاسح بنتيجة (7-1)، وذلك بعد أن أُقحم في اللقاء مع مطلع الدقيقة (44) بدلًا من داني أولمو، ليتمكّن من زيارة الشباك في الدقيقة (74) موقّعًا سابع الأهداف.

يامال.. ثالث أصغر لاعب يسجّل لمنتخب أوروبي في التاريخ

كما بات يامال ثالث أصغر لاعب في التاريخ يسجّل هدفًا لمنتخب أوروبي، بعد كل من لاعب أيرلندا الشمالية سام جونستون عام 1882 في سن 15 عامًا و160 يومًا، والمجري جوزيف هورفاث عام 1906 في سن 16 عامًا و12 يومًا.

مخطط مزدوج بين "لاروخا" و"البارسا"

محاكاةً للتطور السريع للنجم الذي ينحدر من أب مغربي وأم من غينيا الاستوائية، أكدت تقارير صحفية متنوعة أنّ إدارة المنتخب الإسباني وضعت خطة مشتركة مع برشلونة، هدفها حماية اللاعب وتمكينه من أعلى درجات المنافسة في المستوى العالي، حتى يشعر بقيمته وتعاظم مكانته، وهو ما سيبعد عنه التفكير في مآلات تغيير جنسيته الكروية مستقبلًا.

وتفيد مصادر إسبانية بأنّ النادي الكتالوني اتّفق مع الاتحاد المحلي على إعفاء يامال من المشاركة في كأس العالم القادمة لما دون سن 17 عامًا، حتى يتمكّن اللاعب الواعد من المشاركة في أكبر عدد من المباريات مع ناديه في منافستي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، وهو ما سيعود بالنفع على "لاروخا" في المستقبل القريب.

سيناريو الحدادي في البال

تصبّ كل هذه الاجتهادات والمحفّزات الإسبانية المذكورة آنفًا، في خانة واحدة، وهي ضرورة تفادي السقوط في سيناريو منير الحدّادي، نجم برشلونة وفالنسيا وإشبيلية السابق، الذي نجح في تغيير انتمائه من إسبانيا إلى المغرب، بسبب خوضه مباراة واحدة فقط بألوان "لاروخا" ضمن تصفيات كأس أمم أوروبا في 2016.

وتسبّبت "حالة" الحدّادي في دفع الاتحاد الدولي للعبة لتغيير أحد أبرز قوانينه، فبعد أن كان يمنع أي لاعب من تغيير منتخبه في حال خاض أي مباراة رسمية مع الفريق الأول، بات وفقًا للقانون الجديد المنقّح، يسمح بإمكان استبدال "الجنسية الكروية" إذا لم يخض اللاعب أكثر من 3 مباريات رسمية، حتى وإن كانت لحساب التصفيات لكن بشرط ألا يتجاوز اللاعب سنًا معينًا.

ختامًا، يمكن الإقرار بأنّ إسبانيا استثمرت على الوجه الأمثل هبوب رياح يامال باتجاهها حتى الآن، غير أنّها ستكون مجبرة على التزام الحرص المستمر في المستقبل القريب حتى يضمن إشراك يامال في عدد معيّن من المباريات الرسمية، لكي يتجنّب تغيّر موقف اللاعب بشأن وجهته الكروية، ويُعاد "مسلسل" الحدادي بسيناريو مشابه.

شارك: