كيف تؤثر إصابة علي معلول على الأهلي في النهائي القاري؟
تعد إصابة علي معلول حدثًا كبيرًا وغير عادي بالمرة للنادي الأهلي، نظرًا لدور "ملك الحلول" القيادي وبصمته المتفردة وتأثيره البارز طيلة 8 مواسم لعبها بألوان الفريق، حيث كان "شريان الحياة" الرئيسي في العديد من الامتحانات على الصعيدين القاري والمحلي، ولعلّ أرقام الدولي التونسي في مشوارخ الطويل مع العملاق القاهري، تختزل الكثير من الكلام.
إصابة الدولي التونسي ليست حدثًا مهمًّا في النادي المصري فقط، وإنما للترجي أيضًا، الذي طالما اكتوى بنيران مواطنه وبصمته الفارقة، حيث دأب معلول على لعب الدور الأبرز، كلّما تعلق الأمر بمواجهات كلاسيكية، بين فريقي "الدم والذهب" و"المارد الأحمر".
وتعرّض معلول لإصابة بقطع جزئي في وتر أكيليس بعد خروجه في الدقائق الأولى من قمة "حمادي العقربي" برادس، ضمن ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا، ليتأكد غيابه عن موعد الإياب باستاد القاهرة يوم السبت المقبل، حيث بات من المقرر خضوعه للجراحة وابتعاده لفترة عن الميادين، بحسب تأكيدات طبيب الأهلي، أحمد جاب الله.
إصابة علي معلول تُربك حسابات كولر
لا شكّ أنّ المدرب السويسري مارسيل كولر، لم يكن ليدرج إصابة علي معلول وغيابه عن النهائي ضمن أكثر السيناريوهات المتوقّعة تشاؤمًا بالنسبة له، فمدرب الأهلي كان يفضّل خسارة نتيجة مباراة الذهاب على أن يخسر جناحه الطائر في موقعتي النهائي الأفريقي.فرضت إصابة علي معلول حتميًّا على حسابات المدرب كولر بالدخول في نفق مظلم، فالتونسي يعد "مفتاح اللعب" الأهم والأبرز في التشكيلة "الأهلاوية"، لا سيما على المستوى الهجومي، حتى إنّ المدرب يبني فكره التكتيكي وفقًا لما يخدم "راحة" معلول، الذي عادة ما تكون إسهاماته في الخط الأمامي "بلسمًا" لكل "جراح" الأهلي في الخط الخلفي.
ولكن المشكل الحقيقي يكمن في أنّ مدرب الأهلي سيلجأ إلى الحلول الترقيعية، حيث إنّه لا أحد يمتلك القدرة "فنّيًّا" على أن يكون "البديل المثالي" للتونسي في مملكته الخاصة على الجبهة اليسرى، بمختلف أدوارها، ولعلّ هذا ما يعيب الفني السويسري، ومن سَبقه من الذين تعاقبوا على تدريب الفريق الأحمر، حيث كان جميعهم "يكرّس" سطوة معلول على الاجتهاد في إيجاد حل بديل.
علي معلول قد لا يخلّف فراغًا في مركزه فقط كظهير أيسر، وإنّما قد يطال تأثيره على زملائه أيضًا، إذ من المتوقع أن يتأثر مردود حسين الشحات، الذي يشكّل مع معلول جبهة نارية في الجهة اليسرى، علاوة على خط الهجوم، الذي سيفتقد فيه وسام أبو علي عرضيات معلول المليمترية، التي أدخلته في أجواء الفريق من الباب الواسع في مواجهة مازيمبي في قبل النهائي.
التفاؤل يسود الترجيين بعد تأكد غياب "الكابوس"
"مصائب قوم عند قوم فوائد".. قد تكون هذه المقولة الشهيرة أبرز ما يتحدث به لسان حال كل مشجع للترجي التونسي، بعد إصابة علي معلول مواطنهم الذي لعب في أحيان عدة دور "جلاّدهم" الأول، مع كل صدام جديد أمام الأهلي. نفحة من التفاؤل بدأت تنتشر بوضوح بين صفوف جماهير الفريق التونسي، بعد وصول أنباء تأكد غياب معلول عن نهائي العودة، وليس ذلك من "باب التشفي" طبعًا، وإنما أملًا في خطف اللقب القاري الخامس، بعد تعادل سلبي محبط في رادس.
تـأثير إصابة علي معلول لم ينتظر حتى لقاء الإياب ليبرز بجلاء، وإنما لاح أيضًا منذ خروجه من الدقيقة الرابعة لمباراة رادس، حيث لم يتمكن الأهلي من خلق نفس هجومي شرس، كما اعتاد بوجود نجمه التونسي، الذي يعدّ صاحب الرقم القياسي في عدد التمريرات الحاسمة تاريخيًا.وتطمع جماهير الترجي في أن تلعب نقطة غياب معلول الاستراتيجية دورًا محوريًا في تخطي عقبة الأهلي الختامية، ورفع اللقب في القاهرة بالذات، خصوصًا وأنّ النادي التونسي بات يعاني أمرًا أشبه بالعقدة، حيث يعود فوزه الأخير على الأهلي إلى تاريخ 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، حين حقق لقبه القاري الرابع بثلاثية في مرمى منافسه، ولكن بعد ذلك لم يذق طعم الفوز في 5 مناسبات متتالية، بواقع 4 هزائم وتعادل وحيد، إذ قبلت شباكه 8 أهداف من دون أن يسجّل هجومه هدفًا واحدًا.
أي سيناريو لقمة القاهرة؟
بعيدًا عن التكهنات التي لا منطق يحكمها في قمم من هذا النوع، تبدو محاولة استنباط سيناريو متوقّع لقمة استاد القاهرة أمرًا صعبًا، تميّزه ضبابية كبيرة، لا سيما في ظلّ إصابة علي معلول التي ستغيّر الكثير من الحسابات.
حسابات الأهلي الهجومية لا توجد إلاّ في مخيلة المدرب السويسري كولر، الذي سيكون أمام امتحان حقيقي لتعويض سلاحه الأبرز، في مباراة من المفترض أن يستهلّها ضاغطًا على أمل التهديف مبكرًا، ولكن مع غياب ظهير "نسور قرطاج" والمنظومة الدفاعية الصلبة للترجي، التي برزت ذهابًا، سيكون اكتشاف الحلول الهجومية للأهلي، مدعاة للفضول.
من جانبه، سيحاول الترجي استغلال ضغط الوقت والنتيجة وعامل إصابة علي معلول لمحاولة إرباك الأهلي أمام جماهيره، ومحاولة "خطف" المباراة منه بهدف قاتل في سيناريو شبيه بمواجهة المربع الذهبي أمام ماميلودي صن داونز، ولكن كل ذلك يبقى مرهونًا بمقاومة المد الأهلاوي في فترات انتعاشته القصوى خلال المباراة، وتجنّب استقبال هدف في الدقائق الأولى، قد يسقط كل خطط الترجي في الماء، ويمنح الأهلي أريحية مبكرة وفرصة ذهبية لتسيير المباراة نحو بر اللقب الثاني عشر.
أرقام معلول أمام الترجي
يبصم معلول على أرقام مبهرة كلّما واجه الترجي، كلاعب للأهلي أو حتى قبل ذلك، عندما كان في صفوف النادي الصفاقسي، ويكفي القول إنّ ابن "عاصمة الجنوب"، لم يتجرّع مرارة الهزيمة إطلاقًا بقميص "المارد الأحمر" أمام فريق "باب سويقة"، حيث خاض أمامه 7 مباريات (فاز في 6 وتعادل في واحدة)، علمًا بأنّ سقوط الأهلي بالثلاثة أمام الترجي في نهائي دوري الأبطال في 2018، شهد غياب معلول بسبب الإصابة أيضًا، فهل تكون هذه إشارة قدرية جديدة تخدم الفريق التونسي؟
وفيما يلي استعراض لأبرز أرقام معلول المحققة في مبارياته أمام الترجي:
| عدد المباريات أمام الترجي | سجّل | صنع | |
| مع الأهلي المصري | 7 (فاز في 6 وتعادل في واحدة ولم يخسر) | 2 | 1 |
| مع الصفاقسي التونسي | 15 (فاز في 5 وتعادل في واحدة وخسر 9) | 3 | 2 |
تابع آخر أخبار winwin عبر Google News أخبار ذات صلة
