محترفو الأهلي.. ملف بحاجة إلى إعادة نظر بعد رحيل كريستو

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-07-20 10:11
محترفو الأهلي المصري.. بين الفشل وتراجع المستوى (X/AlAhly)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أعلن الصفاقسي التونسي عن ضم لاعب الأهلي المصري محمد الضاوي كريستو على سبيل الإعارة مع أحقية الشراء، ليطوي الجناح التونسي صفحة النادي القاهري، والتي لم تشهد نجاحًا كبيرًا.

حامل لقب دوري أبطال أفريقيا في آخر نسختين، كان قد ضم كريستو من صفوف النجم الساحلي التونسي بعدما منح اتحاد الكرة المصري فرصة ضم لاعب محترف إضافي تحت السن، لكن كريستو لم يتمكن من حجز مكان في التشكيل الأساسي مع الفريق طوال عام ونصف، وتناقصت عدد مشاركاته كثيرًا في الموسم الثاني، بعدما خرج من حسابات المدير الفني السويسري مارسيل كولر.

الأهلي أفسح بذلك مجالًا لمحترفٍ آخر تحت السن يمكن ضمه، وربما يفسح مجالًا لضم محترفين آخرين فوق السن، بالنظر للرحيل شبه المؤكد الذي ينتظر أليو ديانغ صوب صفوف الخلود السعودي على سبيل الإعارة الجافة.

ويمتلك النادي الأحمر في جعبته قائمة محترفين، أهمهم الظهير التونسي علي معلول الذي أصيب إصابة طويلة، لكن القرار المتوقع هو استمراره مع الفريق وتجديد تعاقده، ويُضاف إلى تلك القائمة الجناح المغربي رضا سليم، وكذلك الجناح الجنوب أفريقي بيرسي تاو، إلى جانب المالي أليو ديانغ الذي سيرحل ليلتحق بالراحل منذ فترة الفرنسي أنتوني موديست، فيما يتم اعتبار المهاجم وسام أبو علي لاعبًا محليًّا، بالنظر لحمله الجنسية الفلسطينية.

صحيح أن حال محترفي الأهلي أفضل من محترفي الزمالك الذين يُعد أغلبهم صداعًا في رأس إدارة النادي الأبيض، إلا أن الواقع يقول إن النادي الأحمر صرف مبالغ كبيرة للغاية في صفقات المحترفين على مدار السنوات الأخيرة، من دون تحسن ملحوظ في جودة أدائه إلا في بعض الاستثناءات.

محترفو الموسم الحالي في صفوف الأهلي

علي معلول

لا يوجد الكثير ليُقال على أفضل محترف في تاريخ الأهلي، والرجل الذي قدم الكثير مع فريقه طوال 8 سنوات قضاها بالقميص الأحمر. كان سيئ الحظ بإصابته الأخيرة والتي ربما في أوقاتٍ أخرى كانت لتهدد مسيرة لاعب آخر مع الفريق، بالنظر لما قيل عن رغبة الفريق الأحمر في تخفيض تعاقده مع ارتفاع سعر الدولار.

لكن إصابته ورغبة الأهلي في تقدير مسيرة اللاعب معه، شكلا نقطة التقاء يستفيد منها علي معلول، وتعزز من فرص استمراره مع القلعة الحمراء رغم إصابته، وفي نفس الوقت يتمكن النادي من تخفيض كلفة بقاء نجم الصفاقسي السابق، مع استحقاقه لكل دولار دُفع له منذ وصوله إلى القلعة الحمراء.

أليو ديانغ

بينما لا خلاف على ما قدمه التونسي علي معلول، فإن مردود أليو ديانغ تراجع كثيرًا منذ وصول السويسري مارسيل كولر إلى سدة الحكم الفني، وذلك بعدما تخلى عن الاعتماد عليه أساسيًّا، خاصة بعد ضم مروان عطية من صفوف الاتحاد السكندري في يناير/ كانون الثاني قبل الماضي.

منذ ذلك الحين وديانغ لا يعد من الخيارات المهمة في تشكيلة الأهلي، وزادت إصابته الطين بلة ليخرج من المنافسة على مكان في خط الوسط الذي بات محجوزًا في مركزين لصالح مروان عطية وإمام عاشور، مع منافسة شرسة على المكان الثالث بين عدة لاعبين، حتى وصل الأمر إلى أن يلعب كريم نيدفيد أو أحمد نبيل كوكا على حساب الدولي المالي، قبل أن يفوز بالمركز أكرم توفيق في الوقت الحالي.

ديانغ قدم مستويات جيدة للغاية مع الأهلي في موسميه الأوليين، رفقة المدرب الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، الأمر الذي أوصل إدارة المارد الأحمر إلى رفض عروض أوروبية للاعب، طالما لم تصل لمبالغ لم تقبل بها تلك الأندية، لكن وجوده أصبح فائضًا عن الحاجة في الوقت الحالي.

بيرسي تاو

كانت انطلاقة هائلة تلك التي قدمها الجناح الجنوب أفريقي رفقة الأهلي، تناسبت مع حجم التطلعات التي صاحبته مع رهان مسؤولي الفريق الأحمر الكبير، عندما قرر جلبه من الملاعب الأوروبية.

مشوار بيرسي تاو كان مميزًا للغاية في موسميه الأوليين، خاصة على المستوى القاري الذي كان فيه أحد أهم أوراق الفريق، الذي وصل إلى 5 نهائيات أفريقية متتالية، وتمكن نجم صنداونز السابق من إظهار قدراته الكبيرة على المستوى التهديفي وتطوير الهجمات.

لكن مستوى تاو تراجع بشدة هذا الموسم، بل لم يعد خيارًا أساسيًّا في تشكيلة الأهلي، لينسحب مستواه المتوسط حتى على أدائه مع منتخب بلاده في كأس أمم أفريقيا، التي طالته فيها انتقادات كبيرة من أبناء بلاده.

رضا سليم

وصل الجناح المغربي إلى القاهرة مع توقعات كبيرة برفعه لمستوى أطراف المارد الأحمر، التي بدأت في المعاناة من تراجع مستوى تاو، وكذلك الانخفاض النسبي لمستوى حسين الشحات مقارنة بالأداء الرائع الذي قدمه في الموسم الماضي.

لكن رضا سليم قدم مستويات عادية قبل أن يُصاب لفترة ويعود، ليجد حسين الشحات قد بدأ في استعادة مستواه مجددًا، بينما تُظهر تجارب مارسيل كولر لطاهر محمد طاهر وأحمد عبد القادر وغيرهم، أن سليم لم يقدم أوراق اعتماده بعد.

أنتوني موديست

في الوقت الذي قدم فيه أليو ديانغ وبيرسي تاو مستويات جيدة في مواسم سابقة، أو يمكن تقبل مبررات رضا سليم لعدم بزوغ نجمه لحين بداية الموسم القادم على الأقل، فإن المهاجم الفرنسي أنتوني موديست كان صفقة فاشلة بكل المقاييس.

تكلفة الصفقة تجاوزت المليون ونصف المليون دولار لمهاجم بوروسيا دورتموند، من دون أي إقناع من جانبه رغم المحاولات الحثيثة لكولر لإنجاحه بلا دون جدوى، بعدما ظل يشركه أساسيًّا متجاهلًا كهربا، قبل أن يأتي وسام أبو علي ليفك كل هذا الاشتباك، ويمنح كولر استسلامًا لائقًا لقناعة غير مجدية.

صفقات فاشلة

الكثير من الصفقات تم إبرامها من قبل إدارة الأهلي ولجنة تعاقداته من دون أن تؤتي أثرًا كبيرًا. ربما فقط كان بدر بانون يقدم مستويات جيدة، رغم أن الجميع كان ينتظر ما هو أفضل، بينما كانت هناك الكثير من الخيارات غير الموفقة خاصة على المستوى الهجومي.

لم يُحدث البرازيلي برونو سافيو أي أثر مع الفريق، رغم الحفاوة الكبيرة به في بداياته، بعدما سجل هدفه في مرمى الزمالك، ليقضي موسمًا واحدًا كعادته في كل مسيرته تقريبًا، ثم يرحل إلى بوليفيا مجددًا بعدما كلّف الفريق الأحمر المليون ونصف المليون دولار، ما بين راتبه والقسط الأول لانتقاله (تم إسقاط القسم الثاني مقابل انتقاله لبوليفار مجددًا)، وكذلك كان لويس ميكيسوني موضع انتقادات كبيرة مع قصر قامته ونقص فنياته، ليرحل بعدما كلف الأهلي أكثر من مليون دولار بين مبلغ انتقاله وراتبه.

بينما وصل أحمد القندوسي لينطلق بشكل جيد قبل أن ينزوي جانبًا بصورة سريعة، وينتقل إلى سيراميكا بعدما كلف الفريق الأحمر مليونًا ونصف المليون دولار، ما بين قيمة انتقاله وراتبه في موسمه الأول، فيما كانت صفقة والتر بواليا إحدى الصفقات التي جلبها الأهلي من داخل الدوري المصري عبر بوابة الجونة، لكنه فشل في تقديم نفس ما قدمه على شواطئ البحر الأحمر، ليرحل سريعًا رغم دفع مسؤولي القلعة الحمراء لمليون و800 ألف دولار للجونة ثمنًا لانتقاله، بينما كان السنغالي أليو بادجي الوحيد من الصفقات الفاشلة التي حققت أرباحًا للأهلي، بعدما ضمه من رابيد فيينا النمساوي مقابل مليونين و200 ألف يورو، ليجمع 700 ألف يورو من إجمالي إعارتيه إلى أنقرة كوجو التركي وأميان الفرنسي، قبل بيعه مقابل 2 مليون يورو إلى أميان بعد ذلك.

ليس مطلوبًا أن يصبح أحد المحترفين أسطورة كعلي معلول، لكن بالنظر لما صرفه الأهلي من مبالغ طائلة في ملف القادمين من الخارج، نظير ما تم تقديمه على أرض الواقع سواء من المحترفين الحاليين أو السابقين على مدار السنوات الماضية، فإن إدارة هذا الملف ربما تكون بحاجة لإعادة النظر في أروقة الجزيرة، بعد صفقات متوسطة الإنتاج وباهظة الأسعار.

شارك: