قطر 2022.. مونديال العالم لكل العرب

2021-11-21 05:32
أرشيفية- قطر تستضيف أول كأس عالم يُقام على أرض عربية (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يقف عالم كرة القدم على بعد عام واحد من انطلاقة مونديال 2022، والمُزمع إقامته خلال الفترة بين 21 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول من السنة المقبلة في قطر.


وتبدو قطر عازمة على تنظيم نسخة استثنائية في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم، وحسب مراقبين، فإن الدولة المطلة جغرافيا على الخليج العربي تملك ما يكفي من طموحات وإرادة وقوة بشرية لتنظيم نهائيات مبهرة يخلدها التاريخ.

ورغم إدراك القائمين على تنظيم نهائيات كأس العالم 2022 لضرورة الاستفادة من الخبرات الأجنبية في استضافة ذلك النوع من التظاهرات الكبرى، فإن شعار دولة قطر كان ولا يزال مؤكدا على أن البطولة أصلها عربي وأن الدوحة طيلة الأيام الـ 27 للمونديال ستمثل عاصمة مُشرقة لجميع الدول والأقطار العربية.


لقد استعانت قطر بكوادر عربية في مختلف القطاعات، ووضعت ثقتها المُطلقة في الناطقين بلغة الضاد، ووجهت رسالة مفادها أن نهائيات 2022 ستكون استثنائية لكل العالم وبكل العرب.


كأس العرب.. الاختبار الأخير قبل المونديال


سترحب قطر بالمنتخبات العربية للمشاركة في بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021، والمُحدد إجراؤها خلال الفترة بين 30 نوفمبر الجاري و18 ديسمبر المقبل على 6 من الملاعب الثمانية المُخصصة لاستضافة مونديال 2022.


وتعتقد قطر أن بطولة كأس العرب ستحمل دلالات صادقة ومباشرة على مدى جاهزية البلاد لاستضافة كأس العالم بعد 12 شهرا، وهو ما يحمل أهمية مُضاعفة للمسابقة التي توقفت لسنوات، وعادت خصيصا تحضيرا من العرب "متحدين" لاستضافة المونديال.


وبدت قطر قادرة على دعوة منتخبات عالمية للمشاركة في دورة ودية تسبق كأس العالم، لكنها فضلت أشقاءها وقررت تحت مظلة الاتحاد الدولي "فيفا" أن توجه الدعوة لـ 22 اتحادا عربيا، ولم يكن مفاجئا أن تُلبي جميع الاتحادات الدعوة، وسط أجواء حماسية لرؤية مونديال عربي يتبعه آخر عالمي.


وستحاول المنتخبات المتأهلة إلى نهائيات البطولة العربية، وعددها 16 منتخبا، أن تستفيد من كأس العرب FIFA قطر 2021 في الإعداد والتحضير للاستحقاقات القادمة، وأهمها الجزء الأخير من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم.


هل يشهد مونديال 2022 الحضور العربي الأكبر في تاريخ كأس العالم؟


حُطم الرقم القياسي في عدد المنتخبات العربية المشاركة في نسخة واحدة من نهائيات كأس العالم عام 2018؛ حيث شهد المونديال الروسي الأخير حضورا لمنتخبات السعودية ومصر والمغرب وتونس، وعلى مدار 20 نسخة من النهائيات سبقت "روسيا 2018"، لم يتأهل أكثر من منتخبين عربيين لمونديال واحد سوى في المكسيك 1986 وفرنسا 1998.


وتبدو المنتخبات العربية قادرة على كسر الرقم القياسي للنسخة الثانية تواليا؛ مع حظوظ كبيرة تملكها منتخبات السعودية والجزائر وتونس والمغرب ومصر في التأهل إلى نهائيات قطر 2022، وآمال أقل لكنها موجودة لمنتخبات عمان ولبنان والعراق وسوريا.


وضمنت قطر أول المقاعد في نهائيات كأس العالم 2022، بحكم أنها الدولة المُضيفة، ومن المُتوقع أن تزداد حصيلة المشاركات العربية خلال الأشهر القادمة؛ حيث ستخوض منتخبات آسيا الجولات الأربع الأخيرة من تصفياتها النهائية في أشهر يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط ومارس/ آذار السنة القادمة، وستلعب منتخبات إفريقيا دورا حاسما من مباراتي ذهاب وإياب في شهر مارس.


الحلم والأصالة.. الشعار الحقيقي لمونديال قطر 2022


مثّلت الوحدة حلما يراود أهل المنطقة لسنوات طويلة، وقبل عام واحد على نهائيات كأس العالم 2022، تظهر بلادنا العربية مقتنعة، ربما أكثر من أي وقت مضى، بضرورة تنحية الخلافات جانبا والاتحاد سويا في قالب واحد.


ولأن الرياضة وكرة القدم تجمعان ولا تفرقان، ستصبح بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021 وبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 بمثابة الفرصتين الواجب استغلالهما لتأكيد الترابط والوحدة بين الدول العربية قاطبةً، بما قد يُسهم حقا في تحقيق الحلم الذي نؤمن به.


وأعطت قطر الأولوية للثقافات والتقاليد العربية في اختيار تصاميم الاستادات الثمانية المُضيفة لنهائيات كأس العالم 2022، وكأن تلك الدولة الخليجية الحديثة أرادت أن تخبر العالم بأسره أن أصالة العرب هي المُضيف الأشمل للمونديال، وأن الأخير سيُقام لأول مرة في الوطن العربي، كل الوطن العربي.

شارك: