قبل الوداعية في قطر.. ماذا قدم ليونيل ميسي بالمونديال؟
فجّر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي، مفاجأة، كانت بمثابة صدمة حقيقية لعشاقه في جميع أنحاء العالم، حين كشف في تصريحات إعلامية عن أن نهائيات كأس العالم قطر 2022 ستكون الأخيرة له مع منتخب بلاده الأرجنتين على صعيد بطولات المونديال.
وتستضيف قطر نهائيات كأس العالم في الفترة ما بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول المقبلين، بمشاركة المنتخب الأرجنتيني، الذي أوقعته عملية القرعة في مواجهة السعودية والمكسيك وبولندا، ضمن المجموعة الثالثة.
وقبل دورة قطر "الوداعية"، شارك ميسي في 4 بطولات لكأس العالم مع منتخب الأرجنتين، خاض من خلالها 19 مباراة مونديالية، وسجل 6 أهداف فقط، بدءًا من دورة 2006 ووصولًا إلى دورة روسيا الأخيرة عام 2018، فيما فشل ميسي في تحقيق اللقب الذي بات يمثل عقدة بالنسبة للاعب صاحب الـكرات الذهبية الـ7، والطامح لإنهاء مسيرته الدولية بالتتويج في قطر 2022.
وتميزت مسيرة ميسي بالتناقض ما بين الأندية التي لعب لها والمنتخب الأرجنتيني، من ناحية الأرقام والتتويجات، حيث نال اللاعب العديد من الألقاب خاصة مع ناديه السابق برشلونة الإسباني، والآن مع باريس سان جيرمان، بينما لم يحقق الكثير مع الأرجنتين، ليبقى أبرز إنجازاته الدولية مُتمثلة في تتويجه بكأس كوبا أمريكا عام 2021، وكأس الأبطال في الصيف الماضي.
وشارك المنتخب الأرجنتيني في جميع نهائيات كأس العالم حتى الآن، باستثناء نسخ البطولة أعوام 1938 و1950 و1954 و1970، وقد تُوج بلقب كأس العالم مرتين (1978، 1986)، وحل وصيفًا للبطل أعوام 1930 و1990 و2014.
ونستعرض في هذا التقرير الخاص من "winwin" أبرز أرقام وإحصائيات النجم العالمي ميسي خلال مشاركاته السابقة في كأس العالم، وكل ما قدّمه مع منتخب الأرجنتين في المنافسة العالمية.
مونديال ألمانيا.. أول مشاركة لميسي بسن الـ19
كانت أولى مشاركات ميسي في كأس العالم عام 2006، من خلال النسخة التي استضافتها ألمانيا، وهو ما يزال في سن الـ19 عامًا فقط، حيث لعب دورًا ثانويًا مع منتخب بلاده في هذه النسخة المونديالية.
وبتشكيلة مدججة بالنجوم يتقدمهم المدرب الحالي لمنتخب الأرجنتين، ليونيل سكالوني، وأيضًا إستيبان كامبياسو، وروبرتو أيالا، وخوان رومان ريكيلمي، وخافير سافيولا، وهرنان كريسبو، وكارلوس تيفيز وآخرون، غادر ميسي ومنتخب الأرجنتين المنافسة في الدور ربع النهائي، بعد الخسارة أمام أصحاب الأرض منتخب ألمانيا.
واكتفى ميسي في هذه الدورة بالمشاركة في 3 مواجهات فقط، حيث غاب عن المباراة الأولى أمام كوت ديفوار التي انتهت بفوز الأرجنتين (2-1)، قبل أن يشارك كبديل لمدة 16 دقيقة في فوز منتخب بلاده أمام صربيا والجبل الأسود بنتيجة (6-0)، حيث تمكن "ليو" من تسجيل هدف وتقديم تمريرة حاسمة.
وبعدها شارك أمام هولندا (0-0) لمدة 70 دقيقة، ثم في دور الـ16 أمام المكسيك (2-1) لمدة 36 دقيقة، بينما ظل احتياطيًّا في مباراة ربع النهائي أمام الماكينات الألمانية، حيث تعرضت الأرجنتين للإقصاء عقب خسارتها في ركلات الترجيح.
كأس العالم 2010.. مشهد مكرر للأرجنتين وميسي
شهد كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا خروج الأرجنتين بقيادة ميسي من الدور ربع النهائي أيضًا، في مشهد مُكرر لما حدث في عام 2006، وهذه المرة بالخسارة 0-4 أمام ألمانيا.
ولكن في مونديال جنوب أفريقيا، وعلى عكس دورة ألمانيا، كان ميسي بمثابة القائد الحقيقي لتشكيلة "راقصي التانغو"، ولعب جميع مواجهات الفريق كأساسي، بمعدل لعب 450 دقيقة، دون تسجيل أي هدف.
ألمانيا "الكابوس" تحرم ميسي من اللقب في 2014
كان ميسي أكثر نضجًا في دورة كأس العالم 2014، التي جرت وقائعها بالبرازيل.. وكل الآمال معلقة على ميسي من أجل قيادة منتخب الأرجنتين لتحقيق لقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه.
وحقًا كان ميسي عند مستوى التطلعات بعد قيادة منتخب بلاده لبلوغ النهائي، ولكن لسوء حظه؛ وجد أمامه شبحه الأسود "منتخب ألمانيا"، الذي خطف اللقب بعد الفوز بنتيجة 1-0 في المباراة النهائية، حارمًا نجم برشلونة آنذاك من دخول التاريخ.
ولعب ميسي 7 مباريات كاملة مع منتخب الأرجنتين في مونديال البرازيل، بعد وصوله إلى المباراة النهائية، وتمكن من تسجيل 4 أهداف، وصنع هدفًا، لينال جائزة أفضل لاعب في البطولة.
وخاض البرغوث جميع مباريات الأرجنتين في مونديال 2014 كأساسي، بمجموع 693 دقيقة لعب، حيث تم استبداله فقط في لقاء نيجيريا خلال دور المجموعات.
أسوأ مشاركة لميسي في مونديال روسيا 2018
بقدر ما كانت حسرة ميسي على تضييع فرصة ذهبية للتتويج بكأس العالم في مونديال البرازيل، كانت تحذوه رغبة كبيرة في تعويض ذلك خلال دورة روسيا 2018.
ولكن مشاركة ميسي مع الأرجنتين جاءت عكس التوقعات، حيث خيب الآمال مجددًا، ومر جانبًا في رابع مشاركة له مع منتخب بلاده في كأس العالم، بعد الخروج من دور الـ16، عقب الخسارة أمام البطل آنذاك المنتخب الفرنسي بنتيجة 3-4، في أسوأ حضور له مع الأرجنتين في المونديال.
وشارك ميسي في 4 مباريات بمونديال روسيا 2018، مُسجلًا هدفًا واحدًا، ومُسهمًا في صناعة هدفين، وشارك في 360 دقيقة، أي لعب كامل المباريات الأربعة للأرجنتين كأساسي، دون أن يتم استبداله.
هل يفعلها ميسي في دورة قطر؟
حقق الدولي الأرجنتيني بداية قوية مع نادي باريس سان جيرمان في الموسم الجديد 2022-23، وذلك في ثاني موسم له مع النادي الفرنسي، كما خطف الأضواء في الوديتين الأخيرتين لمنتخب بلاده، أمام الهندوراس وجامايكا، في فترة التوقف الدولي لشهر سبتمبر/ أيلول الجاري، حيث سجّل في هاتين المواجهتين 4 أهداف كاملة.
ويرى متابعون أن ميسي، الذي فشل في التتويج خلال مسيرته حتى الآن بكأس العالم، سيكون في أفضل مستوياته خلال المونديال القطري، ليُصنف اللاعب المُلقب بـ"البرغوث" كأحد المرشحين لقيادة منتخب بلاده لمنصة التتويج بمدينة لوسيل القطرية يوم 18 ديسمبر المقبل.
ويعلق الأرجنتينيون آمالهم في دورة قطر على ميسي، من أجل حمل الكأس الغالية للمرة الثالثة في تاريخ منتخب "راقصي التانغو".. فهل سيكون ميسي عند حسن الظن، وينهي مسيرته الدولية بأفضل طريقة ممكنة؟