فقط.. شكرًا للمغرب

تاريخ النشر:
2022-12-11 17:35
-
آخر تعديل:
2022-12-12 15:26
فرحة نجوم المغرب بالفوز على البرتغال والوصول إلى نصف نهائي المونديال (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

شهور قليلة تفصلني عن العام السبعين من عمري.. أطال الله في أعماركم جميعًا ومتعكم بوافر الصحة والعافية.

عشت خلال أكثر من ستين عامًا غارقًا بين الصفحات والصور والمقالات والتحقيقات في مختلف الصحف والمجلات العالمية.

حضرت وعاصرت وامتلأ عقلي وقلبي بالفخر مع انتصارات عسكرية وسياسية واقتصادية ضخمة للعرب، شهدت وازددت فخرًا بالإنجازات العلمية والأدبية الخالدة لشخصيات وعباقرة عرب وضعوا أسماءهم على جدران معهد نوبل ونالوا الجوائز الفاخرة.

لكنني -وعلى مدار 60 عامًا من المتابعة الدقيقة واليومية لأغلب الصحف والمجلات العربية الكبرى- لم أرَ يومًا الحفاوة العالمية في معظم الصحف والمجلات في كل القارات بنصر أو إنجاز عربي مثلما شهدت (وأنقل لكم دليلًا عليه في موضوع مجاور عن صحف العالم في 11 ديسمبر) صباح اليوم من صور ضخمة وعناوين عملاقة تزين أغلفة الصحف وصفحاتها الأولى لنجوم منتخب المغرب ومدربهم الوطني المغربي واحتفالاتهم مع جمهورهم العظيم عقب نصرهم التاريخي على منتخب البرتغال (1-0) في الدور ربع النهائي لمسابقة كأس العالم قطر 2022.

كرة القدم صارت أكبر القوى الناعمة في زمننا المعاصر، ولديها القدرة على جلب الأفراح لأشخاص لا يهتمون أساسًا بالرياضة ولا بلعبة كرة القدم، ولا يعرفون الفارق بين الهدف والتسلل، ولا علم لهم ببطولة كأس العالم، ولا ينتمون لدولة المغرب ولا قارة أفريقيا ولا يعرفون حتى اللغة العربية.

ما حققه منتخب المغرب جمع شمل العرب جميعًا على قلب رجل واحد، وجمع الأغلبية من كل ربوع أفريقيا للإشادة والفرحة بأسود الأطلس، وازداد الأمر عمقًا وتأثيرًا بفرحة جديدة للمسلمين في جميع القارات، وقد وجدوا أخيرًا من يرفع راياتهم في محفل عالمي يراه أكثر من ملياري نسمة.

فقط.. شكرًا للمغرب.

شارك: