شمام.. قاوم المرض ونجح في الدراسة وحقق المجد مع الترجي

يعتبر قلب دفاع الترجي الرياضي التونسي، من بين أكثر اللاعبين تحقيقا للنجاحات في فريق "الأحمر والأصفر" على كل المستويات خلال العقد، وربما الأفضل في تاريخ النادي الذي يمتد  لأكثر من 100 عام، وبات يحظى بمكانة خاصة في قلوب أنصار الفريق، لما قدمه من تضحيات ومجهودات كبيرة طيلة مسيرته الطويلة مع الفريق ومساهمته الفعالة في عدة ألقاب حققها شيخ الأندية التونسية. 

ويمتلك شمام، بالإضافة لمسيرته الكروية الاستثنائية، قصة نجاح ملهمة على المستوى الإنساني تعكس قوة شخصية اللاعب المميزة، وتعبر عن قدرته الكبيرة على تجاوز العراقيل وكل المطبات التي تعترض كل إنسان في حياته. 

التفوق الدارسي والحماسة في الملعب 

يعد قائد الترجي الحالي خليل شمام، من بين الأسماء القلائل في كرة القدم التونسية الذين نجحوا في التوفيق بين المسيرة الكروية الناجحة مع أحد أكبر الفرق التونسية، ومع التفوق الدراسي حتى المستوى العالي. 

وأكمل شمام تعليمه الجامعي بالحصول على ديبلوم في التسويق التجاري، أي في مجال بعيد كليا عن الرياضة ويمكن القول إنه من أشد الدراسات تعقيدا وصعوبة. 

وانعكس نجاحه الدراسي بطريقة أو بأخرى على شخصية داخل أرضية الملعب، حيث برز خاصة في السنوات الأخيرة بذكائه الكبير في قيادة دفاع "المكشخة" وتأقلمه مع مركزه في محور الدفاع، رغم أنه قضى أغلب سنوات مسيرته في مركز الظهير الأيسر. 

كما أظهر شمام قتالية عالية في الكثير من المباريات الحاسمة وربما مواجهة الأهلي عند تعرضه لإصابة قوية على مستوى الرأس. 

وخرج  صاحب ال 33 عاما لتلقي العلاج، إذ وضع ضمادة على الجرح لإيقاف النزيف وأصر على استكمال اللقاء ليكون نموذجا للحماسة والبسالة. 

قاوم المرض وعاد للتألق 

تسببت لسعة بعوضة تعرض لها خليل شمام، خلال رحلة إفريقية لفريقه سنة 2008 في بوركينا فاسو، بمشاكل صحية كبيرة عاش على إثرها فترة صعبة على جميع المستويات. 

ولكنه عاد بقوة كما كان يفعل دائما للتألق ولأجواء المباريات الرسمية وحمل شارة منتخب بلاده في كأس إفريقيا سنة 2012 في الغابون، كما تمكن من حصد العديد من النجاحات والإنجازات مع الترجي محليا وقاريا مع مشاركات مونديالية. 

رقم قياسي من الألقاب تجاوز شكري الواعر في عدد الألقاب 

بعد أن رفع الترجي أمس السبت 2 أيار/ مايو لقب الدوري التونسي للمرة 31 في تاريخه، وصل شمام إلى اللقب رقم 22 على مدار مسيرته مع "شيخ الأندية التونسية" والتي بدأت في سنة  2006 مع الفريق الأول وتستمر حتى الآن. 

مع الإشارة إلى أنه غادر نادي باب سويقة لموسم واحد في 2014، حيث خاض تجربة احترافية قصيرة مع نادي غيمراش البرتغالي لم يكتب لها النجاح. 

ويعد لقب الدوري التونسي رقم 11 في مسيرته بعدما فاز مع فريق "الدم والذهب" باللقب أعوام 2006 و2009 و2010 و2011 و2012 و2014 و 2017 و2018 و2019 و  2020 و 2021، بالإضافة لحصد لقب كأس تونس 4 مرات وكأس السوبر التونسي في مناسبتين. 

أما على الصعيد الخارجي فقد فاز شمام بلقب دوري أبطال إفريقيا في 3 مناسبات والبطولة العربية في مناسبتين وكأس شمال إفريقيا في مناسبة وحيدة. 

وبذلك يكون تجاوز رقم الحارس التاريخي للكرة التونسية للترجي ومنتخب نسور قرطاج شكري الواعر، وأصبح الأكثر تتويجا في تونس. 

خليل شمام سليل عائلة رياضية 

خليل هو ابن اللاعب السابق لمنتخب تونس ولمستقبل المرسى الراحل عبد السلام شمام، وسبق له أن شغل مهام رئيس اللجنة الفدرالية للتحكيم بالجامعة التونسية لكرة القدم وترأس لجنة تسير الأعمال في المستقبل الرياضي بالمرسى.

دون نسيان عمه المدرب المعروف سمير شمام، وسبق له الإشراف على تدريب فرق الترجي في المراحل السنية، ومنتخب تونس للناشئين، ونادي الرفاع الشرقي والمنامة والمحرق البحريني، والترجي. 

ومن أهم إنجازاته تحقيقه لجائزة أفضل مدرب مع الرفاع الشرقي موسم 2003، وكأس تونس مع الترجي 2006 وكأس الملك وكأس السوبر مع المحرق البحريني.

لا يفكر في الاعتزال حاليا

وعندما يسأل خليل شمام عن موعد الاعتزال يقول طالما أن اللاعب يتمتع بلياقة بدنية وشغف اللعب فعليه الصمود والبقاء لأطول فترة ممكنة في الملاعب، ويأمل شمام أن يواصل موسما آخر مع الترجي لقطف المزيد من الألقاب مع الترجي. ويعتبر الفوز بدوري أبطال إفريقيا للمرة الخامسة أمنية وحلما يراود خليل شمام.