سيرجي روبيرتو وآخرون| لاعبون من لاماسيا باعوا الوهم لبرشلونة

تحديثات مباشرة
Off
2024-07-21 12:39
الإسباني سيرجي روبيرتو لاعب نادي برشلونة (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

باتت مسألة رحيل سيرجي روبيرتو عن صفوف برشلونة أقرب من أي وقتٍ مضى، وذلك بعدما أمضى مسيرته الاحترافية كلها في النادي الكتالوني الذي تخرج من أكاديميته "لاماسيا" لينضم لفريقه الثاني، قبل أن يقوم بيب غوارديولا بتصعيده للفريق الأول عندما كان المدير الفني للبرسا.

قبل الاحتراف كان سيرجي روبيرتو يلعب في أكاديميتي سانتا كروس وجيمناستيك قبل انضمامه للاماسيا في عمر الـ14 عامًا، ليلعب أكثر من 300 مباراة في مختلف المسابقات مع البرسا منها 245 مباراة في الليغا.

لقطة سيرجي روبيرتو الأشهر مع برشلونة كانت عندما سجل هدف تأهل برشلونة على حساب باريس سان جيرمان في ملحمة الريمونتادا الشهيرة والتي انتهت بنتيجة 6-1 لصالح البلوغرانا.

سيرجي روبيرتو بدأ مع البرسا في مركز خط الوسط لكنه انتقل إلى مركز الظهير الأيمن بعدها بعدة سنوات، ليقضي أغلب فتراته مع الفريق الأول في هذا المركز قبل أن يعود من جديد لوسط الميدان بعدما دعم البرسا الجبهة اليمنى بشكل جيد أخيرًا بوصول كوندي ثم كانسيلو.

سيرجي روبيرتو عينة من لاعبين باعوا الوهم!

سيرجي روبيرتو كان واحدًا من لاعبين كثر باعوا الوهم لجماهير الفريق لارتباطهم باسم لاماسيا، فصحيح أن الأخيرة تُعتبر من قبل قطاع واسع، هي أكاديمية الناشئين الأفضل في العالم بعدما أخرجت أساطير من عينة ليونيل ميسي وتشافي وإنيستا وبوسكيتس وغيرهم، قبل أن تعود من جديد لتقدم مواهب رائعة كباو كوبارسي ولامين يامال، إلا أن نفس تلك الأكاديمية حالها كحال أي أكاديمية أخرى، يمكنها أن تُخرج لاعبين سيئين.

لكن بسبب السمعة الرائعة لأكاديمية لاماسيا، تمكن كثير من اللاعبين من الاعتماد على كونهم خريجيها دون أن يكونوا قادرين فعلًا على أن يضيفوا إلى برشلونة شيئًا، ومع تراجع الأكاديمية لفترة عن تقديم من يصلح فعلًا للعب في الفريق الأول فيما عدا تياغو ألكانتارا، كانت الرغبة الملحة لدى الجماهير وإدارة البرسا في رؤية المزيد من خريجي أكاديميتها ما منح كثير من متوسطي المستوى على أقصى تقدير تلك الفرصة الذهبية.

في هذا السياق، نستعرض بعضًا من هؤلاء اللاعبين الذين "باعوا الوهم" من خريجي لاماسيا، وهو ما يؤكد أن سيرجي روبيرتو ليس الاستثناء.

ريكي بويغ

أين ذهب ريكي بويغ؟ لا أظن أن أحدكم يعرف ولا أظن أن أحدًا يهتم، لكن قبل سنوات كان هناك كثيرٌ من المهتمين؛ إذ توهم بعض المشجعين أنه مقبل على أن يكون اكتشاف خط الوسط المقبل للنادي الكتالوني العريق.

ضآلة جسده كانت واضحة لكن ذلك لم يكن مشكلة، ما دام بويغ يعرف كيف يمرر جيدًا، رغم أنه على الأرجح إن أحضرت شخصًا لا علاقة له بكرة القدم للتدرب لسنوات في لاماسيا فسيجيد التمرير، لكن ماذا بعد التمرير؟ لا شيء.

بويغ انتزع سمعته وشهرته من تلك الضآلة فباتت المقارنة بين ما يُنتظر أن يقدمه شخص بضآلة حجمه وصغر سنه نظريًا وبين ما يقدمه بشكل أفضل عمليًا، بينما كان المفترض أن تتم المقارنة بين ما يُنتظر أن يقدمه هو بما يقدمه من يلعب في برشلونة.

استفاد بويغ من حالة الفراغ الكبيرة التي عانى منها وسط برشلونة ليتمسك كثيرون ببصيص الأمل تجاه اللاعب بينما كان جليًا بعد فترة أن هذا الفتى لن يقدم الكثير، وكان رونالد كومان واحدًا ممن أدركوا هذا رغم أنه دفع ثمن قرار استبعاده بهجومٍ شرس عليه، قبل أن تشعر الغالبية لاحقًا أن الفتى باع الوهم فعلًا حتى وصل الأمر إلى افتراض قرابته بشخصيات مهمة في كتالونيا منحته فرصة اللعب في أكبر أنديتها.

بويان كركيتش

لم يكن بويان كركيتش سيئًا وحتمًا كان لديه بعض المقومات الناتجة من اللعب لسنوات في لاماسيا، لكن في الوقت الذي يرى كثيرون أنه ظُلم بلعبه في جيل تاريخي لبرشلونة وربما هو الأعظم في تاريخ كرة القدم، هناك نظرية أخرى وهي أنّ بويان لم يكن ليقدم أداءً معقولًا كما قدّم إلا لأنه يلعب مع هذا الجيل، فالفتى اليافع كان يلعب في فريق يوفر عددًا هائلًا من المحاولات الهجومية التي تمنح أي مهاجم القدرة على التسجيل أو تساعده على تقديم أداء جيد وسط كل هؤلاء العمالقة.

حاول بويان الصمود وسط هذا الجيل لكن مقاومته انهارت في 2011 وانتقل لروما، لينزلق في التيه ويقضي مسيرة متوسطة في أغلبها، وربما أفضل فتراته كانت في ستوك سيتي.

يحكي بويان عن عدم قدرته على مقاومة الضغط، فقد شعر بدوار قوي قبيل مباراة فرنسا الودية رفقة منتخب إسبانيا الذي انضم إليه في سن صغيرة جدًا. وُضِع بويان على المنضدة وبدأوا في محاولة معرفة ما أصابه ليعرف بعد ذلك أن هذا الأمر ضمن أعراض القلق الشديد الذي لم يستطع التخلص منه، فاعتذر للويس أراغونيس عن عدم المشاركة في يورو 2008 رغم محاولات كارلس بويول الحثيثة لدعمه ووعده بأن يقف إلى جواره دائمًا.

ربما كان بويان ضحية تشبيهه المتسرع جدًا بليونيل ميسي، ومع الإقرار بأنه تم ظلمه بهذه المقارنة إلا أن الرهان الكبير عليه كان محاولة جديدة للسعي وراء سراب.

سيرجي روبيرتو

ظهر سيرجي روبيرتو في حقبة ضمت تشافي وإنيستا وبوسكيتس وكذلك سيسك فابريغاس، وهم لاعبون قادرون على أن يجعلوا من بجوارهم أفضل كثيرًا مما هو عليه في الحقيقة.

سيرجي روبيرتو ظل لسنوات طويلة يلعب بمستوى عادي جدًا في خط الوسط معتمدًا على نظرية تقول، إن تشافي لم يتألق إلا في سن متقدمة نسبيًا ولذلك ينبغي الصبر عليه.

وبينما بدأ الصبر ينفد، إذا بفرصة ذهبية تلوح لروبيرتو للاستمرار لفترة أطول كثيرًا مما ينبغي وهي عندما قرر لويس إنريكي الدفع به في مركز الظهير الأيمن، لمعالجة الصدع الواضح عن نقص العناصر التي تشغل هذا المركز، ليقدم سيرجي روبيرتو أداءً عاديًا ثم كارثيًا لكن بقت الحجة المستمرة والدائمة هي أنه لا يلعب في مركزه.

تدريجيًا بدأت الجماهير تلاحظ أن العمر يتقدم والمستوى لا يتطور، وأن الرهان على سيرجي روبيرتو بناء على عدة مباريات جيدة كان خدعة كبيرة.

هناك لاعب كان من الممكن أن يتم وضعه في التصنيف الرئيسي وبشدة إلى جانب روبيرتو وبويان وبويغ وهو دينيس سواريز الذي قضى فترة كافية في برشلونة وصلت التطلعات فيها إلى أن يظن البعض أنه خليفة أندريس إنيستا، لكن تم استبعاده فقط لأنه ليس من خريجي لاماسيا بل أتى في سن التاسعة عشرة قادمًا من مانشستر سيتي.

أسماء أقل شهرة أو توقعات

هناك الكثير من الأسماء التي لم تحصل على فرصة كافية للقول إن هناك رهانًا ما كان معقودًا عليها، أو أن مستواهم من الأصل لم يجعل أحدهم يشعر وأننا مقبلون على نجم كبير آخر.

والحديث هنا عن لاعبين من عينة مارك مونييسا وجوناثان دوس سانتوس وجيفرين سواريز وأندرو فونتاس ومارتن مونتويا وغيرهم من اللاعبين، الذين لم يتوقع لهم أحد أن يكون مستواهم قادرًا على المنافسة على مراكز أساسية في برشلونة.

شريحة معقّدة

قدموا المطلوب أو امتلكوا جودة مميزة أو معقولة لكن رحلوا لسبب أو آخر. الأمر أكثر تعقيدًا في هذه الشريحة، فهناك لاعبون مثل جيوفاني دوس سانتوس الذي امتلك جودة مميزة وكان يستطيع اللعب أساسيًا في أجيال تالية لبرشلونة، غير التي صعد ليلعب معها.

الدولي المكسيكي كان قادرًا على أن يقدم الإضافة في جيل ذهبي تاريخي لبرشلونة وربما هو الأفضل من بين كل اللاعبين في تلك الفئة وأثبت ذلك مع فياريال، كما كان إيزاك كوينكا وكريستيان تيو من الأجنحة الواعدة التي حاولت تقديم الإضافة وظهرت موهبتهما في بعض الفترات قبل الرحيل لكنهما لم يتطورا.

رافينيا ألكانتارا كان مثلهم تقريبًا رغم أن البعض ظن أنه أفضل من شقيقه تياغو، وحاول كارلس ألينيا أن يجد لنفسه مكانًا لكنه لم يفلح سوى لفترة قصيرة، بينما كان عدم حصول سيرجي سامبر على فرصة مستمرة أمرًا ظالمًا له بالنظر لجودته مقارنة بما حصل عليه سيرجي روبيرتو من فرص.

هناك لاعب آخر امتلك جودة عُلّقت عليه آمال كبيرة في برشلونة وهو إلايش موريبا، لكنه اختار الرحيل إلى لايبزيغ في خطوة غير موفقة مر فيها كذلك بتجربة مع فالنسيا ظهر فيها أن اللاعب يفتقد للعديد من المقومات، ما يجعل ما بُني عليه من آمال ليس بالدقة الكافية.

في النهاية، يمكن القول إن بناء الوهم على اللاعبين يأتي من الفراغ الحادث أحيانًا في فرق كرة القدم، وقد كانت إدارات برشلونة المتعاقبة من بعد خوان لابورتا بارعة في عدم المحافظة على قوام البلوغرانا، مجبرين محبيه على الارتفاع بالطموحات مع كل لاعب يُظهر ملامح مبشرة.

شارك: