سفراء كأس العالم: قطر أرست معايير جديدة لاستضافة المونديال
أكد سفراء كأس العالم قطر 2022 أن المونديال القطري حقّق نجاحًا باهرًا، وأثبت كفاءة قطر في تنظيم البطولات الرياضية الكبرى، مع إرسائه معايير جديدة لاستضافة النسخ المقبلة من البطولة، وغيرها من الأحداث العالمية.
وقال نجوم الكرة العربية والعالمية في حوار لموقع Qatar2022.qa، بعد ختام منافسات النسخة الأولى من المونديال في العالم العربي في استاد "لوسيل" الأحد الماضي، إن الطبيعة متقاربة المسافات التي تميزت بها البطولة خلقت تجربة لا مثيل لها للمشجعين، حيث أتاحت للجماهير حضور أكثر من مباراة في يوم واحد، مع سهولة التنقل في أنحاء البلاد.
واستقبلت قطر أكثر من 1.4 مليون زائر خلال الحدث العالمي الذي تواصل على مدار 29 يومًا، وبلغ إجمالي الحضور الجماهيري لمنافسات البطولة 3.4 ملايين مشجّع خلال 64 مباراة، بمتوسط 53 ألف مشجّع في المباراة الواحدة، وأثبت المهرجان الكروي قدرة قطر والعالم العربي على تنظيم أحداث عالمية ضخمة، وأرسى معايير جديدة لاستضافة البطولة مُستقبلًا.
يونس محمود: قطر أوفت بوعدها على جميع الأصعدة
وقال يونس محمود، نجم الكرة العراقية السابق، إن البطولة حققت نجاحًا استثنائيًا على كل المستويات، حيث وعد المنظمون، منذ اللحظة التي فازت فيها قطر بحق استضافة كأس العالم، بأن هذه النسخة من البطولة ستمثل حدثًا فريدًا من نوعه، مشيرًا إلى أن قطر أوفت بوعدها تنظيم نسخة باهرة من البطولة.
وأضاف محمود: "وضعت قطر معايير جديدة على صعيد تنظيم النسخ المقبلة من كأس العام، بدءًا من الاستادات المُشيَّدة وفق أحدث المواصفات العالمية، وانتهاءً بتجارب المشجعين المميزة، مع توفير كل التسهيلات.. أنا على ثقة تامة بأن الدول المستضيفة للنسخ المقبلة من البطولة ستتطلع إلى تكرار ما فعلته قطر، لتنظيم نسخة تحاكي الاحتفالية الكروية التي شهدتها الدوحة".
علي الحبسي: مشاهدة أكثر من مباراة في يوم واحد ميزة فريدة
من جانبه، قال علي الحبسي، حارس مرمى المنتخب العماني سابقًا، إن منح المشجعين الفرصة لحضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد أمر رائع لم تشهده النسخ السابقة من البطولة، ما أتاح لجماهير كرة القدم الاستمتاع بتجربة كروية شاملة، ضمن أجواء احتفالية مثالية، وفرت ملتقى للجمهور من جميع البلدان، التي تأهلت منتخباتها وغيرها من دول العالم، والاحتفاظ بذكريات تدوم مدى الحياة.
وأضاف الحبسي: "لا شك أن الطبيعة متقاربة المسافات التي تتميز بها قطر شكّلت عنصرًا رئيسيًا في تحقيق استضافة ناجحة للبطولة، ووفرت منصة للقاء الشعوب، وكسر الحواجز الثقافية، وقضاء أمتع الأوقات مع اللعبة الرائعة التي نحبها جميعًا، ويجمعنا الشغف بها من حول العالم".
وشكّل تقارُب المسافات ميزة فريدة لكأس العالم قطر 2022، حيث تقع جميع الاستادات المونديالية الثمانية على مسافة قريبة لا تتجاوز ساعة واحدة بالسيارة من وسط مدينة الدوحة.
يحيى توريه: أداء المغرب في قطر يؤكد أن الكأس باتت قريبة من أفريقيا
وقال أسطورة المنتخب الإيفواري يحيى توريه: "لقد فوجئنا بما حققه منتخب المغرب، لقد كانوا أكثر من رائعين، ويبدو أن كرة القدم الأفريقية على وشك الصعود بقوة إلى الواجهة.. لقد كنا بانتظار تلك اللحظة منذ فترة طويلة جداً، وأرى أن أداء المغرب يؤكد لنا أن الكأس ستكون من نصيب دولة أفريقية عاجلًا أم آجلًا".
ويمثل تأهل منتخب المغرب إلى نصف نهائي البطولة أحد القصص الرائعة على أرضية استادات المونديال، ليصبح "أسود الأطلس" أول منتخب عربي أو أفريقي يبلغ المربع الذهبي في تاريخ كأس العالم.
ناديا نديم: آمل أن نلمس أثر استضافة المونديال على الكرة النسوية
وحول دور البطولة في تعزيز مسيرة تطور كرة القدم في قطر والشرق الأوسط، قالت اللاعبة الدنماركية ذات الأصول الأفغانية، ناديا نديم: "آمل أن تشهد المنطقة تطورًا ملموسًا في كرة القدم، فهي بحاجة إلى بناء المزيد من المواهب، كما آمل أن نلمس أثر استضافة المونديال في كرة القدم النسائية".
وأضافت: "كلما تتطوّر كرة القدم؛ تبرز أجيال جديدة من المواهب اللامعة في سماء اللعبة، ولعل ذلك هو الأهم بالنسبة لي، انطلاقًا من أهمية إتاحة الفرصة أمام الشباب من فتيان وفتيات للاستمتاع بممارسة هذه اللعبة الرائعة".
تيم كاهيل: منظمو النسخة القادمة يتدارسون الأمر للوصول إلى مستوى قطر
ويرى أسطورة المنتخب الأسترالي تيم كاهيل أن كأس العالم قطر 2022 أرست معايير جديدة للإبداع في الاستادات والمواصلات العامة والممارسات المستدامة، التي ستترك إرثًا هامًا في كيفية استضافة المونديال، وغيره من الأحداث الرياضية الكبرى، في جميع أنحاء العالم بالمستقبل.
وقال كاهيل: "لا شك أن المونديال سيشكّل مصدر إلهام كبير لبطولات كأس العالم المقبلة، في العديد من الجوانب؛ مثل البنية التحتية، والاستادات المكيفة التي نجحت الدولة في تشييدها على طريق الإعداد للبطولة".
وأضاف كاهيل: "بعد النجاح الباهر الذي حققته قطر، سيفكر الجميع في تكرار استضافة بطولة ضمن مسافات متقاربة، تتيح الفرصة أمام المشجعين لحضور مباراتين في يوم واحد، مثلما شهدناه وعايشناه في مونديال قطر، ولا شك أن ذلك سيمثل تحديًا كبيرًا، لأن حضور المباريات في كأس العالم يتطلب عادة الانتقال من مدينة إلى أخرى".
واختتم كاهيل حديثه قائلًا: "عندما ننظر إلى ما أنجزته قطر في استضافتها لهذه النسخة الاستثنائية من المونديال، سيفكر منظمو النسخ المقبلة من كأس العالم في كيفية الوصول لمستوى مماثل في تنظيم الحدث.. أدرك تمامًا أن المسؤولين عن تنظيم البطولة المقبلة من كأس العالم يتدارسون هذا الأمر، في ضوء التحدي الهائل الذي برز أمامهم بعد استضافة قطر لهذه النسخة التاريخية من كأس العالم".